عاجل

الأزمة السورية تتصدر اهتمامات الصحف الخليجية

صحف عربية

تصدرت الأزمة السورية وتطوراتها المتلاحقة افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة فى دولتى قطر والإمارات اليوم الأحد. فمن جانبها، أبدت صحيفة (الشرق) القطرية استياءها من مواقف بعض الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وروسيا حيال الأزمة السورية، لافتة إلى وجود خلافات بين الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي حول مؤتمر (جنيف 2) أو المؤتمر الدولي حول سوريا الذي اتفق عليه وزيرا خارجية أمريكا جون كيري وروسيا سيرجي لافروف قبل أيام قليلة. وأشارت الصحيفة إلى تصريح مسئول روسي رفيع المستوى استبعد فيه أن يعقد المؤتمر الدولي خلال شهر مايو الجاري كما أعلن الوزيران في وقت سابق، وذلك في أول إشارة إلى وجود خلافات حول المؤتمر، وكذلك مدى توافق موسكو وواشنطن حول رحيل الأسد قبل تطبيق خطة جنيف التي تنص على تنظيم انتقال سياسي في سوريا. ووصفت الصحيفة المجتمع الدولي بـ "العاجز" حيث لا يزال يدور في حلقة مفرغة، في حين دخلت الأزمة عامها الثالث وحصادها أكثر من مائة ألف قتيل وملايين المهجرين من ديارهم من لاجئين في دول الجوار أو نازحين في الداخل السوري، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لسوريا. أما صحفية (الوطن) القطرية، فقد حذرت من خطورة ما تردد بشأن قيام القوات الجوية النظامية السورية بإلقاء منشورات تحذيرية تطالب سكان القصير بمحافظة حمص بمغادرتها قبيل اقتحامها.. منددة بتجرؤ النظام وعلى مرأى ومسمع العالم على طرد سكان بلدات من بيوتهم في دليل إضافي على الوحشية التي يسلكها النظام ضد شعبه. ونبهت في هذا السياق إلى أن مذبحة القصير الثانية على وشك الوقوع بينما العالم يكتفي بالإعراب عن قلقة على أحوال المدنيين الذين سيتم تشريدهم، بل والأكثر غرابة أن العالم يتحدث الآن عن حل سياسي للأزمة، بينما النظام يترك العالم يتحدث ويواصل هوايته الدموية في تصفية ومطاردة شعبه، ولم تستبعد (الوطن) استخدام النظام أسلحة كيميائية في مذبحة القصير طالما أن العالم قد غض الطرف عن جريمته الأولى. بينما أدانت صحيفة (الراية) القطرية ما وصفته بـ "تورط" النظام السوري في تفجيرات جنوب تركيا, معتبرة ذلك محاولة يائسة ومستهجنة لنقل الصراع إلى خارج حدود سوريا وصرف الأنظار عما يجري فيها من إبادة جماعية وقتل وتشريد في حق الشعب السوري الأعزل. وفى الإمارات، أعربت صحيفة (البيان) الإماراتية عن تفاؤلها بالفرصة الجدية لحل الأزمة السورية التي تلوح في الأفق بعد التوافق الذي شهدته الأيام الأخيرة بين واشنطن وموسكو حول ضرورة اعتماد حل سياسي للأزمة, مشيرة إلى أنه رغم طرح هذا الحل في اتفاق جنيف قبل عام بالضبط إلا أن الجديد هو انفتاح روسيا على البحث في حلول عملية من شأنها أن تضع حدا لدوامة العنف الذي يهدد سوريا. وأضافت الصحيفة أنه من شأن هذا الحل السياسي أن يؤسس لحكومة انتقالية ترضي السوريين الذين دفعوا أثمانا باهظة للوصول إلى مرحلة تتجاوز النظام القديم وتؤسس لنظام تعددي برلماني يحظى فيه الجميع بفرص متساوية دون إكراه أو تعسف. واعتبرت أن ما يمكن أن يهدد هذا الاتفاق هو إصرار النظام ومن يقف وراءه من بعض القوى الإقليمية على التمسك بشخص معين لأن من شأن هذا التمسك أن يطيح بأي جهود للتسوية فمثل هذا الشرط المسبق كفيل بإهدار فرصة السلام الوحيدة التي تلوح في الأفق وإدخال سوريا في نفق طويل سيؤدي في نهاية المطاف إلى التقسيم وإرسال أكثر من عشرة ملايين لاجىء سوري إلى دول الجوار وخارج وطنهم. وطالبت جميع القوى الإقليمية التي تدعم النظام وتؤجج الصراع أن تنظر نظرة عقلانية وإنسانية إلى المأساة السورية وما سببته من قتل ودمار وما تنذر به من مخاطر تهدد الأمن والاستقرار في كل المنطقة.. مؤكدة أنه آن الأوان لتعمل كل القوى والأطراف الإقليمية والدولية من أجل وقف نزيف الدماء والدمار في سوريا وتلبية المطالب المستحقة التي نادت بها المظاهرات السلمية منذ مارس 2011. ودعت (البيان) المجتمع الدولي إلى أن يقف في وجه التدخلات الخارجية في شئون السوريين وأن يعمل على إقناع النظام وأنصاره بوقف كل أشكال العنف والقمع والقبول بحل سلمي يحقن دماء السوريين ويحفظ وحدة سوريا.