عاجل

من هو سليمان شاه الذى دخل الجيش التركى إلى سوريا من أجله؟

ضريح سليمان شاه

فى عملية عسكرية واسعة شارك بها 572 جندى و 40 دبابة وعشرات الآليات العسكرية المصفحة، اقتحمت لأول مرة قوات الجيش التركى الحدود مع سوريا، لتنقذ جثمان سليمان شاه، المدفون فى حلب السورية، بعدما تدهورت الأوضاع الأمنية حول الضريح، مما لفت الأنظار لأهمية هذا الضريح بالنسبة للأتراك. فأرض الضريح هى أرض تركية، برغم وقوعها فى قلب سوريا، طبقا لاتفاقية قديمة بين البلدين. فسليمان شاه هو جد مؤسس الدولة العثمانية، عثمان غازى، وقد توفي سليمان شاه الذي كان يتزعم قبيلة "قايي" التركمانية عام 1219 مع اثنين من جنده، أثناء محاولته عبور نهر الفرات، حيث كان في طريقه باتجاه الأناضول، قادمًا من أواسط آسيا. وتقول الرواية التاريخية، إن حادثة غرق سليمان شاه، أدت إلى انقسام في قبيلته، إذ عاد اثنان من أبناء سليمان شاه أدراجهما إلى تركستان، مع مؤيديهم، فيما تابع كل من "دوندار بك"، و"أرطغرل غازي" مسيرهم نحو الأناضول، حيث أسس "عثمان غازي بن أرطغرل" حفيد سليمان شاه، إمارة صغيرة عرفت باسم إمارة "أولاد عثمان"، في بلدة "سوكد" التابعة، اليوم لولاية "بيلجك" غرب تركيا، وذلك في نهاية القرن الثالث عشر، ومطلع القرن الرابع عشر، تلك الإمارة التي سرعان ما بدأت تتسع في شرق أوروبا، في الوقت الذي نجحت فيه بتوحيد الإمارات السلجوقية فيما عرف بآسيا الصغرى أو تركيا. وتنص "اتفاقية أنقرة" التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي والحكومة الفرنسية المنتدبة على سوريا، في 20 أكتوبر 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين وأفضت إلى تبادل الأسرى، أن منطقة ضريح "سليمان شاه" - الذي كان في قلعة جعبر قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة نتيجة إقامة سد الفرات عام 1973 – هي أرض تركية. وبعد إتمام بناء سد الفرات، طلبت الحكومة السورية من نظيرتها التركية، نقل الضريح إلى تركيا أو أي مكان آخر، خشية انغماره بمياه السد، فاتفق الجانبان، على نقل الضريح والرفات إلى منطقة تقع على ضفة نهر الفرات، بالقرب من قرية "قره قوزاق"، على الطريق التي تربط محافظة حلب بمحافظة الحسكة السورية، ثم أبرمت اتفاقية ثانية بين الحكومتين في 22 يناير 2003، وقعت في العاصمة التركية أنقرة، إذ اتفق الجانبان على تحديد مساحة الضريح ومحيطه بـ 10 آلاف و96 متر مربع، وقيام تركيا بإعادة ترميم الضريح والمخفر وفتح الضريح أمام الزوار.

خبر في صورة