عاجل

  • الرئيسية
  • صحافة وتوك شو
  • الصحف العربية تبرز المشهد اللبناني المتأزم ونذير الحرب الطائفية والانحدار التي تشهده المنطقة العربية

الصحف العربية تبرز المشهد اللبناني المتأزم ونذير الحرب الطائفية والانحدار التي تشهده المنطقة العربية

صورة أرشيفية

اهتمت الصحف العربية اليوم الثلاثاء بالمشهد اللبناني المتأزم وانتقال الحرب من سوريا إليها بجانب الاشتباكات المسلحة الدائرة في صيدا ونذير الحرب الطائفية والانحدار المرير الذي تشهده المنطقة العربية. ففي الإمارات، حذرت صحيفة (الخليج) تحت عنوان (حماية لبنان) من أن ما تشهده مدينة صيدا في جنوب لبنان من اشتباكات مسلحة ومع الأخذ في الاعتبار لأسبابها ولتداعياتها الحالية والمحتملة, يشير إلى أن لبنان يتم دفعه وبشدة إلى حرب أهلية جديدة تحت لافتة حرب مذهبية تأخذ الآن شكل اشتباكات متنقلة بين مختلف المناطق يتم تحميلها عناوين طائفية. ونبهت إلى أن الأخطر فيما يجري الآن هو محاولة زج الجيش اللبناني في الصراعات الداخلية المذهبية والسعي إلى ضربه وتفتيته من خلال دعوات صدرت في هذا الصدد باعتبار أن الجيش هو المؤسسة الأمنية الأساسية الضامنة لوحدة لبنان والقادرة على مواجهة القوى التي تعبث بأمنه. وقالت الصحيفة إن ما يجري يؤكد أن الأزمة السورية بدأت فعلا تلقي بأثقالها على لبنان بقوة كما أن إفرازاتها الطائفية والمذهبية أخذت تعصف بما تبقى من الوحدة الوطنية وبمكوناته وبتميزه التعددي الحضاري الذي ظل صامدا رغم حرب أهلية ضارية استمرت 15 عاما. وأوضحت أن جهود تسعير الفتنة الطائفية لم تصل إلى مداها ولم تلق على أرض الواقع صدى أو قبولا لأن الجميع يدرك نتائجها وأبعادها رغم بروز مظاهرها هنا وهناك في تصريحات ومواقف واشتباكات متفرقة إلا أن المحاولات لم تهدأ وجهود إشعال فتيلها لم تتوقف تساوقا مع تلك الجهود التي تأخذ نفس المنحى في أكثر من بلد عربي بهدف إطلاق العنان لصراع مذهبي وطائفي يدمر المنطقة ويمزقها. وأكدت (الخليج) أن استهداف الجيش اللبناني يدخل في هذا الإطار سعيا لضربه باعتباره الجدار الأخير والوحيد والمتبقي القادر على حماية الوحدة الوطنية خاصة أنه المؤسسة الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب وغير المرتهن لأية طائفة أو حزب أو قوى داخلية وخارجية إضافة إلى أن عقيدته العسكرية واضحة عنوانها إسرائيل هى العدو الوحيد. وطالبت في الختام ضرورة التفاف الجميع في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان حول الجيش اللبناني ودعمه والحول دون إضعافه أو ضربه لأن لا أحد غيره يحمي وحدة لبنان. من جانبها، أكدت صحيفة (البيان) - في افتتاحيتها - أن ما يجري في لبنان من توتر طائفي واشتباكات مسلحة بين هذا الفريق السياسي أو ذاك يعبر بشكل واضح عن المصير الذي تريده القوى الإقليمية الساعية لإطالة أمد الحرب في سوريا وإشعال المنطقة برمتها محاولة استغلال هذا الوضع بفرض وقائع جديدة على الأرض ومستغلة الموقف الدولي المتردد من حسم الصراع في سوريا وحملة التخويف من التيارات المتطرفة. وقالت الصحيفة تحت عنوان (حريق لبنان يأتي من سوريا) إن الوضع المعقد في سوريا بات هو أصل كل المحن التي تعيشها المنطقة فكل ساعة تمر هى زيادة في المعاناة ومزيد من القتلى من الأطراف كافة ومزيد من المهجرين والمنكوبين ومزيد من ضياع الميزانيات على الأوضاع الطارئة بدل أن تنفق على التنمية وتعزيز البنى التحتية. وأضافت أن ما يجري في المنطقة ينبغي أن يدفع المجتمع الدولي إلى المساعدة في حسم الصراع الدائر في سوريا وتهيئة الظروف للسوريين لكي يتخلصوا من هذا العذاب على مدى عامين والذي اضطرهم إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وكراماتهم وأعراضهم. وأكدت (البيان) أن القوى التي تساهم في إطالة عمر الصراع الدائر في سوريا وتدفع بالسلاح والأفراد لساحات القتال هى قوى شريكة في وليمة الدم التي تعم المنطقة برمتها ولابد من وضع حد لهذه الفوضى بوقف تلك القوى عند حدها وعدم السماح لها بالعبث في أسس ومرتكزات المجتمعات العربية القائمة على التعايش والتفاهم والتوافق. وحذرت من أن الصراع والقتال الدائر في سوريا يهدد بإشعال المنطقة وحرق الكثيرين من الجيران واستمرار الصمت الدولي وطريقة التعامل مع الأزمة السورية بهذا الشكل غير الفعال يساهم في تحقيق هذا المخطط التدميري فلابد من خطوات عملية وممارسة ضغوط حقيقية على القوى التي تعرقل أي حل عن طريق مجلس الأمن الدولي. وقالت الصحيفة - في الختام - إن الآليات الأممية تتيح التدخل لحسم هذا النوع من الصراعات المدمرة وبأساليب شرعية منها أن الوضع في سوريا بات يهدد السلم الإقليمي والعالمي ومنها مبدأ حماية المدنيين في زمن الحرب وغير ذلك من آليات تضمن حسم هذا الصراع المدبر والمخطط له من جهات عدة على الصعد كافة. وفي سلطنة عمان، قالت صحيفة (الوطن) "إن الانحدار المرير الذي تشهده المنطقة ربما لا يحتاج من يراقب إحداثياته إلى إعمال الجهد للوصول للأسباب التي أوصلت إليه فهو انحدار جاء نتيجة التحولات والانقلابات في المواقف السياسية والدينية والتي عصفت بها أمواج المد (تسونامي) لما يسمى "الربيع العربي". وأوضحت الصحيفة تحت عنوان (انحدار لا مبرر له) أن المفاهيم والقيم والمبادئ والمثل والعدالة والتسامح ومقاومة الاحتلال التي امتازت بها شعوب المنطقة والمستمدة من روح العقيدة الإسلامية السمحة ورسالة المحبة والسلام للإسلام انقلبت رأسا على عقب بدل أن ترخي سحائب خيراتها على شعوب المنطقة وتتحول سهاما في وجه أعدائها ورفع المعاناة وكنس الاحتلال عن الشعب الفلسطيني تحولت إلى مناجل تنحر بها الأمة العربية بعضها بعضا. ورأت (الوطن) أن من يدفع اليوم فاتورة هذه الانقلابات في مواقف السياسيين والدينيين هى سوريا حيث تكاملت مواقف هؤلاء لتشكل قوة داعمة للقوى الإمبريالية الاستعمارية المتربصة بسوريا والتي تدعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.