عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • بوصول جروس لواشنطن أوباما ينهي حالة العداء التاريخي مع كوبا ويفتح باب التطبيع المتبادل

بوصول جروس لواشنطن أوباما ينهي حالة العداء التاريخي مع كوبا ويفتح باب التطبيع المتبادل

قال سناتور ديموقراطي مقرب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مساء أمس الاربعاء ان الولايات المتحدة ستخفف القيود المفروضة على التجارة والسفر الى كوبا. وقال السناتور ريتشارد دوربن الرجل الثاني في مجلس الشيوخ والمقرب من اوباما "أن فتح الباب مع كوبا للتجارة والسفر وتبادل الافكار سيخلق قوة تتيح تغيرات ايجابية لم تتمكن أكثر من 50 سنة من سياسة العزل الحالية التي نطبقها من تحقيقها" في كوبا. بمجرد وصول الرهينة اليهودي ــ الأمريكي آلان جروس لواشنطن، أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما عقودا من العداء بين الولايات المتحدة وكوبا معلنا مساء أمس الأربعاء فتح "عهد جديد" لتطبيع العلاقات مع هافانا، وأوضح أنه سيعيد فتح سفارة بلاده في هافانا وسيطلب من الكونجرس رفع الحظر المفروض على كوبا منذ نصف قرن، في حين أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في كلمة للتليفزيون الكوبي في توقيت مماثل أنه اتفق مع أوباما "على إعادة العلاقات الدبلوماسية" بين البلدين. وأعلن أوباما بدء بلاده العمل على تطبيع العلاقات مع كوبا بعد 53 عاما على قطعها، وأضاف في كلمته أنه طلب من وزير خارجيته جون كيري الاتصال بنظيره الكوبي لإعادة العلاقات وفتح السفارات، وأنه سيطلب من الكونغرس رفع الحظر عن كوبا مع إعادة النظر في تصنيفها كدولة راعية للإرهاب. وأوضح أوباما أن هناك تعاونا سيجري مع هافانا بشأن مكافحة "الإرهاب" والمخدرات، في حين حث الحكومة الكوبية على دعم حقوق الإنسان ورفع القيود عن العمل السياسي وحرية التجارة. وقال أوباما - في خطابه التاريخي من البيت الأبيض- إن "عزل كوبا لم يعط نتيجة"، مضيفا "سننهي سياسة عفا عنها الزمن في العلاقة مع كوبا"، ومعلنا بالإسبانية "نحن كلنا أميركيون". في المقابل، أكد الرئيس الكوبي أنه تحدث هاتفيا مع نظيره أوباما أمس الأربعاء، وخلال كلمة متلفزة قال كاسترو "لقد تمكنا من إحراز تقدم نحو حل العديد من القضايا التي تهم البلدين، هذا القرار من قبل الرئيس أوباما يستحق الاحترام والتقدير من شعبنا". وأضاف كاسترو أن التقدم الذي تم في المباحثات يظهر أنه من الممكن إيجاد حل للعديد من المشكلات، وتابع قائلا "نحن بحاجة إلى أن نتعلم أن نعيش معا بطريقة متحضرة على الرغم من خلافاتنا". وتأتي هذه التطورات عقب إفراج كوبا عن موظف المساعدات الأميركي آلان جروس الذي اعتقل في ديسمبر 2009 وحُكم عليه بالسجن 15 عاما لتورطه في تهريب معدات إنترنت قالت هافانا إنها تأتي في إطار عمليات تجسس. وأكد مراسلون محليون أن جروس وصل بالفعل إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن. والإفراج عن جروس تم وفق صفقة تتضمن إطلاق سراح ثلاثة كوبيين سبقت إدانتهم عام 2001 بالتخابر لصالح كوبا، وقد أكد كاسترو أن الكوبيين الثلاثة عادوا إلى بلادهم فعلا، بشكل متزامن لوصول جروس لواشنطن. وتشير الأنباء إلى أن الإفراج عن جروس تم بجهود دبلوماسية من قبل الفاتيكان، حيث أعرب كاسترو أمس عن شكره للبابا فرانشيسكو ولكندا إزاء دورهما المهم في العملية. وقد سبق للناشط الحقوقي الأميركي القس جيسي جاكسون أن توجه إلى كوبا في سبتمبر 2013 بحثا عن فرص لتحسين العلاقات بين واشنطن وهافانا والإفراج عن جروس. وفيما يتعلق بالعقبات التي تعترض طريق إصلاح العلاقات بين البلدين، فإنه توجد معارضة قوية ضد إعادة العلاقات مع كوبا من قبل اللوبي الكوبي بالولايات المتحدة المحسوب على اليمين والذي يعارض الحكومة الكوبية القائمة منذ انقلاب الرئيس السابق فيدال كاسترو عام 1961. بالإضافة لوجود قطاعات واسعة داخل الكونجرس تعارض التقارب مع هافانا، إلا أن البيت الأبيض لديه صلاحيات واسعة في التقارب والتطبيع بصرف النظر عن معارضة اللوبي الكوبي وبعض أعضاء الكونجرس. وقد ندد الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت مينينديز بما يقوم به الرئيس أوباما تجاه كوبا، قائلا إنه "يبرر السلوك الوحشي للحكومة الكوبية"، وأضاف أن مبادلة جروس "بمجرمين مدانين" من كوبا " يرسى سابقة خطيرة للغاية". فيما أشار كاسترو في خطابه اليوم إلى أن انفراج الأزمة بين البلدين "لا يعني أن (المشكلة) الرئيسية أي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها". وفي أحدث ردود الفعل الدولية، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين البلدين، كما عبر بابا الفاتيكان عن ارتياحه الكبير لما وصفه بأنه "قرار تاريخي". وحسب موقع ديبكا الإسرائيلية، فإن كوبا وافقت على إطلاق سراح ما يقارب 53 أمريكي كانوا في عداد السجناء السياسيين، بعض هؤلاء قد أطلق سراحه بالفعل مع جروس بشكل غير معلن.

خبر في صورة