عاجل

القمامة بإمبابة تنذر بكارثة صحية واجتماعية

تعد ظاهرة انتشار أكوام القمامة بالعديد من المناطق الحضرية، مشكلة عصية عن الحل، مشكلة يشارك فيها الجميع من دون استثناء مواطنين ومسئولين. والمثير هنا أنها لم تعد تثير الدهشة وتحولت لشيء مألوف اعتاد عليها سكان إمبابة وما بين عجز الإمكانيات الحكومية على معالجة تلك الظاهرة، وسوء سلوك المواطنين الذي يفاقم من حدة الظاهرة، اختفت ملامح ومعالم العديد من الشارع، بعدما شوهتها تلال القمامة، وقضى على الزوق والمنظر العام داخلها، وباتت تلال القمامة تلك تنافس أهرامات الجيزة في شهرتها وقدرتها على الاستمرارية وتحدي النظافة. وهناك العديد من المناطق داخل محافظة الجيزة تئن تحت وطأة تلك الظاهرة البيئة الخطيرة التي تجلب معها ليس التلوث البيئي فحسب، وإنما الأخطر أيضًا نقل وشيوع الأمراض المعدية التي تضاعف من الأعباء المالية على سواء على مستوى نفقات الأسر المصرية أو الموازنة العامة للدولة نفسها. ومن بين تلك مناطق بالجيزة تعتبر أمبابه بكافة أحيائها ظاهرة فريدة بشكل لم ير له مثيل بالمحافظة، وخاصة وسط الأحياء السكنية بمنطقة بشتيل ولعبة والعمارة بجوار موقف سيارات الأجرة وعزبة المفتى ومنطقة مدينة العمال وغالب مناطق المركز، وباتت معها تلك القمامة أحد الملامح المعيشية المميزة لتلك المناطق. وعلى الرغم من تكدس هذه المناطق بكثافة سكانية عالية، إلا أن هناك شبه غياب تام للمتابعة اليومية من جهة المجالس المحلىة فيها، يتمثل في سوء المتابعة اليومية للخدمات البلدية، بالتزامن مع غياب شبه دائم لعمال النظافة، الأمر الذي تسبب في تراكم القمامة في الشوارع الرئيسة والفرعية بالمنطقة. ظاهرة أقر بها المحافظ خلال حوار إذاعي له صباح أمس الأحد، مؤكدا أن المحافظة تنتج يوميًا ما يعادل أكثر من خمسة أطنان من القمامة، وقدرة المحافظة على رفع المحلفات من الشوارع لا تتجاوز 3.5 طن يوميًا، بشرط كفاءة معدات رفع القمامة ووجود العمالة بشكل يومي، وطالب الجميع من سكان وشركات للتعاون من أجل معالجة تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد الصحة العامة والمظهر الحضاري للمحافظة. بل طالب شباب تلك الأحياء بعمل شركات صغيرة تتولى جمع وتدوير القمامة، وعدًا بدعمها من قبل المحافظة. فمن جانبهم انتقد سكان تلك الأحياء المحافظة وألقوا بالوم عليها في انتشار تلك الظاهرة، لعدم وجود خدمة رفع القمامة بشكل يومي، وندرة وجود صناديق جمع القمامة داخل الأحياء، الأمر الذي يضطر معه الأهالي إلى إلقاء القمامة بطريقة عشوائية في الشوارع، رغم أن الكثير منهم يدفع رسوم نظامة على فواتير الكهرباء شهريًا. وتساءل الكثير منهم أين تذهب تلك الأموال..؟! فأكثر الأشياء، كما روى الحاج جاد الله مندى من سكان منطقة "لعبه بشتيل "، التي يتأذى منها السكان انتشار تلال القمامة بشكل عشوائي أمام المنازل وفي المناطق غير المأهولة داخلها، الأمر الذي يفاقم من جذب وتجمع الذباب والناموس حولها، ما يجعلها بؤرة ملتهبة لنشر الأمراضي والأوبئة والتلوث البيئي، بين السكان وخاصة الأطفال إلى جانب انتشار الرائحة الكريهة نتيجة لتعفنها، ما يضطر الكثير من هؤلاء السكان إلى اللجوء إلى حرق تلك القمامة بطريقة غير آمنة أو صحية، فتتضاغف حدة الظاهرة أكثر، بسبب الاختناق الذي تسببه للكثير من السكان وتحديدًا أصحاب الأمراض الصدرية، وطالب المجلس المحلي بضرورة تأمين ونشر صناديق جمع القامة في الأحياء والشوارع وجمعها بشكل يومي. ومن جهتهم ناشد سكان مركز امبابه المسئولين بضرورة التحرك وحل هذه المشكلة التي تنذر بحدوث كارثة صحية لسكان المنطقة. ولكن هؤلاء يشتكون هم أيضًا من ضيق الإمكانيات المادية واللوجستية للتعامل الفعال مع تلك الظاهرة.

خبر في صورة