عاجل

7 أسباب وراء قرارات سلمان الأخيرة

170 يوماً هي المدة الفاصلة بين قرارات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأولى والتي أشعلت السعودية في الـ24 من يناير الماضي، بحسب خبراء، تلك التي أصدر فيها الرجل ستة أوامر ملكية، حسم فيها الكثير من مقاعد السلطة والخلافة بعده، ونظيرتها التي أصدرها اليوم، والتي لُقبت "بإعفاءات الفجر". أوامر سلمان الملكية جاءت بعدما ترددت أنباء من قبل المغرد السعودي الشهير "مجتهد" عن نية العائلة المالكة استبعاد الملك وبعض القيادات السعودية، وشعور الرجل بمراكز قوى تقف أمام وجوده. قرارات ملكية وأصدر العاهل السعودي اليوم في وقت مبكر، أربعة قرارات ملكية، عين بموجبها أميراً جديداً لمنطقة الحدود الشمالية، ووزيراً جديداً للإسكان، ورئيساً جديداً للديوان الملكي. وكان الأمر الملكي الأول، إعفاء الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، من منصبه كمستشار لخادم الحرمين الشريفين. والأمر الثاني تعيينه أميراً لمنطقة الحدود الشمالية، خلفاً لوالده الأمير عبدالله بن مساعد الذي توفي قبل نحو أسبوع. أمّا الأمر الثالث، فكان تعيين ماجد بن عبدالله الحقيل وزيراً للإسكان، ليكون الوزير الثالث في هذا المنصب بالمملكة، خلال أقل من أربعة أشهر، بعدما أعفى سلمان بن عبدالعزيز، في شهر فبراير الماضي وزير الإسكان شويش الضويحي، وكلّف بدلاً منه عصام بن سعيد، إضافة لعمله وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء، قبل أن يتم تعيين الحقيل وزيراً للوزارة، التي تعاني كثيراً من المصاعب في تنفيذ خططها في حل أزمة الإسكان. الديوان الملكي أمّا القرار الملكي الرابع، فكان إعفاء رئيس الديوان الملكي حمد السويلم من منصبه وتكليف خالد العيسى مكانه، إضافة لعمله وزيراً للدولة. وبهذا التكليف الجديد، يصبح العيسى سادس رئيس للديوان الملكي، وجاء تعيينه بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط من سلفه السويلم. وكان المنصب قد تم استحداثه بهذا المُسمى والصلاحيات في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز، وسيجلس العيسى على الكرسي ذاته، الذي سبقه عليه محمد بن معمر، ومحمد النويصر، وخالد التويجري، ومحمد بن سلمان، وحمد السويلم. المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أن حرب اليمن وراء تغيير الملك سلمان بن عبد العزيز لبعض قيادات المملكة، فالعاهل يريد تعديل البيت الملكي من الداخل، وبالتالي يتجه نحو استقدام الأوراق الوطنية ليضعها في مقدمة صناع القرار السعودي. بينما رأى آخرون أن نكبة اليمن، وعجز الموازنة دفعت الملك السعودي باستبعاد مراكز القوى، واللعب بورقة أهل الثقة. ترتيب البيت الملكي الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية قال، إن قرارات الملك سلمان بن عبد العزيز لتعديل البيت الملكي السعودي، فالرجل يريد استقدام وجوه جديدة يضعها في مقدمة صنع القرار، مضيفاً أن الحرب في اليمن وخسائر السعودية بها والتي تجاوزت الـ24 مليار دولار عجلت من قرارات الملك السعودي. وأوضح الخبير في العلاقات الدولية لـ"مصر العربية" أن المملكة الآن في حالة حرب وبالتالي يريد العاهل السعودي حشد كل الطاقات التي تساعده على تغيير مسار الحرب في اليمن. وتابع: العاهل السعودي أثبت للجميع أنه كان على حق في قراراته السابقة قبل أشهر، حينما أقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من منصبه وحينها "قامت الدنيا ولم تقعد"، لكن بعد تدهور الحالة الصحية للفيصل ووفاته بعدها، أثبت للجميع أن قرارات سلمان صائبة. وأشار إلى أن السعودية الآن في موقف صعب، وسلمان في موقف لايحسد عليه، فالمخاطر تحدق بالمملكة من جميع الجهات، ومع ذلك يبتعد الجميع عنها. بدوره، قال الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور يسري العزباوي، إن غالبية القرارات التي أصدرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه الحكم قبل 6 أشهر غير مفهومة وغامضة، فالملك دائماً يصدر أوامر تجعل الجميع في حيرة بعدها. وأوضح الخبير السياسي لـ"مصر العربية" أن عدم حسم السعودية حربها في اليمن، وكذلك عجز الموازنة، وأيضاً استبعاد مراكز القوى، واللعب بورقة أهل الثقة، وخوف الملك مما تردد من أنباء قرب استبعاده، وكذلك تهدئة الرأي العام حول مشكلات الإسكان والتي ازدادت مؤخراً، فكل تلك الأسباب واردة بأن تدفع العاهل لترتيب البيت الملكي من الداخل. مشكلة الإسكان وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشأن الداخلي السعودي، ورئيس المركز السعودي الاستشاري، عصام العرب، أنّ هذا التعيين "لا يُعتبر تغييراً وزارياً"، كون الوزير السابق عصام بن سعيد مكلّفاً، ولم يصدر قرار بتعيينه وزيراً ثابتاً. وأضاف أنّ "الحقيل أحد الخبراء السعوديين في مجال الإسكان، وبالتأكيد ستكون لديه نظرة مختلفة في أيجاد حلول جيدة لمشكلة الإسكان في المملكة"، وفقاً للعربي الجديد. يذكر أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، أصدر قبل 6 أشهر عدة قرارات ملكية بعد توليه السلطة حسم فيها الكثير من مقاعد السلطة والخلافه بعده، أبرزها تعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وبقاء الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد، وتعيين نجله (الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز) وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، وعزله خالد التويجري رجل القصر القوي.