عاجل

وزير الأوقاف يقدم وثيقة تجديد الخطاب الديني للسيسي

انتهت فعاليات الجلسة الختامية أمس الاثنين الموافق، للندوة العلمية ”بحث آليات تجديد الخطاب الديني” والخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني ، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والفنانين والمبدعين . وقد افتتح الجلسة د/ زيد الدكان الأمين العام لمؤتمر وزراء أوقاف الدول الإسلامية مشيدًا بجهود أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ومؤكدًا أن إشكالياتنا كثيرة لكننا نتفق على أننا نحتاج إلى من يحمل الإسلام لا من يحمله الإسلام ، ورغم أننا محاربون من كل الاتجاهات إلا أننا مطالبون بالأخذ بوصايا الشرع وبث روح التفاؤل والأمل في قلوب المسلمين ، مؤكدا أن مصر هي أمل الأمة ، وأن العالم ينتظر منه الكثير . من جهته أثنى د/ جمال أبو الهنود مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني وعضو اتحاد الأوقاف العربية قائلا : ” إن شكر النعمة واجب ، وإن مواقف الرجال يسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ” ، معربًا عن شكره لوزارة الأوقاف وعلى رأسها المفكر الإسلامي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، موضحًا أن هذه المؤتمرات تأتي والأمة في أمس الحاجة إليها ، لتذود عن كرامة دينها ، داعيًا الله – تعالى – أن يجزي الله معالى الوزير خيرًا على ما قدم ويقدم من جهد وكتب ومذكرات في مصر والعالم الإسلامي تؤكد وسطية الإسلام وسماحته وإظهاره بالوجه المشرف الحق الذي يبني ولا يهدم ، ويؤلف ولا يؤلب ، ويجمع ولا يفرق. كما أكد وحدة الرسالات السماوية وأن هدفها الأسمى بناء الإنسان عقلا ومالا وجسدًا ، والأخذ بيد الإنسانية من وهدة الجهالة والتطرف ومذلة الفقر إلى قمة العزة واليقين مستشهدًا بقول الله تعالى: ” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..” وفي كلمته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا نقف مع المملكة العربية السعودية في خندق واحد في مواجهة كل التحديات التي تهدد الأمة العربية والإسلامية ومستعدون للتعاون المشترك في كل المجالات ، كما أعرب عن شكره لدعوة وزير الأوقاف السعودي له لزيارة المملكة لبحث سبل التعاون المشترك في خدمة الإسلام والمسلمين . كما أشاد بجهد ودور السادة المشاركين من العلماء والمفكرين والأدباء والفنانين والسياسيين في إخراج وثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني . كما أعرب عن شكره لقيادات الوزارة ، وأبنائها والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على ما بذلوه من جهد في وطنية خالصة ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، وإعلاء مصلحة الوطن واصفًا إياهم بالنزاهة والوسطية ، مما يفرز أفضل العناصر دون أدنى شبهة أو مجاملة أو محسوبية ، سواء في الإيفاد ، أم في تولي المناصب القيادية ، أم في جميع مفاصل الوزارة . كما كلف الوزير أ.د/ أحمد على عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومشاركة قيادات الوزارة بالإعداد للمؤتمر الأكبر بعنوان: ” التكوين الفكري والنفسي للجماعات المتطرفة وسبل القضاء على الفكر المتطرف “. كما وصف معاليه ندوة اليوم ” بحث آليات تجديد الخطاب الديني” بأنها أول ندوة في تاريخ الفكر الإنساني تضم نخبة من علماء واقتصاديين وتربويين وفنانين وسياسيين جمعتهم المصلحة الوطنية ، مؤكدًا أن السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، هو من أطلق إشارة التجديد وأنار شعلته ، ووصفها بأنها ثورة للدين وليست ضد الدين مهديًا التوصيات مع كتاب ” مفاهيم يجب أن تصحح” الذي شرح توصيات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق إلى السيد رئيس الجمهورية، سائلا الله تعالى التوفيق للجميع وأن يكف الشر عن مصرنا وعن سائر بلاد المسلمين . وفي ختام كلمته ترك المجال للأستاذ الدكتور أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتلاوة التوصيات التي انتهت إليها ندوة اليوم تحت عنوان : ” وثيقة الأوقاف الوطنية لتجديد الخطاب الديني ” ، وبيانها كالتالي : وثيقة الأوقاف الوطنية لتجديد الخطاب الديني 1- تجديد الخطاب الديني يعني : تجريده مما علق به من أوهام , أو خرافات , أو فهمٍ غير صحيح ينافي مقاصد الإسلام وسماحته , وإنسانيته وعقلانيته ، ومصالحه المرعية ، ومآلاتِه المعتبرة ، بما يلائم حياةَ الناس ، ويحققُ المصلحة الوطنية , ولا يمس الأصول الاعتقادية , أو الشرعية , أو القيم الأخلاقية الراسخة . 2- يجبُ أن يتجه الخطابُ الدينيُّ المعاصر إلى إقناع العقل , وإمتاع الوجدان , والرقي بالمشاعر ، وتنمية المواهب الإبداعية ، والتشجيع عليها ، وتعزيز المشتركات الإنسانية ، وترسيخ المعاني الوطنية ، وإشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن جمعيا ، واحترام حق التعدديةِ الاعتقاديةِ والفكريةِ في ضوء الحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع وبما لا يخل بأمنه القومي . 3- بناء مناهجِ التربية الدينية على معاييرَ ومؤشراتٍ تعززُ الفهمَ الصحيح للدين ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية , وتعظيمِ دورِ المؤسساتِ التعليمية في المجتمع ، وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية والحفظ والتقليد والتلقين إلى مستويات جادة من الوعي والتفكير والإبداع ، والقدرة على التمييز والتمحيص والنقد . 4- تكوين الدعاة علميا ورُوحيا وسلوكيا بما يمكنهم من فهم الرؤى الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلي الواعي , وتنمية مهارات فهم النص فهمًا صحيحًا في ضوء الإلمام الجيد بالثابت والمتغير , وتطبيقه على الواقع المتغير , والتدريب المستمر المتنوع ، في ضوء مستجدات العصر ، وفقه الواقع ، والمقاصد ، والأولويات ، والموازنات ، والمآلات , والنوازل , على أن يتغير نظام القبول بالكليات الشرعية ليأخذ خيرة الطلاب وأعلاهم مجموعًا وبحد أدنى 70% , لا أن تكون حصة هذه الكليات هي بقايا طلاب الكليات العلمية ، مع العمل على تحسين الأوضاع المادية للسادة الأئمة والخطباء بما يمكنهم من التفرغ لأداء رسالتهم النبيلة. 5- تعاون المؤسسات الدينية , والعلمية , والتعليمية , والثقافية , والفنية , والإعلامية , في إنتاج خطاب عقلي , وعلمي , وثقافي , وديني , وتربوي , ووطني , يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات , يحافظ على الثوابت الشرعية والأخلاقية والقيمية للمجتمع , ويضع حلولاً واضحةً ومناسبةً تتسم بالمرونة والواقعية لكل ما يواجه المجتمع من مشكلات أو تحديات ، مع إعادة النظر في مكونات المناهج الدينية في جميع مراحل التعليم بما يتناسب مع معطيات العصر ومتطلباته. 6- تكوين مجموعات من الشباب والفتيات , وتدريبهم التدريب الكافي علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا ، مع الاهتمام بدراسة اللغات المختلفة , وإتقان اللغة العربية , والبعد عن التقعر فيها , وتمكينهم من أدوات التواصل العصرية ، بما يكسبهم القدرة على الحوار والإقناع لمحاورة نظرائهم , على أن تُشجع المؤسسات المختلفة كلٌ في مجاله على ذلك وفي إطار تعاون مشترك فيما بينها. 7- تنظيم دوراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ دينية وثقافية دورية بالتعاون بين المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بالشأن الديني والفكري والثقافي في كل ربوع الوطن , حتى نستطيع الوصول إلى كل شرائح المجتمع في مساجدهم , ومدارسهم , وقصور الثقافة , ومراكز الشباب , والتجمعات العمالية , والقرى والنجوع , مع التركيز الشديد على العشوائيات والمناطق الأكثر فقرًا ، حتى لا تتخطف أبناءَها يدُ التشدد والإرهاب , على أن يعود للمسجد في هذه المناطق دوره الاجتماعي ليسد الطريق أمام المتاجرين بالدين ومن يوظفونه لأغراضهم السياسية والانتخابية . 8- تحويل شرح توصيات مؤتمر ” عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه : طريق التصحيح ” إلى برامج تدريب وتثقيف في المؤسسات والوزارات والهيئات المختلفة وتعميم نشرها بغيّة تصحيح المفاهيم الخاطئة ، والعمل على ترجمتها إلى اللغات المختلفة ، لنؤكد للعالم كله أن ديننا دين رحمة وسلام لا عنف فيه ولا إرهاب 9- تخريج داعيات فقيهات يعملن على تصحيح الأفكار الخاطئة فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل بما يتفق مع تعاليم الإسلام الصحيحة وينقذ هذه الشريحة من الوقوع في أيدي داعيات الجماعات المتشددة أو النفعية أو غير الوطنية. 10- تبني خطاب ثقافي وفكري يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة ، ويُرسخ مفاهيم الولاء الوطني في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية الدولية التي لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية , وإنما تبحث عن خلافة أو سلطة مزعومة أو متوهمة لا تخدم مصالح دولنا , بل تعمل على هدمها لصالح قوى الاستعمار الجديد التي توظف هذه التنظيمات وتدعمها ماديًا ومعنويًا. 11- حشد طاقة المجتمع كُله لمحو الفكر المتطرف والمتفلت على حد سواء , ودعم قضايا العمل والإنتاج , والعدالة الاجتماعية , ومكافحة الفساد , والقضاء على البطالة , بما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته. 12- الإفادة القصوى من وسائل الإعلام المختلفة , وتوظيف بعض الأعمال الفنية والإبداعية لنشر القيم النبيلة , وإنتاج أعمال تدعم القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية , وبخاصة في مجال ثقافة الطفل. 13- أن تكون مبادئ الأخلاق والقيم الوطنية موضع اهتمام في جميع المراحل التعليمية , والمنتديات التربوية والثقافية والتثقيفية .

خبر في صورة