عاجل

المعارضة التركية: دخل الشرطة في ميدان تقسيم "جريمة ضد الانسانية"

صورة أرشيفية

قال زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كليجدار اوغلو، في بيان له اليوم: "بعد تدخل قوات الشرطة لإخلاء ميدان تقسيم الليلة الماضية بإن قرار إخلاء الميدان والتدخل الشرطي ليس فقط جريمة ضد الديمقراطية ولكنه جريمة ضد الانسانية". واكد اوغلو، زعيم أكبر الأحزاب المعارضة بالبلاد، ان تركيا وصلت الى هذه الصورة بسبب "عقلية اردوغان الديكتاتورية وطموحه الشخصي"، على حد تعبيره، معربا عن تقديره "للمتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم وحرياتهم بالطرق الديمقراطية". واندلعت اشتباكات مكثفة الليلة الماضية في ميدان تقسيم بعد ان رفض المتظاهرون نداءات قوات الشرطة باخلاء ميدان تقسيم ومنحتهم فترة زمنية لإخلائه تماما والعودة الى منازلهم ولكنهم رفضوا نداءات الشرطة التي اضطرت للتدخل بأعداد كبيرة لتفريق المتظاهرين من حديقة جيزيه بارك في ميدان تقسيم من خلال استخدام كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وتدمير كافة الخيم بالحديقة ونقلها في سيارات تابعة لبلدية اسطنبول. وتجمع المحتجون في الشوارع الفرعية المؤدية لميدان تقسيم وهم يرددون شعارات "استقالة الحكومة" و"كل مكان تقسيم، كل مكان مقاومة". من جانب آخر، قدم آلاف المواطنين باسطنبول الدعم للمتظاهرين في ميدان تقسيم من خلال قيام تجمع بالآلاف والانتقال من الشطر الأسيوي سيرا عبر جسر مضيق البوسفور لولا تدخل قوات الشرطة والتصدي لهم في حي "مجيدية كوي" واستمرت الاشتباكات والمطاردة بالشوارع الفرعية المؤدية الى الميدان حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الاحد بعد وقوع عدد من الاصابات بين الطرفين. وقطع المواطنون الذين تقدر اعدادهم بالالاف سير حركة السيارات على الطريق الرئيسي في اسطنبول تضامنا ودعما للمحتجين في ميدان تقسيم وضد موقف الحكومة التي وجهت تعليمات باخلاء الميدان. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الشرطة في عدد اخر من المدن التركية منتصف الليلة الماضية مثل ازمير واضنة ومرسين وتونجلي وسقاريا ومانيسا تضامنا مع المتظاهرين في تقسيم واعتراضا على اخلاء الميدان، فيما شهدت العاصمة أنقرة تظاهرات كبيرة شارك فيها الآلاف من المواطنين تضامنا مع المتظاهرين ضد موقف الحكومة في شارع كندي مطالبين تقديم حكومة اردوغان استقالتها. كان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قد حذر، في خطاب له امام حشد كبير من انصاره مساء امس السبت في حي سينجان بأنقرة، المتظاهرين في ميدان تقسيم، قائلا "منحتكم فرصة كبيرة حتى اليوم وينبغي عليكم من بعد الآن إخلاء ميدان تقسيم وإلا فان قوات الشرطة تمتلك القدرة والإمكانية لإخلاء الميدان لأنه لا يمكن أن نسمح باحتلال الميدان خاصة بعد أن قدمنا لكم وعودا في انتظار قرار المحكمة وبعدها التوجه لاستفتاء الشعب حتى لو كان قرار المحكمة لصالحنا". وجاء تحذير اردوغان بعد ساعات من رفض اعضاء مجموعة "التضامن مع تقسيم" انتظار قرار المحكمة، مؤكدين في بيان لهم نشر على موقعهم الالكتروني ان "مقاومتنا ستستمر في ارجاء البلاد وخارجها ضد الظلم وغياب العدالة". وحاصرت قوات الشرطة حديقة جيزيه بارك في ميدان تقسيم وسط اسطنبول بعد اربع ساعات فقط من تحذير اردوغان المتظاهرين هناك. ويؤكد محللون سياسيون ان الموضوع خرج من نطاقه المرسوم وتحول لجبهة معارضة ضد حكومة اردوغان الذي اعتبر بيان مجموعة "التضامن مع تقسيم" خدعة له. من جانب آخر، أكد مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية حسين شليك في حديث خاص للفضائية الاخبارية إن.تي.في. أنه تم التوصل لاتفاق مبدئي خلال اجتماع رئيس الوزراء مع مجموعة الفنانين وممثلي مجموعة "التضامن مع تقسيم" وقدم رئيس الوزراء اردوغان وعودا لهم بانتظار القرار القضائي والتوجه لتصويت الشعب حتى لو كانت النتيجة لصالح الحكومة. وأكد شليك أنه من حق المواطنين الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم كما هو معتاد عليه بالدول الديمقراطية ولكن لا تمنح الحقوق الديمقراطية الحق لنفعل ما نشاء ونخرب وندمر ونعتصم رغم ان مطالب الشعب مهمة بالنسبة للحكومة، مضيفا ان رئيس الوزراء اردوغان يشعر بأنه مخدوع رغم الاتفاق المبدئي ولهذا السبب وجهه تحذيره الاخير للمتظاهرين في ميدان تقسيم. ومن جانبه، ذكر حسين مطلو محافظ اسطنبول، في تصريحات للصحفيين بعد تدخل قوات الشرطة لإخلاء حديقة جيزيه، إن الحكومة منحت المتظاهرين الفرصة الكافية وينبغي عليهم إخلاء الميدان لأنه لا يمكن البقاء بالميدان إلى ما لا نهاية.