أطول مائدة إفطار في العالم، هكذا أرد منظمو المائدة في محافظة الإسكندرية أن تكون، وسعوا في إدخالها موسوعة جينيس، مع عدم اهتمامهم بالتنظيم وإطعام الفقراء والمحتاجين، فانقلبت المائدة من أطول الموائد في العالم إلى أفشلها؛ لتظهر بأسوء منظر شهدتها مائدة إفطار في العالم. حيث شهدت المائدة مشاجرات بين الأهالي المشاركين في الإفطار وبعض موزعي الطعام من المطاعم المشاركة بسبب نقص الوجبات المجانية، كما قام الأهالي بتحطيم طاولات الطعام؛ بسبب عدم وجود طعام، بالإضافة لوقوع اشتباكات لعدم وجود وجبات. بينما انسحب البعض الآخر من المائدة، بعد وقوع اشتباكات على عربات تقديم الطعام، وسوء تنظيم المائدة من قبل أصحاب الفكرة والمحافظة، معترضين على عدم التفرقة بين المواطنين فى توزيع الوجبات، خاصة فى منطقة سيدى جابر التى وقعت بها الاشتباكات والمشادات. وسيطرت حالة من الغضب والاستياء على المواطنين بسبب إلقاء السيارات المحملة بالأطعمة وجبات الإفطار على المواطنين في الشوارع وغياب التنظيم أثناء دخول المواطنين للمائدة، وتأخر توزيع الوجبات على المواطنين لما يقرب من 15 دقيقة بعد أذان المغرب. وتكدس بعض المواطنين حول السيارات الخاصة بالمطاعم التي أتت محملة بالوجبات، وسريعًا ما تحول الأمر إلى هجوم على الطعام، فانسحبت السيارات وألقى مندوبو المطاعم الأطعمة على الأرض، وأخذ المواطنون يرددون "لو مش أد الدعوة بتدعونا ليه والمحافظ قال الدعوة عامة"، وأضافوا "إحنا هنفطر خيار ومش لاقيين وجبات". من جانبهم عبر عدد آخر من المواطنين عن استيائهم مما حدث، مؤكدين أن الفعالية كانت منظمة حتى قبل وقت الإفطار، واصفة هجوم بعض المواطنين على سيارات الطعام بـ "الهمجية"، معلقة "أكنهم ما شافوش أكل قبل كده والمنظر مش لائق"، مشيرة إلى التواجد الأمني، مؤكدة أنه كان جيدًا، وأن مشهد الوجبات وهي تلقى على الأرض لا يليق بمصر. وقالت إحدى المواطنات: اللي مش قد العزومة ما يعزمش، مشيرة إلى أنهم لم يتناولوا الإفطار حتى بعد أذان المغرب، بينما قال الحاج "سيد": إن من أراد الحصول على طعام كان يجري خلف سيارات الطعام، مضيفًا "الشباب كانوا بيجروا ورا العربية واللي قاعدين ما أخدوش أكل ما يصحش كده برضه. بينما رأى آخر، أن اليوم جيد، بغض النظر عن الحصول على الطعام أو عدمه، موضحًا أنه أتى للمائدة دون طعام، معلقًا "أنا جاي معاييش أكل والناس عزمت عليا والحمد لله". وأضاف أن عدد الحضور كان أكبر من المتوقع، مؤكدًا أن شعب مصر اشتهر بالكرم، مطالبًا المواطنين بألا يغضبوا مما حدث. وقال أحد من شاركو فى المائدة: إن اليوم كان مشهودًا لمصر والأمة العربية، موجهًا شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جمع المصريين، مؤكدًا أن المشهد اليوم يعطي انطباعًا للعالم بأكمله بأن مصر بلد الأمن والأمان. وقال آخر من المتوافدين على مائدة الطعام: إنه جاء من منطقة نادى الصيد خصيصا للمشاركة فى أطول مائدة بالعالم ولكنه لم يجد طعامًا يقدم له على المائدة بسبب سوء التنظيم وأن الإقبال على عربات الطعام سواء من المطاعم أو من الجيش أو الشرطة يتهافت عليها المواطنون مما يعرضهم للخطر أو الاشتباكات مع المواطنين. ورغم كل ما حدث، أعلنت مُحكمة موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، شيدا سوباشى، تسجيل الإسكندرية رقما قياسيا جديدا لأطول مائدة فى العالم، والتى نظمت أمس الجمعة بطريق الكورنيش. وقالت "سوباشى" - فى مؤتمر صحفى عقد مساء الجمعة -: إن طول مائدة الإسكندرية التى بدأت من سيدى جابر وحتى سيدى بشر، قدر بنحو 4 آلاف و303 أمتار، متجاوزا الرقم السابق لإيطاليا الذى بلغ 2 كيلو متر. وأضافت محكمة الموسوعة، أن عدد الطاولات التى جهز بها المائدة بلغت 3106 طاولات، مشيرة إلى أن المائدة راعى فيها المنظمون شروط المسابقة بضرورة تلاصق الطاولات وألا تقل حجم الطاولة عن 50 سم فى جميع الاتجاهات. وتعليقًا على ما حدث في المائدة، أكد هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، أن المشاجرات من قبل بعض المواطنين على مائدة الافطار لم تؤثر على احتفال أطول مائدة إفطار فى العالم، قائلًا: إحنا مش جايين ناكل إحنا جايين ننجح الاحتفالية. ويؤكد "المسيري" أن المائدة تم تنظيمها لدخول موسوعة جينيس لا لإطعام الفقراء والمحتاجين، حيث قال ردًا على سؤال بخصوص عدم تمكن العديد من المواطنين من تناول الإفطار نتيجة الازدحام: إحنا مكناش عاملين المائدة عشان ناكل، لكن عشان ندخل التاريخ. واستغل شباب جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم ما حدث من فوضى في المائدة حيث قاموا بنشر صور لحالة الفوضى، كما دشنوا هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنين بين المائدة التي تم تنظميها في الإسكندرية، ومثيلتها التي تم تنظميها في تركيا. وعلق الإخوان وأنصارهم على صور المائدة التي تم تنظيمها في دوله تركيا مؤكدين أنها كانت الأطول في العالم بطول 6 كيلو متر، مبرزين حالة الفوضى التي وقعت في مائدة الإسكندرية بسبب تأخر وصول الوجبات، معلقين "مصر المخروبة". كما تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقاطع فيديو، للحظات الأولى من الإفطار الجماعي على المائدة. ويُظهر الفيديو مواطنين يصارعون للحصول على الوجبات، فيما ألقت السيارات الطعام لهم، وسارعت بالهروب من هذه الفوضى، وهو ما يعكس فشل تنظيم هذا الحدث.