عاجل

باحث في مجال الحفر بالليزر: التقنية ترفع معدلات الانتاج 800%

شحاتة

«أنا مصري » كانت تلك الجملة الأخيرة التي قالها الطالب المصري أحمد حسن شحاتة، منذ عامين من على منصة جامعة «جوبكن »الروسية، خلال مشاركته بمسابقة بحثية متخصصة بمجالاتالبترول.

وأتت جملة الطالب الذي كان يدرس هندسة البترول والبتروكيماويات بجامعة القاهرة وقتها، ردًا على سؤال لجنة التحكيم عن عدم تطبيق البحث الذي قدمه خلال المسابقة عمليًا داخل بلده، وتضمن البحث طريقة غير مسبوقة لتقنية جديدة في حفرآبار البترول؛ باستخدام الليزر.

وبدأ شحاتة البحث بمجالات الحفر بالليزر في شهر أكتوبر من عام 2013 ؛ رغبة منه في التقدم للمسابقة البحثية التي تنظمها «جمعيةمهندسي البترول » بجامعة «جوبكن » بموسكو، وبحلول عام 2014، توصل لنتائج متقدمة بتطبيق تلك التقنية الحديثة.

وتعتمد نظرية الحفر بالليزر، التي عمل عليها الباحث المصري، على استخدام الحرارة التي ينتجها الليزر، والتي تتولى صهر معادن طبقات الأرض المتتالية؛ ومن ثم تبخيرها، وسحبها إلى السطح عن طريق مضخات ماصة.

وتتلخص مميزات عملية حفر آبار البترول بالليزر، في أن تقنية الليزر توفر الكثير من الوقت والمجهود والتكاليف، التي تتطلبها طرق الحفر التقليدية.

فبالنسبة للوقت، يعد الحفر بالليزر أسرع ب 100 مرة من طرق الحفر التقليدية، وبالنسبة للتكاليف، يوفر الحفر بالليزر ثمن الكثير من المعدات المستخدمة في الحفر التقليدي؛ حيث يتطلب الحفر العادي تغيير آلة الحفر أكثر من مرة خلال الحفر؛ كما أنها قد تتطلب تغيير الأنابيب المستخدمة في الحفر؛ اعتمادًا على ضغط التربة التي تجرى فيها عملية الحفر.

وتوفر عملية الحفر بالليزر تكاليف الطفلة التي تضخ في عمليات الحفر العادي لجمع بقايا التربة المحفورة؛ بالإضافة إلى الاستغناء عن العديد من المعدات الأخرى المستخدمة في طرق الحفر التقليدية.

وبالرغم من كل تلك المميزات التي توصل إليها الباحثون بمجال الحفر بالليزر، فإن التقنية لا تزال ضعيفة الانتشار عالميًا.

وتشير عدد من التقارير الفنية إلى أنه عند استخدام إحدى تقنيات الحفر بالليزر في حقل بترول بالمملكة العربية السعودية، حصل الباحثون على نتائج فاقت نتائج الحفر العادي بنسبة تراوحت بين الـ 400 % إلى 800 %.

ويؤكد المهندس أحمد شحاتة، أن البحث في تلك التقنية الحديثة لم يكن أمرًا يسيراً، فالتقنية ليس لها انتشار واسع بأكاديميات البحث العلمي حول العالم، كما أن الباحثين في نظريات الحفر بالليزر معدودون، فحداثة التقنية لم تتح للأساتذة الكلاسيكيين بجامعة القاهرة الاطلاع عليها، والإلمام بكل تفاصيلها، لذلك كان على شحاتة طوال مدة بحثه الاعتماد على مجهوده الشخصي في البحث.

وعن حصوله على فرصة السفر لروسيا، قال شحاتة: إنه أحد أعضاء «جمعية مهندسي البترول » فرع جامعة القاهرة، وإن للجمعية فروعًا منتشرة بمعظم دول العالم، حيث يقوم فرع موسكو بعقد مؤتمر سنوي بجامعة «جوبكن »؛ لمناقشة الأفكار الجديدة الخاصة بتطبيقات مشروعات التنقيب عن البترول، وفي عام 2013 قمتُ بإرسال فكرة البحث الخاصة بي إلى لجنة التحكيم الروسية، التي قبلت المشروع مبدئيًا، وأتاحت لي فرصة السفر لطرح مشروعي في مؤتمر دولي واسع الانتشار.

وتابع شحاتة: «في البداية، لم توافق القنصلية الروسية بالقاهرة على منحنا تأشيرات سفر للطلبة؛ فقمنا بالسفر على حسابنا، كما تحملناتكاليف الإقامة والمعيشة في روسيا على حسابنا، ووصلنا قبل المؤتمربثلاثة أيام، وقمتُ بالتجهيز لمناقشة المشروع خلال تلك الأيام.

وأكد شحاتة أن بحثه أثار دهشة الحاضرين، حيث إنهم لم يتوقعوا أن يصل باحث مصري لهذه النتائج المبهرة؛ إلى حد أن أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم لم يكن لديهم إلمام بتفاصيل البحث بشكل عام، كما أن البحث لفت انتباه العديد من الباحثين المتواجدين بالمؤتمر.وفي ختام حديثه، تمنى شحاتة أن يقدم شيئًا لبلاده في مجالتخصصه، إلا أنه عاد واستبعد حدوث ذلك، ما دام واقع البحث العلمي في مصر ظل على ما هو عليه من سلبيات، وإقصاء لكل كفاءة ونبوغ.