عاجل

رحلة داخل مخ الإنسان.. بصحبة العلماء

يأتى مخ الإنسان كأول عامل رئيس يعتمد عليه جسم الإنسان فى حركته الطبيعة، كما يعتمد عليه الإنسان فى سلوكياته وفى أفعاله وفى اختياراته وفى كل حياته. فاذا حدث خلل فى هذا المخ يصيب الخلل فى كل شئ فى الإنسان. يكفيك قارئي العزيز أن تعلم أن سخونة المخ سبب كاف جدا لوجود الحركات السلوكية الغير طبيعية "التشنجات" وأن الشلل بأنواعه يأتى بسبب انقطاع الأكسجين عن المخ لأجزاء من الثانية وأن الصداع نتيجة نقص "طفيف" فى وصول الدم والأكسجين للمخ وكأنه فرعون لا يقبل أن يعمل إلا فى هدوء وسكينة وعند ضياع الراحة يكون الإنفعال الذى تنتج عنه اضرار جسيمة للإنسان، كل هذا رغم صغر حجمة.. فعجبا لك أيها "الملك الصغير". يقول العلماء إن المخ الإنساني يفوق في وظيفته وتركيبه أكبر الحاسبات الآلية "الكمبيوتر" التي توصل إلي اختراعها الإنسان وأكثرها تعقيداً، وهنا نقدم بعض المعلومات التي توصل إليها العلم لكشف بعض الغموض الذى يحيط بتركيب المخ وطريقة قيامه بوظائفه. يبلغ وزن مخ الإنسان في المتوسط من "1000 -1200 جرام" ويعني ذلك أنه يشكل حوالي 2% فقط من وزن الجسم لكنه يحصل علي حوالي 15% من غذاء الإنسان عن طريق الدورة الدموية نظراً لأهميته وطبيعة وظائفه. ونظراً لأهمية المخ أيضاً فإن حمايته من المؤثرات الخارجية مكفولة عن طريق عظام الجمجمة الصلبة التي تحيط به، وكذلك بالحبل الشوكي وهو امتداد الجهاز العصبي عظام العمود الفقرى القوية لحمايته، كما أن المخ يوجد بداخله وحوله السائل المخي وكميته حوالي 150 سم3 ويمنحه حماية إضافية. ويتكون المخ من نصفي كرة، والجزء الأهم هو القشرة أو الطبقة السطحية منه حيث يتوقف علي خلايا هذه الطبقة التي لا يزيد سمكها علي 2.5 مم كياننا كآدميين نعقل ونفكر ونتحكم، ورغم أن حجم المخ صغير نسبياً فإن الكثير من التلافيف تزيد من مساحة سطحه والقشرة التي يتوقف عليها الفرق بين مخ الإنسان وغيره من المخلوقات من حيوانات وطيور وحشرات، فكلما زادت تلافيف القشرة السطحية للمخ زادت وظائفه تعقيداً وتقدماً! ولكي يؤدى المخ وظائفه فإنه يحصل علي الغذاء الذى يمثل الوقود اللازم لخلاياه كي يقوم بعمله، فالأوعية الدموية تمد المخ بالدم الذى يحتوى علي الغذاء والأكسجين، وتتم هذه العملية بتحكم دقيق، فيتدفق الدم بكمية أكثر من المعتاد إلي أماكن معينة بالمخ أثناء التفكير العميق عند حل إحدى مسائل الحساب المعقدة مثلاً! وتؤكد الأرقام وجود شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة لتوزيع الدم الذى يحمل الغذاء والأكسجين داخل الإنسان بطول 1400 مم في كل ملليمتر مكعب من مخ الإنسان. بقي أن نعلم أن هذه المنظومة الهائلة من أوعية الدم التي تغذى مخ الإنسان وتمده بالطاقة يمر خلالها ما يزيد علي 3/4 لتر من الدم كل دقيقة.. وبحسبة بسيطة نجد أن الدم الذى يصل إلي المخ تزيد كميته علي متر مكعب في اليوم الواحد!