عاجل

وزير الخارجية الإيراني: أمام أمريكا فرصة استثنائية لإصلاح الماضي

محمد جواد ظريف

قال وزيرالخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن عشرات السنوات من السياسة الخاطئة إزاء الشعب الإيراني لم تحقق أي مكسب للولايات المتحدة، والآن تلوح فرصة استثنائية لإصلاح الماضي واختبار طريق جديد، حقق خلال عامين إنجازا كبيرا لجميع انصار السلام.

وأشار ظريف - في حديث له نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية - ردًا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه مساء أمس الأربعاء، إلى عدة نقاط: أولها أن الجمهورية الإيرانية لم ولن تسعى أبدًا لامتلاك السلاح النووي، ومن هنا فإن المزاعم بأن الاتفاق الأخير في فيينا قد سد الطريق أمام امتلاك إيران السلاح النووي هو في الواقع تحصيل حاصل ويهدف إلى إرضاء المنتقدين داخل الولايات المتحدة والصهاينة.

وأضاف أن النقطة الثانية هي أن تطورات السنوات الماضية برهنت أن ما قاد إلى غياب الأمن وانتشار التطرف والإرهاب في منطقتنا هو السياسات والإجراءات غير المنضبطة للإدارات الأمريكية المتعاقبة وبعض حلفائها في المنطقة لاسيما الكيان الصهيوني، والتي لم تخلف سوى الدمار والحروب والتطرف لشعوب هذه المنطقة والعالم، فالمسؤولون الأمريكيون الحاليون اعترفوا مرارًا بهذه الحقائق ولكنهم يحاولون كما في السابق، من خلال تصدير الأزمات، التهرب من هذه الحقائق التاريخية.

وتابع ظريف أن "ثالث هذه النقاط أن السلام والأمن والاستقرار حولنا كان دوما من أهم أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية وهي قائمة على أساس المعرفة الصحيحة للحقائق في هذه المنطقة، وعلى عكس سياسات بعض الدول المؤثرة القائمة على الازدواجية والتناقضات الخطرة، فإن سياسة إيران تستند إلى الانسجام والصداقة والمحبة مع جميع دول الجوار ودعم تطلعات الشعوب في التصدي ومواجهة التهديدات المشتركة بما فيها العدوان الأجنبي والتطرف والإرهاب والطائفية. فطهران ستواصل دعمها لأصدقائها وحلفائها الإقليميين في مواجهة هذه التهديدات المشتركة؛ وقد أعلنت مرارا استعدادها للتعاون مع سائر الجيران أيضًا وعلى أساس الاحترام المتبادل لمواجهة هذه التحديات المشتركة وصولا إلى إرساء دعائم الاستقرار بالمنطقة والعالم".

ولفت إلى أن بلاده برهنت على أنه يمكن تسوية حتى الأزمات المفتعلة أيضا عبر التعاطي والحوار وعلى أساس الاحترام المتبادل، ومن هنا فإن الأساس المهزوز للمشروع الخطر للتخويف من إيران وتشويه سمعتها قد انهار وأن محاولات نفث روح جديدة فيها لا يعيد لها بريقها في العالم والمنطقة، ولن تؤدي سوى إلى تحقيق عائدات كبيرة لتجار الأسلحة وإهدار المصادر المالية المحدودة للمنطقة والعالم على شراء الأسلحة الاستعراضية بدلا من انفاقها على مكافحة الفقر والجهل وغياب العدالة - حسب ما قال وزير الخارجية الإيراني في حديثه.

واسترسل "نجدد تذكيرنا للمسؤولين الأمريكيين بأن العالم المتحضر طوى قرنا تقريبا على وقع الاعتماد على منطق القوة والتهديد كأداة للسياسة الخارجية وهو يعتبر هذا المنطق غير إنساني وغير شرعي وعقيما أيضا.