عاجل

مؤسس "جلوبال بيزنس" يحذر من اختفاء معالم العالم التكنولوجي الذي نحياه

كتب بيتر شوارتز Peter Schwartz مؤسس شبكة جلوبال بيزنس Global Business Network ، مقالا هذا الاسبوع يحذر فيه من اختفاء معالم العالم الذى نعيشه الان و الذى بدا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية الى يومنا هذا .. و تحت عنوان ” تحذير: الإنترنت قد ينتهي في ديسمبر” يقول “شوارتز” ان نهاية العولمة، النقطة صفر، البلقنة، تجزئة ونهاية الإنترنت ، كلها طرق مختلفة لوصف نهاية نصف قرن من اكثر فترات العالم قربا و تكاملا على نحو متزايد. و لقد كانت عملية التكامل مركزية بالنسبة للسلام والازدهار خلال 70 عاما منذ الحرب العالمية الثانية. و هذا التكامل تسبب فى وجود أنظمة التجارة الاكثر انفتاحا والخدمات اللوجستية عالية السرعة والاتصالات – خاصة الإنترنت – و اصبحت خدمات الطيران أرخص ، و عدد متزايد وحرية حركة للناس كل هذا غذى تزايد الكفاءة الاقتصادية والنمو. . وكان هذا، بالطبع، العصر الثاني من العولمة. فقد انتهت الحقبة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من قبل الحرب العالمية الأولى. و لقد كان المفتاح إلى التكامل بعد الحرب العالمية الثانية في إطار المؤسسات والاتفاقات مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، و صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي واتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة. ولكن مع كل ما تم انجازه كان هناك قوتين ادت الى تمزيف و تفكك هاذ الاطار التكاملى .. القوة الأولى، هى الولايات المتحدة في عهد الرئيس “رونالد ريجان” حينما بدات فى الابتعاد عن العولمة، ونظر هو وأتباعه إليها على أنها تهدد سيادة الولايات المتحدة ، وربما كان امتناع مجلس الشيوخ عن التصديق على قانون البحار الخطوة الأولى في ابتعاد الولايات المتحدة عن العولمة. ومنذ ذلك الحين، أفشلت واشنطن تقريبًا أي معاهدة متعددة الأطراف، بما في ذلك المعاهدات التي كتبتها أمريكا بنفسها ، مثل معاهدة ضم دول أخرى لتعتمد نفس المعايير الامريكية فى التعامل مع المعوقين. القوة الثانية: هي صعود قوى اقتصادية جديدة مثل الصين والهند والبرازيل و حتى روسيا. من وجهة نظر الدول الصاعدة، تشكلت قواعد النظام العالمي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، الغرب بصفة عامة ، و كانت لصالحهم. الآن تلك البلدان تريد إعادة كتابة القواعد لصالحهم . النظام العالمى الجيو – رقمى Geo-Digital من بين أهم ساحات القتال بين الغرب و القوى الاقتصادية الصاعدة ، هو السيطرة على شبكات المعلومات في العالم، وخاصة الإنترنت. . لقد صممت الإنترنت لتسهيل حركة المعلومات، ونجحت فى تحقيق هذا ببراعة، و اصبح أي شخص لديه حق الوصول إليها، والإنترنت يجعل كما هائلا من المعرفة متاحا لكل ارجاء العالم، والاموال تتحرك في جميع أنحاء العالم في سوق متكاملة عالمية ، و اصبحت الانترنت جزء تحتك به تقريبا كل الاسواق و المعاملات اليومية . والان المخاوف المتنامية بسرعة بشأن الخصوصية والتجسس الحكومي والقرصنة، قد وضع تحديا لا يمكن ايقاف تاثيره ، بعد أن خلق تحالفا يضم كلا من أصدقاء ومنافسي الولايات المتحدة معا . معركة الانترنت المقبلة التى ستحدد مصيرها و مستقبلها ، سيتم خوضها في “بوسان ” ثاني أكبر مدن كوريا الجنوبية بعد العاصمة “سيول “، و سيكون هذا فى غضون بضعة أسابيع خلال اجتماع الاتحاد الدولي للاتصالات ، الذى ينظم المعايير التقنية للاتصالات و الشبكات الدولية .. وفي هذا الاجتماع ستعيد الدول المنافسه الكره مرة ​​أخرى، فى محاولة لانتزاع السيطرة من ” تحالف المصالح المتعددين ” الذي يحكم الإنترنت بموجب عقد مع حكومة الولايات المتحدة ، وهو ما حاولت فعله هذه الدول في ديسمبر الماضي في دبي و لكنها اخفقت فى تحقيق مرادها . نهاية العالم كما نعرفه إذا نجحت هذه الدول في تحقيق ذلك بشكل جيد للغاية ، فقد يؤدي هذا إلى نهاية العالم كما نعرفه. ولن تكون هناك شبكة “الإنترنت” ، ستكون هناك العديد من الشبكات المحلية و الاقليمية : مثل تشينا نت ، و يورو نت ، ربما دويتشه نت و فرنسا نت … و هذا فى حد ذاته سيماثل شكل العالم قبل عصر شبكة ” الانترنت” مع العديد من الشبكات الخاصة و عوائق و تحديات تحول دون استمرار الربط البيني القائم الان بين الشبكات . لقد تم إنشاء شبكة الإنترنت لتخطى وتجاوز الحدود في الاتصالات الرقمية، سواء كانت تلك الحدود حدودًا وطنية أو ثقافية. ومع بدء ارتفاع و صعود الحدود الرقمية ، سوف تبدأ تزيد تكلفة ممارسة كل شيء ، وسوف تبدأ دول العالم مرة أخرى فى التباعد. و مع انهيار الشبكة العنكبوتية العالمية ، من المرجح أن تنمو الاتجاهات “القومية” ،و سنكون في عالم فيه فرص الاحتكاك عالية مع تنامى الصراعات بسرعة. بل ما سيحدث يعد ” وصفة” للفقر والحرب معا . تماما مثل قانون التعريفة الجمركية ” سموت – هاولي Smoot-Hawley ” الصادر عام 1930 و الذى كان بمثابة عمل مذهل للتدمير الذاتي الذى جعل اثار فترة”الكساد العظيم” أسوأ بكثير على الولايات المتحدة، لذا فإن تفتيت الإنترنت بدافع الرغبة للسيطرة الوطنية سيسرع نهاية الحقبة الثانية من العولمة