بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، تبدأ المعاناة من جديد مع عودة فيروس H1N1 والمعروف بـ "أنفلونزا الطيور" خاصة مع عدم توافر لقاح للقضاء على الفيروس نهائياً منذ ظهوره حتى الآن. وفى آخر تقرير صادر عن وزارة الصحة، حصد الفيروس أرواح ثمانية أشخاص فى محافظات مختلفة بإجمالي عدد حالات الإصابة بالمرض خلال هذا العام 17 حالة، وأشار التقرير إلى أن بعض الحالات خطيرة وغير مستقرة. وقالت الوزارة إن تحاليل المعامل المركزية أكدت، اليوم السبت، إيجابية إصابة لطفل عمره 3 سنوات من محافظة سوهاج إدارة "دار السلام" ب?يرس N5H1 " إنفلونزا الطيور ليرتفع عدد المصابين إلى 17 حالة بواقع 7 حالات شفاء وحالتين تحت العلاج , ووفاة 8 حالات. وقالت الوزارة إن الأعراض ظهرت على الطفل بتاريخ 8 ديسمبر الجارى, وقد سبق تعرضه لطيور نافقة بالمنزل وهو تحت العلاج بمستشفي حميات وحالته الصحية مستقرة. وأرجعت وزارة الصحة أسباب انتشار فيروس أنفلونزا الطيور إلى دخول فصل الشتاء، إضافة إلى العادات الخاطئة لدى المصريين في تربية الطيور بالمنازل و طالبت بفصل الطيور عن أماكن تواجد الناس، مؤكدة أن تربيتها داخل المنازل يعد أسلوب خاطئ، خاصة أن العدوى لا تنتقل من إنسان إلى آخر ولكن تنتقل من الطيور المصابة إلى الإنسان الذي يتعامل معهم. وفى نفس السياق ،كشف تقرير رسمى، صادر عن الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة ارتفاع بؤر الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور إلى 195 بؤرة فى 21 محافظة، منذ الأول من يناير وحتى الآن، وأنه يجرى التقصى النشط بجميع المحافظات التى ظهرت بها بؤر إصابة جديدة، خاصة فى محافظات الوجه القبلى. وقالت الدكتورة سهير عبد القادر، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى إنه تمت السيطرة على جميع مناطق الإصابة التى ظهرت فى 195 بؤرة بـ21 محافظة، والتنسيق مع وزارة الصحة ومديريات "الهيئة" بالمحافظات، للإبلاغ الفورى عن أى اشتباه بمرض أنفلونزا الطيور، بالإضافة إلى وجود تنسيق بين المعامل المركزية بوزارة الزراعة والمديريات، وتكثيف لجان التقصى بالمزارع أو المناطق التى قد ينتشر بها المرض، خاصة المناطق الكثيفة بمزارع الدواجن، ويتم التحصين باللقاح المحلى الصنع ضد مرض أنفلونزا الطيور إلا بعد ظهور بؤر مرضية. وأضافت رئيس الطب الوقائى، أن جميع البؤر تم اكتشافها من خلال فرق "الكاهو"، وهى فرق التقصى النشط للفيروس، بالمشاركة المجتمعية للأفراد والجمعيات وقيام الإرشاد البيطرى بالمحافظات، لتوعية المزارعين بآليات السيطرة على المرض، والاستجابة السريعة لاحتواء ظهور أى بؤر جديدة، مؤكدة أنه عند اكتشاف أى حالة مصابة بأنفلونزا الطيور يتم تتبعها ومعرفة مكان تربيتها، وعلى الفور يتم التحصين على مساحة تمتد لعشرة كيلومترات حول البؤرة المرضية. ومن جانبها؛ أرسلت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة منشورا إلى جميع مديريات وإدارات الطب البيطري بجميع محافظات الجمهورية، لإعلان حالة الطوارئ نظرا للظروف الطارئة المتعلقة بمرض إنفلونزا الطيور وظهور إصابات بشرية بالمرض نجم عنها وفيات. وتضمن المنشور التحصين الشامل للتربية المنزلية وحضانات الطيور بالمحافظات مجانًا بجانب خطة عمل تشمل جميع العاملين من الأطباء والمعاونين والعمال والسائقين بما لايتعارض مع تشغيلهم لمكافحة الأمراض الأخرى. ونص المنشور أيضا على تشكيل فريق عمل من هيئة الخدمات البيطرية لوضع خطة العمل للقوى البشرية للمكافحة بالجدول الزمنى المطلوب خلال مدة الطوارئ للسيطرة على المرض وإلغاء جميع الإجازات وتعرض كل من يتقاعس عن الأداء للمساءلة القانونية طبقا لقوانين العمل المنظمة لذلك. وأكدت اللجنة العليا لأنفلونزا الطيور على أهمية زيادة تقوية نظم وبرامج الترصد والتوعية لكافة فئات المجتمع وخاصة ممن يتعاملون بشكل مباشر مع الطيور والدواجن، وبدء العمل بعيادات الترصد بكل منشأة صحية وتنشيط آليات المراقبة والمرور المستمر للوقوف على تفعيل بروتوكولات الترصد والعلاج وكذلك تقييم وتجهيز مستشفيات الصدر والحميات ومراجعة مخزون الأدوية والطعوم وعقار والتاميفلو وكذلك دراسة إمكانية إجراء حملات تطعيم للطيور والدواجن من منزل إلى منزل أسوة بما يتم في حملات تطعيم شلل الأطفال وكذلك حملات التوعية وشرح الطرق الآمنة للتعامل مع الطيور والدواجن. وأشارت اللجنة إلى أنها منعقدة بشكل دائم لمتابعة موقف ترصد الوبائي على مستوى الجمهورية.
