عاجل

إيران تدعو السعودية لـ"حوار إقليمي لاجتثاث جذور التوتر"

دعت إيران على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، السعودية لـ"حوار إقليمي" و"البحث عن آليات تساعد جميع دول المنطقة على اجتثاث جذور التوتر وعوامله وغياب الثقة فيها".

وفي مقال له تحت عنوان "الجار ثم الدار"، نشرته صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية، اليوم الاثنين، اقترح ظريف "تشكيل مجمع حواري إقليمي ومن ثم إسلامي يرتكز على جملة أهداف ومبادئ أبرزها: احترام سيادة ووحدة تراب جميع الدول واستقلالها السياسي وعدم انتهاك حدودها، الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تسوية الخلافات سلمياً، منع التهديد أو استخدام القوة، والسعي لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق التقدم والسعادة في المنطقة".

وتأتي هذه المبادرة الإيرانية بعد جولة لظريف في المنطقة، غداة الاتفاق النووي، شملت الكويت وقطر والعراق، حيث دعا الوزير في مقالته إلى "وجوب عدم إنكار الحاجة إلى إجراء تقييم ذكي للتعقيدات القائمة في المنطقة بهدف انتهاج سياسات مستديمة لمعالجتها، وأحدها موضوع محاربة الإرهاب"، على حد تعبيره.

وكتب ظريف في رسالته: "إن أولى أولويات إيران منذ البداية، هي أنها تنشد علاقات طيبة ووطيدة مع جيرانها، وهذا ما أُعلن عنه بصراحة وتمت متابعته على الأخص منذ تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة، وإن جولتي الإقليمية إلى ثلاث دول جارة هي الكويت وقطر والعراق مباشرة بعد حصول الاتفاق النووي التاريخي بفيينا بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، إنما جاءت تأكيداً لهذه الاستراتيجية التي توليها السياسة الخارجية الإيرانية اهتمامها".

وأضاف قائلاً: "إن منطقتنا في الوقت الراهن تمر باضطرابات، وتواجه مخاطر جدية تهدد أسس المجتمع والثقافة فيها"، داعياً إلى "البحث عن آليات، تساعد جميع بلدان المنطقة على اجتثاث جذور التوتر وعوامله وغياب الثقة فيها".

دعوة لحوار حول اليمن

وناقض ظريف نفسه في دعوته إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية عندما دعا إلى حوار حول الأزمة اليمنية بقوله إن "اليمن يمكن أن يشكل نموذجاً جيداً للخوض في مباحثات جدية بين طهران ودول الجوار". كما ذكّر بخطة إيران هناك وقبلها بخطتها لحل الأزمة السورية، وقال إنه "يمكن استخدام هذه المباحثات الاستراتيجية لتسوية قضايا كالإرهاب والتطرف ومنع نشوب حروب مذهبية وطائفية والارتقاء بالعلاقات بين الدول الإسلامية في المنطقة".

تعاون نووي إقليمي

واقترح وزير الخارجية الإيراني "تعاوناً نووياً إقليمياً" بعد الاتفاق بين إيران ودول 5+1، قائلاً: "قد يكون التعاون النووي للأغراض السلمية نموذجاً بارزاً لمثل هذا النمط من التعاون، فمن حق إيران وجميع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط الحصول على فوائد التقنية النووية السلمية طبقاً للمقررات الدولية، ولا بد من أن تتعاون جميع دول المنطقة من أجل بلوغ هذه الأهداف".