عاجل

يديعوت تبكي قتلى الجيش الإسرائيلي بالشجاعية

"بثمن باهظ، ليلة مضرجة بالدماء"، هكذا عنون يوسي يهوشع مقالته في يديعوت، الإثنين، واصفا العدوان الإسرائيلي على الشجاعية بـ "المعركة الضروس"، حيث أصيب قائد لواء جولاني وأصيب 13 ضابطا وجنديا على حد تعبيره. وأكد يهوشع أنّ الجيش الإسرائيلي دفع ثمنا باهظا جدا في هذه العملية، هو الأعلى بتاريخ لواء جولاني منذ حرب لبنان الثانية. ويصف الكاتب المشهد، من وجهة النظر الإسرائيلية، بالقول: "حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، 2 كيلو متر فقط عن منازل كيبوتس ناحل عوز، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. في المحيط منطقة مدينية غزية نموذجية: شوارع ضيقة، بناء مكتظ، منازل تشرف على محاور السير. منذ البداية كان واضحا أن هذه ستكون المهمة الأكثر تركيبا وتعقيدا، ولهذا فقد اختير اللواء الأكثر خبرة في القتال في السنوات الأخيرة. قوة جولاني، التي انتظرت على مدى زمن طويل على الجدار، توشك على الدخول إلى الحي، وعندها يصعد إلى شبكة الاتصال قائد اللواء العقيد غسان عليان ويتوجه إلى جنوده بأمر بسيط: "انطلقوا إلى الهجوم". ويضيف: "تنطلق القوة، بعضها بمركبات عسكرية، بعضها على الأقدام. وهي تتحرك في تشكيلة قتالية، تطلق النار إلى الأمام في مدى 180 درجة، وتستعين بالمروحيات والطائرات الحربية ونار المدفعية الثقيلة. بعد بضع دقائق من ذلك، في الساعة 1:05 تبدأ المعركة بكل قوتها، عندما يهز انفجار شديد سماء الشجاعية وقطاع غزة بأسره. إحدى المجنزرات تصاب بصاروخ مضاد للدبابات، ويحتمل أن تكون صعدت على عبوة. ويدور الحديث عن مجنزرة عادية وليست مجنزة النمر المتطورة -المزودة بمنظومات دفاعية تشبه تلك التي لدى دبابة المركفاه وبالتالي أكثر تحصينا من النار- وفي الجيش الإسرائيلي شرحوا بعد ذلك بأنه لا توجد مجنزرات نمر كافية وقد وزعت بين الوحدات المختلفة". ويتابع: "بعد الضربة تضاء الظلمة في غضون ثوان بقنابل الإنارة، ومن كل الاتجاهات تفتح النار نحو الجنود. يقتل سبعة جنود في المجنزرة ولكن القوة تواصل إطلاق النار، التقدم والسيطرة على المنازل". قائد اللواء يصاب وينوه يهوشع إلى أنّ "الضربة الفتاكة الثانية تأتي في الساعة 1:30 عندما يطلق صاروخ مضاد للدبابات نحو المنزل الذي شكل غرفة قيادة لكتيبة الدورية في جولاني. النتائج قاسية: قائد الكتيبة المقدم روعي ليفي يصاب بجراح خطيرة، أما نائبه الرائد تسفرير بار أون (32 سنة) ضابط شعبة العمليات النقيب تسفي كابلان (28 سنة) وجندي آخر يقتلان. القوة التي أرسلت لإنقاذ المصابين يقودها قائد اللواء نفسه، العقيد عليان، ولكنه هو أيضا يصطدم بالمخربين، يصاب بجراح متوسطة ويضطر إلى إخلاء المنطقة". ويضيف: "بالتوازي، قريبا منهم، تتقدم سرية المتفجرات في الكتيبة فيما تصطدم فجأة بنار صواريخ مضادات الدبابات نحوها، وكنتيجة للضربة يقتل مقاتلان آخران. المقاتل الـ 13 لجولاني الذي قتل في الليلة القاسية أصيب فجرا، كنتيجة لنار قذيفة طائشة من قوات الجيش الإسرائيلي". ويصف الكاتب صعوبة إجلاء الجرحى والمصابين بالقول: "كان إنقاذ المصابين مهمة مركبة. فتحت نار كثيفة، نجح المقاتلون في إخراج رفاقهم إلى الجدار الفاصل، تحت تغطية نارية ثقيلة من المروحيات القتالية والقصف المدفعي. وهبطت مروحيات بلاك هوك وعليها مقاتلو وحدة الإنقاذ 669 في أقرب مسافة ممكنة من منطقة القتال، في ظل مخاطرة عالية وأخلت المصابين إلى المستشفى. والنتيجة في الصباح التالي كانت قاسية: 13 قتيلا، بينهم ضباط كبار وكذا جرحى كثيرون". ويقول إنّ "أحداث الشجاعية ذكرت الكثيرين بمعركة الكتيبة 51 من جولاني في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية، ولكن هذه المرة سُجِّل إلى جانب الثمن الباهظ إنجاز كبير في الميدان أيضا، وصُفي عشرات من مخربي حماس". ويختم الكاتب حديثه قائلا: "مثل حزب الله في حرب لبنان الثانية، نجحت حماس هي الأخرى في مفاجأة القوات بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع كورنيت. وكان الثمن باهظا، باهظا جدا.. الأعلى الذي عرفه اللواء منذ حرب لبنان الثانية".