عاجل

دراسة جديدة - كثرة مضادات الأكسدة تزيد من انتشار السرطان

اكتشف فريقٌ من العلماء أن جزيئات مضادات الأكسدة Antioxidants قد تساعد الخلايا السرطانية أكثر مما تقدمه للخلايا السليمة.

 ويأتي هذا الإكتشاف كصدمة بسبب ازدياد الاهتمام باستخدام هذه المضادات كمتممات غذائية من قِبَلِ الأشخاص المصابين بالسرطان. إذ أُجريت الدراسة على فئران تمت زراعة أجسادها بخلايا الميلانوما السرطانية (هي الخلايا السرطانية التي كانت في الاصل خلايا صبغية وعادةً ما تكون في الجلد المأخوذة من المرضى).

وأوضحت دراسة سابقة أن عملية تحول الخلايا السرطانية الموضعية الى خلايا متنقلة (نقيلات) metastasis  يتنبىء بتحولها في جسم المريض أيضًا، وهذه هي العملية التي تصبح فيها الخلايا السرطانية قابلة للانتقال من موقعها الأولي الى أي مكان اخر في الجسم مما يُسّهل انتشار الورم وتعتبر السبب في موت معظم المصابين بالسرطان.

ووجد الباحثون أن الفئران التي اعطيت مضادات الأكسدة انتشرت خلايا الورم فيها بشكل أسرع من مثيلاتها التي لم تتعاطى المضادات، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة Nature بتاريخ 14/10/2015. وكما هو معلوم أن انتقال الخلايا السرطانية من موقعها يكون غير ناجحٍ في العادة حيث أن أغلب الخلايا التي تنتقل إلى مجرى الدم تفشل في النجاة والتموضع في مكانٍ آخرٍ. وقد قال كل من الدكتور شون مورسون رئيس معهد ابحاث الأطفال والدكتورة ماري ماك ديرموت رئيسة قسم الفحوصات الوراثية للأطفال في جامعة تكساس جنوب الغربية "لقد اكتشفنا أن خلايا الميلانوما المتنقلة تتعرض لدرجات عالية من الجهد التأكسدي – وهو فقدان التوازن بين إنتاج جذور الاوكسجين الحرة (الفعالة) وقدرة الخلية على إزالة تاثيراتها السمية واصلاح الأضرار عبر معادلتها بمضادات التاكسد- والذي يؤدي إلى موت الكثير من الخلايا السرطانية المتنقلة, إن إضافة مضادات التأكسد للفئران قد سمح للكثير من الخلايا السرطانية المتنقلة بالنجاة وزاد من فرصة عمليات التحول".

وقال الدكتور مورسون والذي هو كذلك عالم متخصص في دراسة الاورام في معهد تكساس لأبحاث وقاية السرطان (CPRIT) Cancer Prevention and Researches Institute of Texas  وباحث في معهد "هاورد هيوز الطبي" Howard Hughes Medical Institute  إن "الفكرة القائلة بقدرة مضادات الأكسدة على دعم الوضع الصحي للمريض منتشرة جدًا حتى أن هناك تجارب سريرية أقيمت حول تعاطي المصابين بالسرطان لمضادات الأكسدة".

وأكد أن "بعض هذه التجارب يجب ايقافها لأن المرضى الذين يتعاملون مع مضادات التاكسد يموتون بشكل أسرع ، حيث تقترح أبحاثنا أن الخلايا السرطانية تستفيد من هذه المضادات أكثر من استفادة الخلايا الطبيعية منها".

 في حين أن الأشخاص ذوي الصحة الجيدة قد يستفيدون كثيرًا من مضادات التأكسد لأنها تساعدهم في تقليل الضرر الذي تسببه جزيئات الأوكسجين عالية الفعالية (الجذور الحرة للأوكسجين ) الناتجة من عمليات الأيض في الجسم.

وكذلك الدراسات التي لم تُطّبق بعد على البشر تشير إلى ازدياد إمكانية معالجة الخلايا السرطانية بمواد مؤكسدة (مولدات الأوكسجين الفعال ) وإن مرضى السرطان لا يجب أن يدعموا نظامهم الغذائي بمضادات الأكسدة .

وأضاف الدكتور مورسون إن "هذا الاكتشاف يتيح لنا الإمكانية خلال عمليات علاج السرطان أن نقوم بالتأكد ما إذا كانت المواد المؤكسدة التي تزيد من الجهد التأكسدي في الخلايا السرطانية قد تمنع تكوين الخلايا المتنقلة واحدة من الطرق المحتملة هي عبر استهداف مسار حامض الفوليك الأيضي  والذي تستخدمه خلايا الميلانوما السرطانية في مقاومة الجهد التاكسدي والنجاة, الذي سيزيد من أضراره على الخلايا السرطانية".