عاجل

الوسط الليبية : ألعاب الأطفال في بنغازي تعكس واقعهم

مجموعة من أطفال بنغازى يحملون ألعابهم

انتشرت في مدينة بنغازي ألعابٌ على هيئة أسلحة المسدسات والرشاشات بأشكال وأنواع مختلفة، وجاءت كثرتها للإقبال الكبير على شرائها من الأهالي؛ نزولاً على رغبة الأبناء والذين باتوا يعزفون عن اقتناء ألعاب أخرى أقل عنفًا ولا تؤدّي لأي أضرار خلاف الأنواع الجديدة من ألعاب السلاح المؤذية، كما لوحظ إقبال الأطفال على ألعاب الفيديو التي تجسّد أفعالاً عدوانية واقتتالاً في الشوارع. ويصف فخري الصهبي أب لطفلين تلك الظاهرة بالخطيرة جدًا، مُطالبًا بضرورة القضاء عليها عن طريق التوعية من قبل الخطباء والوعاظ في المساجد وتعريفهم بحجم المخاطر، كخطوة على طريق التصحيح. فيما ترى الباحثة الاجتماعيّة عائشة القيني أنَّ العديد من الدراسات أثبتت أن الأطفال يتأثرون بما يعيشونه من مواقف وما يشاهدونه من أحداث، وذلك في اكتساب سلوكيات مختلفة، منها السلوك العدواني أو العنيف، إذْ أنَّ الأطفال قد يكتسبونه من خلال ما تقدِّمه الفضائيات من برامج وأعمال درامية تتضمن الكثير من العنف، فضلاً عن الألعاب الإلكترونية، قائلة: "ما بالك إذا كانوا يعيشون هذا العنف بكل تفاصيله نتيجةً للأحداث الدائرة بعد ثورة 17 فبراير وانتشار السلاح ووصولاً للأحداث الأخيرة التي تميّزت بكم كبير من العنف المتمثِّل في الخطف والاغتيالات، بالإضافة لسماعهم أصوات القصف والتفجيرات والرصاص وما خلف من موت ودمار. وتضيف الباحثة الاجتماعية أنه لا شكّ كل ذلك له تأثير على الأطفال، خاصةً كونهم يُقلدون الكبار في كل أفعالهم من خلال أنواع اللعب المختلفة التي يمارسونها، والتي منها اللعب الدرامي والإيهامي الذي يجسِّدون من خلاله ما يشاهدونه عبر التلفاز وما يسمعون عنه من أحداث عنف؛ مستخدمين في ذلك ألعابهم من مسدسات وبنادق وما يلزم لاستعمالها من رصاص ومفرقعات من أجل أنْ يقلّدوا الكبار فيما يقومون به من قتل ودمار. وتؤكِّد عائشة القيني أنَّ مثل هذا الأمر يغرس لدى الأطفال سلوكيات سالبة تضر بهم وبمجتمعهم في مستقبل حياتهم، مطالبةً الأهل بمحاولة إبعاد أطفالهم قدر الإمكان عن التعرض لمشاهدة الأخبار والبرامج التي تحوي صورًا أو مشاهد لما يجري من عنف والأدوات المستعملة في ذلك، كذلك توجيه الأطفال عند شراء الألعاب إلى تلك التي يستفيدون منها مثل ألعاب الفك والتركيب وغيرها من الألعاب المسلية، وأن يختاروا لهم ما يناسب أعمارهم حتى لا يجدون فرصة لممارسة العنف بواسطة الألعاب التي يشترونها. كما دعت التجار لمراعاة أن يجلبوا للأطفال ألعابًا مُسلية ومفيدة بدلاً من تلك التي قد تضر بهم مثل المفرقعات بمختلف أنواعها وكذلك المسدسات.