بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية أعمال ورشة عمل حول "الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وإجراءات الأمن وبناء الثقة" والتى تنظمها الجامعة ووزارة الخارجية الألمانية، وذلك لمتابعة موضوعات مكافحة الإتجار غير المشروع فى هذه الأسلحة بالدول العربية ومساعدتها على بناء قدراتها. وأكد السفير وائل الأسد مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بالجامعة العربية، فى كلمته أمام الاجتماع، حرص الجامعة العربية على دعم جهود دولها الأعضاء فى مكافحة الإتجار والانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، وساعدتهم على إنشاء نقاط الاتصال الوطنية حتى أصبح لدى جميع الدول العربية نقطة اتصال وطنية وتقوم بعقد اجتماعات سنوية لهذه النقاط. ونوه بأن الجامعة سعت أيضا خلال السنوات الأخيرة إلى تفعيل دورها فى التعامل مع النزاعات والتوترات فى المنطقة والتى لا تزال تعانى تبعاتها، حيث تبنت مفهوم التعامل مع دورة النزاع بشكل شامل ومتكامل من خلال تطوير أدواتها فى مجالات منع وإدارة وفض النزاعات مع التركيز على جهود الوقاية من النزاعات بوصفها الأقل تكلفة إنسانيا وماديا، وأنشأت مجلس "السلم والأمن العربى" للتعامل مع هذه النزاعات ودعمت هياكلها بإنشاء غرفة للأزمات، وتم إنشاء إدارات لحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية والمجتمع المدنى وكلها عناصر مهمة تصب فى عمليات منع وإدارة وحل المنازعات. ونبه الأسد إلى أن النزاعات والأزمات الداخلية لا تنحسر آثارها السلبية على البلد محل النزاع بل تصاحبها آثار إقليمية عابرة للحدود تؤثر على دول المنطقة ومن أهمها انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة وتهريبها عبر الحدود وهى مشكلة متعددة الأبعاد ومتشابكة تستمر آثارها خلال المرحلة التى تعقب النزاعات. ودعا إلى زيادة آفاق التعاون الإقليمى بين الدول لمكافحة الأسلحة الصغيرة ولبناء قدراتها الوطنية فى مجالات التنسيق الأمنى ومراقبة الحدود ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج والإعمار. وأكد أهمية تلك الندوة من أجل تطوير وتعزيز قدرات الدول العربية للتعامل مع التحديات التى تواجهها فى هذا الشأن. من جهته، أكد السفير رولف نيكيل مفوض الحكومة الفيدرالية الألمانية لنزع السلاح والحد من التسلح أهمية التعاون مع الجامعة العربية فى مجالات الحد من الأسلحة الصغيرة والخفيفة خاصة أن ألمانيا ساعدت العديد من دول المنطقة العربية فى الوصول للأسلحة والحد من انتشارها، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائى بين الجانبين العربى وألمانيا فى بناء الأمن الإقليمى خاصة فى سوريا حيث أن التعاون فى هذه المجالات سيقدم الفائدة للجميع وسيسهم فى تعزيز القدرات الخاصة بالسيطرة على انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة. ووجه السفير نيكيل الشكر للجامعة العربية على مجهوداتها فى مجالات تحقيق الأمن والسلم الدوليين وبناء الثقة بين الدول المختلفة بشكل إقليمى وعالمى.. وأوضح أن أوروبا لديها خبرات متراكمة فى بناء وتعزيز عاملى الأمن والثقة التى كانت أداة ناجحة فى اتحاد ألمانيا وسقوط حائط برلين. وشدد على ضرورة تعزيز الأمن والسلم فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى وبناء الثقة فى عملية السلام فى الشرق الأوسط والعمل من أجل إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأوضح أن الحد من انتشار الأسلحة الصغيرة والمتوسطة كإجراء وقائى سيساعد على تجنب الأزمات والأضرار. وحذر السفير نيكيل من انتشار الأسلحة فى ليبيا ووصولها إلى الصومال ومالى، فضلا عن أن هناك خطورة على الأوضاع الأمنية فى مصر وتونس والسودان، كما أن تهريبها إلى غزة يمثل تهديدا على عملية السلام فى الشرق الأوسط، موضحا فى هذا الشأن أن تأثير ليبيا واضح فى الصراع الدائر فى سوريا. كما حذر من استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا باعتباره يمثل تهديدا واضحا وبالتالى لابد من القيام بإجراءات وقائية لمنع الأزمات وتجنب الانزلاق لحرب عالمية جديدة. وتناقش ورشة العمل على مدى يومين عددا من الموضوعات من بينها مراقبة الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة ومنع نشوب النزاع والتحديات الراهنة المتعلقة بانتشار تلك الأسلحة فى المنطقة العربية، وإجراءات الأمن وبناء الثقة فى الشرق الأوسط.