عاجل

الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة الـ65 تحت شعار "العودة ..حق وارادة شعب"

صورة أرشيفية

يشهد الشعب الفلسطينى غدا الاربعاء "15 مايو" ذكرى مرور 65 عاما على النكبة، ويحيى ابناء الشعب فى مدن الضفة وقطاع غزة ودول الشتات تلك المناسبة بالعديد من الفعاليات والمسيرات تحت شعار "العودة.. حق وارادة شعب"، حيث يتذكر الفلسطينون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير.. مؤكدين تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. وتعتبر هذه الذكرى من اهم المناسبات التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين والمهجرين منهم، وترمز النكبة إلى التهجير الجماعي والطرد القسري لنحو 800 الف مواطن من المدنيين ومصادرة اراضيهم فى عام 1948، وقد أصبح عدد هؤلاء اللاجئين وأولادهم وأحفادهم بعد 65 عاما أكثر من 4 ملايين لاجئ. ولا يزال معظمهم يعيشون في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي البلدان العربية المجاورة، وهو نفس اليوم الذى يتزامن مع ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل. وتتمثل أحداث النكبة فى احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل اسرائيل، وطرد ما يربو على 800 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي. والنكبة لم تولد فعليا فى هذا اليوم ولكنه كان يوم شهد أصعب الاحداث والقرارات والمواجهات هذه المأساه بدأت قبل ذلك، بدأت حتى قبل الأحتلال البريطانى لفلسطين فى عام 1917، أى فى قرار الخارجية البريطانية "إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين" فيما عرف "بوعد بلفور"، وقامت بريطانيا بوضع هذا الوعد موضع التنفيذ منذ اللحظة التى دخلت فيها القوات البريطانية القدس وإحتلتها. وفتحت الطريق أمام الحركة الصهيونية الممثلة فى ذلك الوقت فيما يسمى "الوكالة اليهودية" والتى تضم المنظمات والأحزاب اليهودية والصهيونية للأستيلاء على الاراضى الفلسطسنية بكل الوسائل وتنظيم وهجرة اليهود الجماعية إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم ومحاولة شراء الاراضى فى فلسطين، وإعداد قوة عسكرية مدربة وبناء مستعمرات مدنية وعسكرية فى فلسطين. ومع يقظة الفلسطنيين على ما يحدث بدأت مواجهة الهجرة الصهيونية بانتفاضات متفرقة أهمها الشيخ "عز الدين القسام من حيفا، ورغم استشهاده إلا أن حركته اشعلت الفتيل فى الأوساط الفلسطينية، فأنطلقت ثورة عام 1936 المسلحة وكانت ثورة عامة أساسها أصحاب الأرض التى يستهدفها الاحتلال الصهيونى ولكن هذه الثورة أنتهت بعد ثلاث سنوات. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية التى أخرجت بريطانيا من تعداد الدول العظمى، نقلت قضية الصراع إلى الأمم المتحدة، بعد أن تهيأ المناخ تماما للوكالة اليهودية، عسكريا وسياسيا وماليا ومهاجرين، لحسم معركتها مع الفلسطينيين، والعرب عموما وطرح قرار تقسيم فلسطين في العام 1947 وتمت الموافقة عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ضغوط أمريكية هائلة على عدد من الدول، وصدر القرار رقم 171 الشهير، الذي منح "الوكالة اليهودية" حق إقامة "دولة" على أرض فلسطين. وحين اندلعت حرب 1948 بين الفلاحين الفلسطينيين بإمكانياتهم البسيطة وبين المنظمات الصهيونية المسلحة بأقوى الأسلحة من مخازن الدول الغربية والشرقية، كانت النتيجة معروفة سلفا...بكل الدعم الهائل دوليا ورسميا، أطلقت العصابات الصهيونية، الهاجاناة، وشتيرن، وإتسل ..إلخ أعنف حملة إرهاب ضد الفلسطينيين قبل 15 مايو 1948، وبعده تم مهاجمة القرى الفلسطينية ليلا وقتل المدنيين أطفالا ونساء ورجالا وهم في أسرة ومهم، وزرعت المتفجرات في الأسواق والفنادق والشوارع، وتم التخطيط لمذابح منظمة في كل قرية أو مدينة فلسطينية يتم الاستيلاء عليها لإجبار الفلسطينيين على النزوح عن أراضيهم وبيوتهم، ومن أصر على البقاء كان مصيره الإبادة. وحملة التطهير العرقي هذه التي بدأت قبل عام 1948 وفق مخطط مسبق، وتواصلت خلال حرب 1948، ولم تستطع الجيوش العربية التي دخلت فلسطين إيقافها، مع نسف القرى والبيوت، وتم تدمير أكثر من 600 قرية فلسطينية، واحتلال المدن الكبرى مثل عكا وحيفا ويافا والناصرة واللد والرملة، وطرد سكانها، وحشر ما تبقى منهم في معسكرات الاعتقال، وإجراء حملات إعدام جماعية في هذه المعسكرات واستمرت الحملة الإرهابية، حملة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وبيوتهم بالقوة، حتى بعد توقف حرب 1948، وتوقيع عدد من الدول العربية المجاورة اتفاقيات هدنة مع الدولة المحتلة، فالنكبة الفلسطينية إذن ليست حادثا حدث وانتهى في 15 مايو 1948، بل هي نكبة قائمة حتى هذه اللحظة، وتتمدد وتتواصل، حتى الان من خلال عمليات الاستيطان الواسعة والمستمرة والانتهاكات الاسرائيلية بحق المدنيين والاماكن المقدسة ومحاولات لتهويد القدس. وفى ذكرى النكبة اصدرت اللجنة التنفدية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الثلاثاء بيانا أكدت فيه تصميم الشعب على مواصلة نضاله من أجل الاستقلال والعودة، وان الفلسطينين في فلسطين وكافة مناطق الشتات ظل موحدا في هدف الاستقلال والعودة تحت قيادة المنظمة، رغم آثار النكبة الكارثية. وأضافت أنه بالرغم من الإجماع الدولي حول حقوق شعبنا السياسية، إلا أنه لم يتحول بعد إلى أداة ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي، لإجباره على الامتثال لقواعد الشرعية الدولية التي أقرت حق الفلسطنيين في الاستقلال والعودة استنادا إلى القرار الأممي رقم 194، موضحة ان أي جهود دولية تقوم اسرائيل بافشالها من خلال ممارساتها وعدم التزامها بالشرعية الدولية وقراراتها. واعتبرت اللجنة التنفيذية في بيانها، أن استمرار الانقسام الفلسطينى السياسي، ومخاطر تحويله إلى انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة كارثة كبرى، يمكن أن تودي بإنجازات الشعب، ودعت بهذه المناسبة إلى طي الصفحة السوداء، وتطبيق ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة، حيث اصبح الانقسام عبئا على استقلال فلسطين، وورقة مناورة بيد الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً