عاجل

الأزمة السورية تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية

صورة أرشيفية

تصدرت الأزمة السورية وتطوراتها المتلاحقة افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأحد فى دولتى قطر والإمارات وسلطنة عمان . ففى دولة قطر ، أجمعت الصحف القطرية على أن الاتفاق الذي نجح أصدقاء سوريا في التوصل اليه أمس خلال اجتماعهم في الدوحة بان تقوم كل دولة على طريقتها الخاصة بتقديم دعم عسكري للمعارضة السورية بالشكل الذي يحقق التوازن العسكري على الارض ويسمح بالتالي لنضوج حل سياسي للازمة السورية هو انتصار جديد للثورة السورية من شأنه أن ينقل القضية الى آفاق جديدة تقود الى تحقيق المطالب العادلة للشعب السوري. وقالت صحيفة "الراية" إن الدول المجتمعة اتفقت على أهمية الحل السياسي ومؤتمر جنيف ولكنها أكدت أن التوازن على الأرض مهم أيضا من حيث إعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلبه من أمور يستطيعون من خلالها أن يكون وضعهم على الأرض أفضل. وتحت عنوان "دعم عسكري للمعارضة السورية"، قالت إن قضية التدخلات الخارجية في الشأن السوري وتأثيرها في تفاقم الأزمة السورية احتلت جانبا مهما في اجتماع أصدقاء سوريا في الدوحة .. حيث دعا الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الحكومة اللبنانية إلى وقف تدخلات أطراف لبنانية في الصراع في سوريا، مؤكدا أن هذه التدخلات تفاقم الوضع وتحول الأزمة السورية إلى حرب طوائف في المنطقة وهو أمر خطير. وشددت "الراية" على ان الحل السلمي الذي يمكن أن يتم من خلال (جنيف 2) يقوم أساسا على حكومة انتقالية كاملة الصلاحية تؤدي إلى نقل السلطة ، فذلك وحده ما سيحقق الحل السياسي للأزمة السورية ويوقف نزيف الدم السوري . ومن جانبها ، قالت صحيفة "العرب" إنه بعد قرابة العامين ونصف العام من عمر ثورة الشعب السوري اصبح العالم مقتنعا أن هناك حاجة ملحة من أجل إحداث توازن على الأرض يتيح للنظام الجلوس على طاولة المفاوضات أملا في إيجاد حل لهذه الأزمة. وبدورها، أكدت صحيفة "الوطن" أنه كان لابد من إيقاظ وعي العالم بفضح مخاطر وتداعيات ما يجري في سوريا ودور النظام السوري في هذه المأساة الإنسانية، كما اعتبرت ان دعوة وزير الخارجية القطري الحكومة اللبنانية إلى منع تدخل أطراف لبنانية في الصراع بسوريا تنطلق من ضرورة وضع حد للأدوار المشبوهة التي تستند في أدائها المعاون للنظام السوري على بعد طائفي بغيض . وطالبت المجتمع الدولي بأن يتحمل مسئولياته فى وقف استخدام أسلحة الدمار الشامل الكيميائية التي يستخدمها النظام - حسب الصحيفة - في تدمير الشعب السوري ليستلم أراضي سوريا محروقة انعدمت فيها كل وجوه الحياة وأن هذا النظام ضالع في جرائم حرب ضد الإنسانية ينبغي أن يخضع لمحاكمة دولية. وفى سلطنة عمان ، أكدت صحيفة (عمان) أهمية اجتماعات وزراء خارجية مجموعة اصدقاء سوريا لأنها تأتي بعد قمة ايرلندا وبعد قرار ادارة اوباما وبعد ما طرأ على مواقف بعض الاطراف الاقليمية من تغيرات من شأنها ان تؤثر بالضرورة على تطورات الاوضاع في الساحة السورية سواء بشكل مباشر او غير مباشر. وتحت عنوان "أصدقاء سوريا وضرورة البحث عن حل سلمي" ، أوضحت الصحيفة أن الجميع يلتقي حول الرغبة في التوصل الى حل سلمي ، واذا صدق ذلك فانه يمكن ان يكون نقطة انطلاق للجهود المختلفة، برغم ان البحث عن حل سلمي يفترض بالضرورة امتناع كل الاطراف التوقف عن امداد الاطراف المختلفة بالسلاح، كخطوة للعمل على حملها على الاستجابة للجهود المبذولة. وفى دولة الإمارات ، رأت صحيفة "البيان" أنه لم يبالغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي عندما حذر من أن لبنان مهدد في وحدته للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية الثانية قبل 24 عاما ، حيث تسير الأحداث الأمنية في ثلاثة خطوط متوازية في شمال وشرق لبنان وبيروت وصيدا في الجنوب . وتحت عنوان "لبنان وتداعيات الوضع السوري" ، أشارت الصحيفة إلى أن مبدأ "النأي بالنفس" عن الأحداث في سوريا انهار مع التدخل العلني لحزب الله إلى جانب قوات النظام في العديد من الجبهات العسكرية وجاءت خطابات الحزب مفتقرة إلى مسئولية السلم الأهلي اللبناني بل تتحدى الداخل والخارج معا وهو ما كان له دور في إيقاظ عصبيات مقابلة له كانت حتى وقت قريب ملتزمة بإبقاء أي صراع لبناني في حده الأدنى. ورأت أن سياسية "النأي بالنفس" التي تعرضت لانتقادات كثيرة طيلة عامين هى الصيغة الأنسب لبلد مثل تركيبة لبنان ورغم هشاشته إلا أنه حفظ لبنان من قنابل الحرب في سوريا .. محذرة من أن اليوم لبنان مهدد بأن يكون ساحة مفتوحة لمواجهات مسلحة قد تهدد صيغة الدولة القائمة حاليا والتي جاءت بعد 15 عاما من الحرب الأهلية. وأضافت أن هناك أسباب خارجية أيضا أدت إلى ما يشهده البلد حاليا من انفلات وهي الحسابات الخاطئة لأقطاب المجتمع الدولي باتخاذ موقف متردد وبطيء لحل الأزمة في سوريا بل إن بعض المسئولين الدوليين لم يترددوا في التصريح بأنهم في انتظار أن يشعر الطرفان بالإنهاك لكي يكون الحل ممكنا وكأن سوريا بلد معزول وليس محاطا بأربع دول متصلة اجتماعيا وتاريخيا مع بعضها. ونبهت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - إلى أن آثار التباطؤ الدولي للحل في سوريا بدأت تظهر بخطورة في لبنان وقد تكون دول أخرى هي التالية طالما أن اعتماد سياسة الإيقاع البطيء في التحرك هو السائد بالنسبة لسوريا.