عاجل

«الإقليمي للدراسات»: تحالفات «الصعيد وبحري» تقلل من سيطرة رجال الأعمال على البرلمان

أكد المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أن تكوين تحالفات جديدة في البرلمان ترتكز على تقارب المناطق الجغرافية، سيعمل على التقليل من تأثير رجال الأعمال وفرص تدخلهم في رسم خريطة عمل مجلس النواب.

لافتا إلى أن تلك التحالفات قد تفقد الأحزاب السياسية السيطرة على نوابها، خاصة أن هؤلاء النواب مستقلون ومنتقلون حديثا إليها، وهو ما يصب في مصلحة الانحيازات الاجتماعية والاقتصادية للفقراء. 

وأشار المركز إلى أن هذه التحالفات سوف تؤدى إلى تخفيض حدة مخاوف المواطنين محدودي الدخل من عدم اهتمام البرلمان بمشاكلهم، وتركيز الاهتمام على مصالح المستثمرين ورجال الأعمال، وسعي الحكومة لإرضائهم تجنبًا للاستجوابات واستغلال مواد الدستور التي تجعلها تحت وطأة النواب. 

جاء هذا في دراسة حديثة صادرة عن برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى بعنوان " هل تتغلب تحالفات الجغرافيا على الولاءات الحزبية داخل البرلمان"، وأوضحت أن المشكلة الأكبر التي يُواجهها مجلسُ النواب تكمن في تعدد ولاءات نوابه، التي تتوزع بين القوائم التي نجحوا عليها، والدوائر التي انتخبتهم، والولاء الحزبي، بالإضافة إلى ولاء العائلة والقبيلة، وأخيرا ظهر ولاء " الجغرافيا"، التى لا تفرض على النواب أي التزامات، وتجعلهم أكثر اقترابًا من هموم دوائرهم الانتخابية. 

وقسمت الدراسة تحالفات الجغرافيا إلى نوعين، أولهما التحالفات الواسعة، وتشمل نطاقًا جغرافيًّا واسعًا، وهي تقترب من القطاعات الأربعة التي قسمها قانون تقسيم الدوائر للخريطة الجغرافية المصرية، وتتمثل في: 

١- تحالف " الصعيد"، وهذا التحالف يمثله ما يقرب من 164 نائبًا، منهم 130 من الناجحين على المقاعد الفردية، و34 ناجحًا على القوائم بنسبة 28% من إجمالي عدد النواب المنتخبين. ويجمع هذا التحالف عشر محافظات، تجمعها أوجه شبه فيما يتعلق بالحياة السياسية والاجتماعية هي: 

أسوان، وقنا، والأقصر، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وبني سويف، والفيوم، والوادي الجديد، والبحر الأحمر، بالإضافة إلى أربعة مراكز فقط من محافظة الجيزة، هي: الصف، والعياط، وأطفيح، وأبو النمرس. ويُعتبر هذا التحالف من أوائل التحالفات الجغرافية التي بدأت تتشكل على أرض الواقع؛ حيث التقى عدد كبير من نواب الصعيد ليتفقوا على ترشح نائب منهم على منصب وكيل المجلس، بالإضافة إلى الترشح على عدد كبير من اللجان.

2. تحالف "بحري"، وهذ التحالف قيد التشكيل، وهو بمثابة رد فعل على "كتلة نواب الصعيد"، ويمثله ما يقرب من 176 نائبًا، منهم 131 من الناجحين على مقاعد الفردي، و45 من الناجحين على قوائم بنسبة 30% من إجمالي أعضاء مجلس النواب المنتخبين. 

ويجمع هذا التحالف سبع محافظات متشابهة في البيئة السياسية والاجتماعية، هي: القليوبية، والدقهلية، وكفر الشيخ، والغربية، والشرقية، والمنوفية، والبحيرة. وتسعى كتلة هذا التحالف في حال تشكيله إلى الترشح على منصب وكيل المجلس تحديًا لكتلة "نواب الصعيد".

وثاني أنواع تحالف الجغرافيا هو التحالفات الضيقة، وتقتصر على نطاق جغرافي لا يتجاوز مساحة المحافظة، وهو الأقرب للناخبين في الدوائر من التحالفات الحزبية، والتحالفات التي تشكلها القوائم. وهذا النوع من التحالفات تشكل مبكرًا، ومنه كتلة نواب الجيزة، والتي جمعت نواب المحافظة الذين حددوا هدفهم في المساهمة معًا في حل مشاكل دوائر المحافظة، وقد التقت هذه الكتلة مرتين بعيدًا عن التنسيق الحزبي، وكتلة نواب القليوبية.

وهذه المجموعة النيابية أعلنت مواجهتها لمشاكل المحافظة، وكان أول تحركاتها هو لقاء المحافظ لبحث التعاون المشترك معه منكرين صفاتهم الحزبية، ثم بدأت تتشكل أيضًا كتلة نواب المنوفية، وكتلة نواب الدقهلية التي تشكلت من 36 نائبًا، وكتلة نواب جنوب سيناء الذين اتفقوا مع المحافظ على منع تعيينات الأوقاف من خارج المحافظة. 

اقرأ أيضاً