عاجل

الأورميا" كلمة السر فى المظاهرات الأثيوبية"

الصورة المنتشرة فى الإعلام المصرى

على الرغم من أنهم يمثلون الأغلبية إلا أنهم مهمشين من الأقلية الحاكمة، هذا هو الواقع فى أثيوبيا الذى تحياه قبائل "الأورميا" فهم يمثلون نسبة 40 % من الشغب الأثيوبى، إلا أنه  يعيش على هامش الحياة ويحرم من التمثيل فى المؤسسات الحكومية أو تقلد المناصب الرفيعة فى البلاد.

وعلى الرغم من أثيوبيا بها أكثر من 80 عرقاً مختلفاً، ولا يحصل "الأورميا" على شئ من حقوقهم من الدولة، فبخلاف قبائل الأمهرة والتى تمثل 27 % من السكان والذين يسيطرون على السلطة بالتحالف مع قبائل "النيجيرى" والتى تمثل 6 % من المواطنين؛ تعيش هذه الأقلية فى مساحة 600 ألف كيلومتر وهو أقليم من 9 أقاليم بالدولة – وهذه الأقاليم مقسمة على أسس عرقية- يعيشون على الزراعة وتربية الماشية .

الموقع الجغرافي للأقليم وأهميتة


تجاور الأورميا حدودها الغربية مع السودان والشعوب النيلية، وشرقاً الصومال وكينيا وجيبوتى.

ويتفق المتابعين على أن الحكومة الأثيوبية تستهدف قبائل الأورموريا وذلك لأسباب منها  - الخوف من الكثافة السكانية وتمسك هذه القومية بمبدأ حق تقرير المصير والاستقلال عن أثيوبيا، كما أن غالبية الأورموريا ديانتهم الإسلام.

ويعانى الإقليم من الإضطهاد منذ عام 1870 حيث كان عدد السكان 10 مليون نسمة وإنخفض إلى النصف بسبب عمليات القتل فى أقل من 30 عام ، وتم ضم الإقليم إلى أثيوبيا عام 1913 فى عصر الإمبراطور منليك.

 
ويطالب سكان "الأورميا" بحق تقرير المصير والإنفصال عن أثيوبيا، وتقود حركة الإنفصال جبهة تحرير الأورمو والتى تأسست عام 1973 و تستخدم هذه الجبهة السلاح والضغوط السياسية الخارجية للضغط على الحكومة الأثيوبية. ولكن أديس بابا تتعامل مع الأمر باللين تارة عن طريق وعود لا تنفذ أو القمع والقتل تارة أخرى.

واللافت للنظر أن الأورميا لم تندمج مع الأثيونيين على الرغم  من مرور أكثر من مائة عام فإلى الآن لا يدخلون المدارس الأثيوبية ولا يحتكمون إلى القضاء الأثيوبى، فهذا الإقليم دولة داخل دولة.

كثيراً ما تشهد أثيوبيا احتجاجات لقبائل الأومريا احتجاجاً على أوضاعهم التى تعتبر مأساوية ومن أكبر الإحتجاجات، الاحتجاج الذى اندلع فى الشهر الماضى فى منطقة " جينكى " وتبعد عن العاصمة بحوالى 50 ميلاً، وسريعاً ما انتقلت الإضرابات والمظاهرات فى أكثر من 125 بلدة، بعد تعامل الشرطة الأثيوبية بعنف مفرط مع المتظاهرين، وتضاربت الأقوال في عدد القتلى من 75 وحتى 125 فى المظاهرات الأخيرة فقط ، وهذا جعل الكثير من منظمات المجتمع الدولى تندد بما يحدث فى الإقليم. حتى أن بعض  العواصم الأوروبية كأسلو وغيرها شهدت مظاهرات من الأثيوبيين تأييداً لمظاهرات الأورميا و تأييداً لمواقفهم .

العلاقات الخارجية

لشعب الأورموريا علاقات دولية جيدة حيث له مكاتب سياسية فى عدد من دل أوروبا و أمريكا و له أذاعة تبث من صوت أمريكا ساعة واحدة يومياً.


العلاقات بمصر


أكد عبد القادر جومى إعلامى من جماعة الأورميا أنهم لم يتجهوا إلى الغرب إلا بعد غياب الدول العربية ومصر خصوصاً، حيث قال " منذ عهد الرئيس عبد الناصر والذى كان يهتم بالدول الإفريقية عامة ودول منبع النيل خاصة ومصر والعرب عامة غائبين عن أثيوبيا وعن القارة الإفريقية. متهماً الإعلام العربى بعدم الاهتمام بالوضع المأساوى للإقليم.


سد النهضة و الإقليم

يعترض أهل الإقليم علي بناء السد والذى يبنى على أراضيهم فقد أعلن "حمادا سوتى" المتحدث باسم جبهة التحرير أن "السد من الناحية الإقتصادية لن يفيد الشعب الإثيوبى كثيراً، كما أكد أن خطة حكومة أديس أبابا للسيطرة على مياة النيل ومنابعة عن طريق بناء السد محذراً أن نهر النيل سيصبح فى السنوات القادمة ستكون قضية حياة أو موت بين دول الحوض" .

الإعلام المصري و القضية

صور الإعلام المصرى أن المظاهرات من أجل سد النهضة وهذا ليس صحيحاً وإنما من أجل الاستقلال والصورة المنتشرة التى بها علم مصر بجوار علم أثيوبيا اللافتة الموجودة فى الخلفية مكتوب عليها ممنوع الوقوف فمن ركب الصورة لا يعرف أن اللغة فى الإقليم هى اللغة الأورومية يسميها أبناؤها (أفان أورومو ) وليست العربية ولا الإنجليزية، كما أن علم مصر فى الصورة لا يمسك به أحد.