عاجل

صبرا وشاتيلا .. 33 عاماً شاهدة على مذابح الاحتلال الصهيونى

ورغم مرور زمن عليها ستبقى ذكرى موجعة، ومع كل عام جديد نقف على حقائق غابت لزمن؛ لنعلم ما يُحاك للقضية الفلسطينية من القريب قبل البعيد.

 صابرا وشاتيلا حلقة فى سلسة المعاناة والاتهاض الذى شهده الشعب الفلسطينى، ومستمر فى تجرعة على يد المحتل الغاصب، ولكن ورغم مرور 33 عاما على ارتكاب الكيان الصهيوني تلك المجزة تظل الأبرز فى بشاعة الواعقة.


واستمرت المجازر لمدة ثلاثة أيام متواصة من فجر يوم 16إلى 18 سبتمبر 1882، وسقط في المذبحة من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضا، وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.

حدثت المجزرة بعد حصار بيروت واضطرار الفدائيون الفلسطينيون للقبول بالخروج من بيروت ومخيماتها إلى المنافي، وتركت المخيمات بلا حماية ولا ضمانات، وحصل وأن اغتيل الرئيس اللبناني بشير الجميل (المتحالف مع قوات الاحتلال الصهيوني)؛ فأدخلت قوات الاحتلال مليشيا الكتائب ومليشيا القوات اللبناني وغيرهم من حلفاء قوات الاحتلال إلى المخيم لترتكب المجزرة على مدار ثلاثة أيام.

 

وبدأت المجزرة بعد تطويق المخيم من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، وارتكبت المجزرة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وكانت مهمة جيش الاحتلال محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.

 

وقام جيش الاحتلال بمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء وقام مسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل.


وكان الهدف الأساس للمجزرة بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وتأليب الفلسطينيين ضد قيادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.

 

ولم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أول المجازر الاسرائيلية التي ترتكب بحق شعبنا، ولم تكن آخرها بالتأكيد، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، وهو ما شهده العالم أجمع.

في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا سيبقى الشعب الفلسطيني المقاوم قابضا على جمر العودة والمقاومة بمواجهة الصهاينة وأشباههم.