عاجل

"جهة سيادية" .. السلعة الأكثر رواجا في سوق البورصة السياسية

تكررت كلمة "جهات سيادية" كثيرا خلال السنة الماضية، واستعادت قوته من جديد خلال فترة الانتخابات البرلمانية وتشكيل القوائم وحتى الانتهاء منها والبدء في تشكيل الائتلافات تحت قببة، البرلمان وارتبط المصطلح كثيرا بقائمة "في حب مصر" منذ بداية تشكيلها، وأثناء تكوين ائتتلاف "دعم مصر"، وجاءت تصريحات النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب عن قائمة " في حب مصر، بعد سقوطه في الانتخابات الداخلية اإئتلاف "دعم مصر" على وكالة المجلس، وإتهامه لـ"جهات سيادية" بالتدخل ونجاح النائي السيد محمود الشريف والنائب علاء عبد المنعم بالانتخابات، ليعيد إلى الأذهان مدى ارتباط هذا المصطله بالعملية السياسية في مصر.

وبدأ مصطلح "جهات سيادية" في العودة للرواج في السوق السياسية، عقب توقف برنامج "جمع مؤنث سالم" للإعلامية ريم ماجد، الذي كان مذاعًا على قناة "أون تي في" وواتهمت الإعلامية "جهة سيادية" بالوقوف وراء قرار وقف البرنامج بالضغط على إدارة القناة، والتي أُارت ضجة إعلامية آئنذاك، وحرب كلامية مع ساويرس مالك القناة والإعلامية ريم ماجد.

ثم بدأ يعود هذا المصطلح وبقوة منذ بداية الصراع بين الأحزاب على تشكيل القوائم الانتخابية لخوض انتخابات البرلمان الحالي، وأتهمت العديد من الأحزاب تحالف "في حب مصر" بأن الجهات السيادية هي التي تقف وراء تشكيله، وكأن أبرزهم تحالف "الوفد المصري"، بعد انسحاب الأحزاب المكون لتحالفه والذهاب إلى تحالف "في حب مصر" منذ بداية ظهوره.

وكذلك السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، خلال حواره مع المحامى خالد أبو بكر عبر برنامج "القاهرة اليوم" المذاع على فضائية "اليوم"، قال إنه تلقى رسالة من بعض الشخصيات المرشحة للبرلمان، لمطالبتهم بالانضمام لقائمة في حب مصر، موضحاً أن الاتصال الذى دار بين المرشحين، وهم من 6 إلى 10 أشخاص، طالبوهم بالانضمام للقائمة وكان نص رسالة "الجهة السيادية" للمرشح: مركب الدولة يجب أن نركب فيها، موضحاً أن جهات سيادية تتدخل فى تشكيل قائمة فى حب مصر، وأجرت اتصالات بالمرشحين للانضمام لها".

وعقب فشل توفيق عكاشة، عضو مجل سالنواب عن دائرة طلخا ونبروه، في حشد أعضاء البرلمان، لتشكيل تحالف قوي من النواب المستقلين، ولم يلب دعوته سوى 3 من الأعضاء آنذاك، خرج عكاشة على الفضائيات، ليطلق عنان لسانه بتصريحات عنتيرية ضد الجميع، ولجأ إلى مصطلح "الجهة السيادية"، رغم استخدامه المتكرر لهذا المصطلح "في الفاضي .. والمليان"، لكن هذه المرة، بدا على تعبيرات وجهه الجدية، والصراحة في القول، متهما أعضاء تحالف "دعم مصر" بتلقي اتصالات من جهات أمنية، وقال إن أكثر من 140 نائبًا في ائتلاف "دعم مصر" تلقوا اتصالات من الجهات الأمنية لحضور اجتماعات معهم.

ونعود لتشكيل قائمة "في حب مصر"، ولكن هذه المرة يأتي الإتهام من الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2012، ورئيس حزب الحركة الوطنية، بقوله إن هناك جهات سيادية تدعم القائمة، وأن الدولة شاركت فى تشكيل القائمة، معتبرًا أن الأمر لا يرسخ لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين والقوائم الانتخابية الأخرى.

" كما ذكر اللواء بدوى عبد اللطيف هلال، النائب عن حزب الوفد، بدائرة ميت غمر بالدقهلية، إن حزب الوفد وقع على وثيقة الانضمام لائتلاف دعم الدولة المصرية، لكنه غير مقتنع بالوثيقة، وقال نصا: "أجهزة أمنية بعثت لنا رسائل عشان ننضم لائتلاف دعم الدولة".

وتعد تصريحات الناشط حازم عبدالعظيم، والتي نشرت في مقال له، هي الأبرز رغم تردد الكلمة على ألسنة الكثيرين، مؤكدا أن إجتماعات قائمة "في حب مصر" كانت تعقد في مقر المخابرات العامة، وبتكليف من جهات سيادية لمسانندة الرئيس السيسي.

خبر في صورة