عاجل

البوق الناعق .. ومن أختار الجيران أم الإخوان

في البداية يبدوا أن أهم وأخطر التحديات التى تواجة استمرار أي اختلافات سياسية أو نزاعات همجية هو مقدار القدرة علي تحمل الخسائر في المواجهة وامتصاص مضاعفتها , وذلك أن المواجهة الحالية تدخل في ضمن المواجهات الصفرية محصلة هذه المواجهات بالقدرة علي التحمل والصبر وطول النفس وضبط ردرود الافعال بل والافعال ذاتها . ويكسب في النهاية من يتحمل اكثر ومن له قدرة علي امتصاص مضاعفات الخسائر وكل هذا مما سبق عرضه من اخطار للتحديات التى تواجهة من يتصدر للنزاعات تطرق الان من نطاق صراع بين جماعة ودولة الى دول ضد هذه الجماعة وهذا ما نراه الان بالمجمتع الدولي بشكل عام وبالخصوص ما نراه بعد احداث 3/7 وظهور البوق الناعق ( الجزيرة ) وما تسببت فيه من احراج لدولتها التي دفعتها لهذا بالاساس وما تعانية الان من اضطراب في بعض العلاقات العربية بسبب دعمهم للاخوان بل تطرق الامر من بعض الدول اعلان ذلك فتسبب لها الاحراج من تختار الجيران أم الاخوان ؟ فمنذ ان استقبلت دولة قطر قيادات الاخوان وبعض اعضاء تحالف دعم الشرعية وما يثار علي شاشة بوقها الناعق الجزيرة من تحريض من البعض والدعم اللوجستي بينها وبين بعض الدول الاخري التى تقف نفس الموقف وتستقبل ايضا بعض القيادات تسبب في ان دول المنطقة الان تظهر انيابها لقطر وبطريقة ليس فيها أي التباس وهذا معلوم للجميع من مواقف السعودية والامارات وما اصدرته السعودية من قرارات باعتبارها جماعة ارهابية ! والقرار البريطاني الاخير بتحقيق حول وضع الجماعة في المملكة المتحدة للنظر في فلسفة وانشطة الجماعة وكيف ستكون سياسة الحكومة البريطانية تجاهها , وكذلك فيما صوت البرلمان الكندي علي قرار ادراج جماعة الاخوان علي لائحة المنظمات الارهابية بإغلبية الاعضاء ! فالآن اشعر ان قطر في حيرة شديدة هل نختار الجيران أم الاخوان ؟ فالكل يعلم ان للاخوان فضل كبير علي قطر وبالذات ما فعله " الترابي " عندما نظم انقلاب امير قطر علي والده وهم لاكثر من عقد من السنين يشكلون سياسة قطر وقناة الجزيرة الكل يعلم انها الان البوق الناعق لهم , فما تراه الان قطر من مقاطعة وسوء للعلاقات مع جيرانها فهي في موقف لا تحسد عليه فهي تريد الان ان تتملص من دعمها والتزاماتها بتنظيم الاخوان , لما تراه من ردور افعال فهي تتجه الي تسويق قيادات الاخوان منها الي اماكن أخري وعلي سبيل المثال كما طالعتنا الوسائل الاعلامية اسكان بعض القيادات في بريطانيا وجاء علي اثر ذلك التصريحات الاخيرة من هناك بخصوص الاخوان وتابعتها تصريحات البرلمان الكندي و فرنسا , كما تحول البعض الي تركيا مع كل ما يواجهة اردوغان من حملة اعلامية داخلية وخارجية استغلتها بعض الدول وجاءت الانتخابات البلدية الاخيرة لتقف مره اخري بجوار اردوغان حتى لو كانت النسب ليست كما كانت من قبل. و أيضا تحدث بعض المحللين أن السودان هي المرسي الوحيد لهم الان بالمنطقة ولذلك كانت زيارة امير قطر من باب التسويق لوجودهم بها والتى من المرجح ان ينتقل الكثير من القيادات بتذكية قطرية ومن المعروف أن الاخوان وجدوا في السودان من قبل استقبالاً عندما انقلب عبد الناصر عليهم في الخمسينيات بعد محاولة اغتياله بالاسكندرية ووقتها جاء الشيخ القرضاوي الي السودان والكثير من اعضاء التنظيم وكذلك يري البعض من الممكن نقل قيادات الجماعة بل نقل مقر التنظيم الدولي نفسه والاعلامي لتونس وذلك بعد اعلان زيارة امير قطر لها . فاليوم أري ان السيناريو يتكرر ومن سيقودها الان قطر حتي تخرج من احراجها مع جيرانها . فهل يفيق الجميع ويعلموا مقدار القدرة علي تحمل الخسائر في مواجهة لن تستمر فلابد من ضبط ردرود الافعال والافعال ذاتها حتي لا تكون الخسائر لا حصر لها وتمتد من المستوي المحلي الي المستوي العالمي .