تستضيف القاهرة يوم الاثنين القادم وعلى مدى 3 أيام المؤتمر الإقليمى للسكان والتنمية فى الدول العربية الذي ينظمه صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للسكان بالتعاون مع جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة للتنمية (الإسكوا)، ولجنة الأمم المتحدة لإفريقيا بمشاركة ممثلى وفود رفيعة المستوى من الدول العربية على مستوى الحكومات والمجتمع المدني. ويهدف المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية إلى إلقاء الضوء على مخرجات وبرنامج عمل المؤتمر الدولى للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994 ومتابعة ما تم تحقيقه من أهداف متعلقة بالسكان والتنمية. ويناقش المؤتمر عدة موضوعات منها التعرف على التغيرات السكانية والتحول الديموقراطي في المنطقة العربية، وصحة الأم، والشباب، وتمكين المرأة والأسرة، بالإضافة إلى قضية البيئة وعلاقاتها بالتنمية، وكبار السن، والهجرة وإلقاء الضوء على حقوق المرأة إنطلاقا من أنها جزءا من حقوق الإنسان ولتحقيق العدالة الإجتماعية والإنصاف للمرأة وتعريفها بحقوقها الإنجابية ونبذ العنف والتمييز فى النوع الإجتماعى. وأكدت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة، فى مؤتمر صحفى عقد اليوم لاعلانعن عقد المؤتمر الاقليمي للسكان، أهمية مخرجات مؤتمر القاهرة الدولى للسكان والتنمية عام 1994 لأن موضوع السكان والتنمية كان مهملا ولا يتم دراسته وخاصة الموضوعات المتعلقة بالمرأة وحقوقها وصحتها الإنجابية. وأشارت إلى أن هناك 220 مليون سيدة على مستوى العالم لا تعلم شيئا عن وسائل تنظيم الأسرة حسب التقارير الدولية، ونتيجة لذلك يحدث حمل غير مرغوب فيه وإجهاض غير آمن وغير صحى، كما أن هناك 80 مليون سيدة يمتن من عدم توافر الخدمات والمعلومات الصحية والإنجابية، مؤكدة أن الصحة الإنجابية حق من حقوق الإنسان ولابد من توعية الشباب بهذه الحقوق لتفادى العديد من الأثار السلبية. واضافت انه من بين نتائج مؤتمر 1994 حدوث توزان فى الزيادة السكانية في العشرين سنة الماضية ولكن عادت لتزيد مرة أخرى فنسبة اعداد المواليد أصبحت 6ر2\% وذلك بسبب إنتشار زواج القاصرات الذى يقضى على حق الفتاة فى التعليم والحياة الكريمة ويؤدى إلى مشاكل إجتماعية كثيرة رغم وجود قانون يلزم سن الزواج عند بلوغ 18 سنة. وأشارت إلى أن مؤتمر السكان والتنمية عام 1994 تعرض لهجوم شديد بإدعاءات كاذبة على انه يهدم الأسرة، مؤكدة أن وسائل الإعلام عليها مسئولية كبيرة فى أهمية الرد على هذه الإدعاءات التى تثار. ومن جانبه، قال الدكتور جمال أبو السرور أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر، فى المؤتمر الصحفي، إن توفير وسائل منع الحمل للسيدات اللاتى لايعرفن شيئا عن هذه الوسائل سيؤدى إلى توفير 79 ألف حالة وفاة، وسيحمى 1ر1 مليون طفل حديثى الولادة من الوفاة، وسيمنع 26 مليون حالة حمل غير مرغوب فيه وتنتهى إلى الإجهاض. وأوضح أن الحمل المبكر يمثل 11\% من مجموع حمل السيدات جميعا، ويكون مصحوب من 2:3 أمثال وفيات الأمهات لأن الحمل والولادة سبب رئيسى فى وفيات الأمهات دون سن الـ 19 عاما. فيما أشار الدكتور هشام مخلوف أستاذ الإحصاء بجامعة القاهرة والخبير الديموجرافي إلى أن برنامج عمل مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 1994 إعتبرناه - نحن الديموجرافيين - ميثاق عمل ودستورا لنا، والمبادىء التى كتبت فى البرنامج واضحة ومحددة وتدعو لتوفير حياة كريمة للبشر، مؤكدا انه حتى يتمتع الإنسان بكرامته لابد أن نتخلص من الفقر. وأكد أن الهدف الأساسى من أى دراسة سكانية هو دراسة إزالة الإختلال ما بين الأوضاع السكانية والتنمية الإقتصادية، وقال إن الحكومة المصرية إهتمت بالقضية السكانية منذ منتصف الستينات وبدأت بوضع سياسات سكانية منذ ذلك الحين وأنشأت برامج لتنظيم الأسرة. ثم تحدثت الدكتورة فاطمة الزناتى الخبير الإحصائى عن أهمية توافر البيانات والمعلومات لمتخذى القرار حتى يستطيع وضع الخطط والسياسات، مؤكدة أن تكون البيانات على درجة عالية من الجودة والشفافية وأن تكون متاحة للجميع. وأشارت الى اهتمام برنامج السكان والتنمية بالنوع الإجتماعى للوقوف على مدى توافق الفرص بين الجنسين، موضحة أن مصر لديها مشكلة كبيرة تتمثل فى توافر عدد كبير من البيانات من أكثر من مصدر وبها تضارب فى الأرقام، مؤكدة أهمية الوعى بالإحصاءات والبيانات التى تبدأ من مستويات الإدارة العليا والمتوسطة وقطاعات الوزارات المختلفة.