عاجل

الدكتور طلعت مرزوق يكتب: حملة حل الأحزاب الدينية

الدكتور طلعت مرزوق

دشن ما يُسمى بتكتل القوى الثورية حملة شعبية لحل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بمشاركة بعض الشخصيات الحزبية والعامة ، وتهدف هذه الحملة – بحسب تصريحات مسئوليها – لجمع مليوني توقيع لتقديمهم كمستند ضمن دعوى قضائية لحل هذه الأحزاب .

والغريب أن بعض قادة هذه الحملة خسروا دعاوى بنفس المضمون أمام محكمتى الأمور المستعجلة بالقاهرة والإسكندرية  !!.

وقد حظيت هذه الحملة – قبل التدشين - بنشاط إعلامي مكثف لم يسلم من التضليل والتلفيق كما حدث في مداخلة الشيخ المحلاوي المزعومة ، ولم يجد المتابع إجابة علي الكثير من التساؤلات المطروحة بقوة :

-       مَن الذي يُمول الحملة ؟ ولمصلحة مَن ؟.

-       لماذا في هذا التوقيت تحديداً ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية ؟.

-       مَن الذي يقرر أن هذا الحزب على أساس ديني من عدمه ؟.

-       هل يعنى ذلك تعطيل مؤسسات الدولة واستئناف مسلسل الحملات المهدِدة للاستقرار ؟.

-       هل ستصبح ظاهرة جمع التوقيعات وسيلة من وسائل الإثبات القانوني ؟.

-       ما الذي يضمن صحة هذه التوقيعات ، وعددها ، وكل ما يتصل بها ؟.

-       هل سترحبون بحملات مضادة ؟.

لقد ارتكبت هذه الحملة عدة مخالفات دستورية وقانونية تتمثل فيما يلى :

1-          تأسيس كيانات على خلاف القانون تُدعى " حملة حل الأحزاب الدينية " و " تكتل القوى الثورية " .

2-          التحريض على جرائم الكراهية والتمييز والإقصاء .

3-          تكدير السلم الاجتماعى .

4-          إشاعة أخبار كاذبة .

5-          طباعة وتوزيع منشورات واستمارات بدون إذن قانونى ورغم رفض الجهات الرسمية ممثلة في وزارة الداخلية .

6-          محاولة التأثير على السلطة القضائية في القضايا المرفوعة ضد الحزب .

7-          التعليق على الأحكام الصادرة لصالح الحزب خاصة من محكمتى الأمور المستعجلة بالقاهرة والاسكندرية .

وهذه الجرائم معاقب عليها طبقاً للمواد أرقام 86 مكرر ، 171 ، 187 ، 188 ، 198 ، 305 من قانون العقوبات المصري ، بما يستدعى سرعة تحقيق النيابة العامة مع المتهمين وإحالتهم للمحاكمة الجنائية .

ولا شك عندى أن هذه الحملة فاشلة ، ولن تصل إلى أي من أهدافها ، بل قد تحقق نتائج عكسية في هذا الوقت الذى تستعد فيه البلاد للانتخابات البرلمانية ، نظراً لأنها خارج إطار الدستور والقانون ، ولما تنتهجه من سياسة الاقصاء والتمييز .

وسيظل حزب النور داعماً لوحدة الشعب المصري ، يحترم الدستور وأحكام القضاء ونتائج صناديق الاقتراع ، ولن يُستدرج لعمل حملات مضادة ، أو يُطالب باستبعاد الأخرين لإيمانه بأن مصر تتسع لكل أبنائها ، وأنها لن تتجاوز محنتها بما يهدد الاستقرار النسبي الذي تحقق .