عاجل

  • الرئيسية
  • عربي وخارجي
  • العربي: دول المنطقة لن تتمكن من إنجاز خطة العمل الدولية للسكان والتنمية بحلول عام 2014

العربي: دول المنطقة لن تتمكن من إنجاز خطة العمل الدولية للسكان والتنمية بحلول عام 2014

مؤتمر السكان بالقاهرة الجديدة

كشف د. نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، اليوم "الثلاثاء" خلال المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية في الدول العربية، بأن أحدث البيانات الدولية تفيد بأن عددًا مهما من دول المنطقة لن تتمكن مع الأسف من تحقيق غالب أهداف خطة العمل الدولية للسكان والتنمية بحلول عام 2014 والأهداف التنموية للألفية بحلول عام 2015، وذلك لأن البلاد العربية تشهد معدلات بطالة عالية مقارنة بأقاليم العالم الأخرى، وأيضًا بسبب تفاقم معدلات الفقر والتهميش إحدى الأسباب الرئيسية للأحداث التي شهدتها العديد من دول المنطقة في الفترة الأخيرة. كما صرح بأن فئة الشباب في البلاد العربية، بلغت أعلى نسبة لها حيث وصل عددهم مائة مليون ويمثلون بذلك حوالي ثلث السكان في سن 15- 29 سنة بل أن ثلثي سكان البلاد العربية هم دون سن الـ25 . من جهته توقع د.بابا توندي المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكـان زيادة السكان بالمنطقة العربية وبلوغ نسبة الشيخوخة منذ سن 60 إلى 27 مليون مسن في 2015 أي أقل من خمس سنوات ولا بد للحكومات لتوفير الاحتياجات الكريمة لهؤلاء المسنين. وقال تتعرض المنطقة لانفجار شبابي خلال الفترة الفئة العمرية 14 الى 25 عاما وهذا تطور في الشباب يمثل تحديا وفرصة ايضا لتنمية قدراتهم الإبداعية ورغبتهم في تغيير ظروف مجتمعاتاهم كما رأينا في دول الربيع العربي إذا اتيحت لهم الفرصة يستطيعون تحقيق مستقبل افضل لهم. وقال منذ مؤتمر القاهرة عدد الأزمات الإنسانية تكاثر بشكل كبير وتحقق ذلك بين اللاجئين الذين انتقلوا من بلد لأخر واليوم العالمي اللاجئين يوم 20 يونيو الحالي، هناك 1.7 مليون لاجئي سوريا الأردن ومصر والعراق وتركيا ولبنان وهناك 6.8 مليون شخص تضرروا من الأزمة في سوريا. جاء ذلك خلال كلمة له أمام المؤتمر الذي جاء تحت شعار "تحديات التنمية والتحولات السكانية في عالم عربي متغير"، برئاسة د. محمد مصطفى حامد وزير الصحة والسكان المصري، وحضور الجهات المنظمة للمؤتمر د. نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، ود. بابا توندي المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكـان، ود.ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنـة الاجتماعيـة والاقتصاديـة لغربي آسيا، ود. سيما بحوث، مساعد الأمين العام للأمم المتحـدة ومديـر المكتـب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ود.أساني ديوب مستشار الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيـا، وذلك بمشاركة عدد كبير من القطاعات الدبلوماسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية في الدول العربية. وأضاف العربي: لا تزال عددًا من الدول العربية ضعيفة الدخل تواجه تحدي النمو العالي للسكان، ودول أخرى تعاني من ارتفاع وفيات الأمهات نتيجة ارتفاع الأمية بينهن وضعف الوعي والخدمات الصحية وصعوبة التمكن منها، كما تشهد البلاد العربية حراكًا سكانيًا عاليًا، من هجرة قسرية وأخرى غير نظامية وهجرة عمل وهجرة كفاءات. كما قال أنه بسبب الحروب والنزاعات تعاظمت أعداد اللاجئين والمهاجرين وأصبحت المنطقة تأوي أعدادًا كبيرة من اللاجئين في العالم، كما أن تفاقم البطالة ومعدلات الفقر قد دفع جمهورًا واسعًا من السكان والشباب بالأخص للهجرة غير النظامية وغير الشرعية، مما عّرض العديد منهم للسقوط في شبكات الإجرام المتنامية وعّرض البعض الأخر للموت غرقًا وهم في طريقهم بحثًا عن الرزق. وأوضح العربي أنه رغم ما بذلته الدول العربية من جهود حثيثة لتعزيز فرص التنمية ولمواجهة التحديات السكانية ولتوظيف الفرص، فإن المنطقة العربية لا زالت تعاني من تحديات سكانية متشعبة، بل إن بعضها قد شهد تفاقمًا خلال فترة الإنتقال الأخيرة. وأكد العربي أن المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية في الدول العربية الذي يعقد بالقاهرة حتى 26 يونيو الجاري، يعتبر ربما الأهم والأول في مسيرة العمل الإقليمي والدولي لمتابعة وتقويم نتائج وتوصيات وبرامج العمل التي صدرت عن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، ولذلك ستضمن أعماله في أقسام كثيرة منها إجراء تقويم ومراجعة دقيقة تشمل فترة العشرين سنة الفاصلة بين مؤتمري القاهرة الدولي 1994 والعربي 2013. وأكد العربي أهمية هذا المؤتمر ايضًا على مستوى أقاليم العالم، في الأهداف التي نتوخاها له وفي المخرجات والنتائج المتوقع صدورها عنه، وبشكل خاص وثيقة "الإعلان العربي للسكان والتنمية" معربًا عن تمنيه أن تكون وثيقة مرجعية رئيسية تُعين في رسم سياسات السكان والتنمية على الصعيدين الإقليمي والوطني، وأن تكون إحدى الوثائق الإقليمية الرئيسية التي ستستخدم كمرجعية لإعداد وثيقة السكان والتنمية على الصعيد الدولي والمتوقع صدورها من الأمم المتحدة بنهاية العام المقبل 2014. ولفت إلى القضايا السكانية يجب ألا تطرح كتحديات فقط وإنما العديد من أبعادها تمثل فرص يمكن أن تساهم بفعالية في إحداث النقلة التنموية إن أحسن توظيفها، ومن ذلك كون فئة الشباب قد بلغت أعلى أعدادها ونسبها في البلاد العربية، حيث يفوق عددهم مائة مليون ويمثلون بذلك حوالي ثلث السكان في سن 15- 29 سنة بل أن ثلثي سكان البلاد العربية هم دون سن الـ25 . وأوضح أن هذه الحالة السكانية الفريدة يطلق عليها "الفرصة الديمغرافية" لما يمثله الشباب من قدرات وطاقات مشاركة وعطاء بل و إبداع وابتكار، فهم الأكثر حيوية مقارنة بالفئات السكانية الأخرى والأكثر تعليما والأكثر قدرة على التفاعل مع مختلف عوامل العلم والحداثة، ومساهماتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية تشهد على ذلك. وأكد على أن تكثيف الاستثمار في سياسات تمكين المرأة تمثل إحدى أولويات السياسات التنموية والسكانية في البلاد العربية، ذلك أن توفير البيئة الداعمة لمشاركة المرأة والفتاة وتمكينها من فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية وتعزيز حقوقها وحمايتها من كافة أشكال التمييز والعنف، من شأنها أن تضاعف الثروة البشرية وتعزز قوة العمل والانتاج وفرص التنمية. من جانبها قالت د.ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنـة الاجتماعيـة والاقتصاديـة لغربي آسيا، أن مؤتمر القاهرة 1994 كان نقطة تحول هامة في فلسفة التنمية السكانية وأسس لسياسات سكانية وسياسات تنموية اكتسبت بعدًا جديدًا لم يعد مقتصرًا على النمو السكاني بل انطلق لتمكين الأفراد وتوفير الفرص المتكافئة للأجيال والتنمية، مؤكدةً أن التنمية لا تتحق إلا بمشاركة السكان. وقالت أن المراجعة أوضحت أن سياسيات الحكومات العربية ومواقفها تتماشى بشكل عام مع برنامج عمل مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والبرامج الوطنية. وقالت ما لم يتحقق هو كثير أيضًا لافتقار بعض الدول العربية الأطر المؤسسية لتنفيذ برنامج مؤتمر القاهرة وأظهر ذلك انتقائية واضحة في البرنامج، كما أن الاهتمام ببعض كبار السن والمناطق المهمشة قد يكون منعدمًا في بعض البلدان، وكذلك تأمين الخدمات الاجتماعية والفرص الاقتصادية وتهميش سكان الريف يؤدي للنزوح إلى المدن وهي صور من صور التنمية غير المتوازنة. وطالبت بالاهتمام بوضع السكان تحت الحروب والنزاعات، مشيرةً إلى تزايد أعداد اللاجئين والنازحين وتفاقم المعاناة الإنسانية للأطفال والنساء بالدول المضيفة. وانتقدت مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حرمان الشعب الفلسطيني بأكمله من الحرية في القرن الواحد والعشرين وتهجير الاستعمار للفلسطينيين في مخيمات اللجوء قسرًا, من جانبها قالت سيما بحوث مساعد الأمين العام للأمم المتحـدة ومديـر المكتـب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، انه قبل عشرين عامًا لاحت بارقة امل للنساء والشباب الذين يواجهون الظلم والعنف وعدم المساوة حين اعتمد برنامج عمل للسكان والتنمية واليوم نجتمع لتحقق التجازات ومراجعة المسيرة ونسأل انفسنا أما زالت بارقة الأمل تلوح في العالم العربي ونسأله لأنه سوؤال يتعلق بالأمن البشري ينبغي لكل شخص التمتع يحقوقه وأمنه الشخصي دون تنازلات. وقال لاتزال هناك بارقة أمل تلوح في العالم العربي لأن التغيير الاجتماعي لا يتم بين عشية وضحاها.