عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • 39 عامًا على «انتفاضة الخبز» ويبقى البطل «الشعب».. السادات وصفها بثورة «الحرامية».. والمواطنون انتفضوا لرفع الدعم عن السلع الاستراتيجية

39 عامًا على «انتفاضة الخبز» ويبقى البطل «الشعب».. السادات وصفها بثورة «الحرامية».. والمواطنون انتفضوا لرفع الدعم عن السلع الاستراتيجية

صورة أرشيفية

قبل 39 عامًا من اليوم، وتحديدًا في 17 يناير 1977 أعلن عبد المنعم القيسوني، نائب رئيس الوزراء ورئيس المجموعة الاقتصادية، أمام مجلس الشعب، قيام الحكومة باتخاذ مجموعة من القرارات الاقتصادية “الحاسمة والضرورية” التي تهدف إلى خفض العجز في ميزان المدفوعات، وذلك تحت ضغط الصندوق والبنك الدوليين، ومن أجل توقيع إتفاق معهما. كانت المحصلة الرئيسية لهذه القرارات هي تحميل الفقراء من المصريين أعباء مالية تقترب من 500 مليون جنيه سنويًا، تدفع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على شكل زيادة في أسعار جميع السلع الضرورية.

وعلى الفور، حدثت زيادة مباشرة في أسعار الخبز والسجائر البنزين والبوتاجاز والسكر والدقيق الفاخر والذرة والسمسم والحلاوة الطحينية والفاصوليا واللحوم المذبوحة والشاي والأرز والمنسوجات والملبوسات بنسب تتراوح ما بين 30% إلى 50%.

وأشعل القرار الذي مسّ السلع الرئيسية والاستراتيجية للمواطنين، الغضب الجماهيري في كل اتجاه على مدار يومين كاملين وبامتداد جميع المدن الرئيسية في مصر، مسببًا ذعرًا هائلاً داخل أروقة حكومة الرئيس السادات، اضطرها إلى التراجع السريع عن جميع قراراتها، واتخاذ مجموعة من التدابير تجاه الاحتجاجات التي انتشرت بكافة ربوع البلاد.

استمرت الانتفاضة يومي 18 و 19 يناير وفي 19 يناير خرجت الصحف الثلاثة الكبري في مصر تتحدث عن مخطط شيوعي لاحداث بلبلة واضطرابات في مصر وقلب نظام الحكم وقامت الشرطة بالقاء القبض علي الكثير من النشطاء وزاد العنف في ذلك اليوم ثم اعلن في نشرة أخبار الثانية والنصف عن الغاء القرارات الاقتصادية ونزل الجيش المصري لمنع المظاهرات واعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساء حتي السادسة صباحًا.

وتم زج الآلاف في السجون المصرية بتهم المشاركة بأحداث الشغب أو الإنتماء لتنظيم شيوعي (ضمت القائمة أربعة تنظيمات)، وكان من ضمن المعتقلين عددا كبيرا من رجال القانون والمحاماة والكتاب والفنانين، وتوزعو على سجون طرة وسجن الإستئناف (باب الخلق) وسجن أبو زعبل.

وبرز خلال تلك الاحتجاجات عدد من كوادر عمال حرير حلوان والترسانة البحرية بالإسكندرية وطلاب هندسة عين شمس، ومئات الألوف غيرهم من العمال والطلبة، الذين رفضوا الرضوخ لقرارات الحكومة، وخاضوا بشرف لعدة ساعات حاسمة في يومي 18 و19 يناير نضالًا متواصلًا ضد الحكومة.

ورفعت المظاهرات شعارات أبرزها، «ياساكنين القصور الفقرا عايشين في قبور.. ياحاكمنا في عابدين فين الحق وفين الدين.. سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه.. عبد الناصر ياما قال خللوا بالكم م العمال.. هو بيلبس آخر موضة واحنا بنسكن عشرة ف أوضة.. بالطول بالعرض حنجيب ممدوح الأرض.. لا اله الا الله السادات عدو الله».

من جانبه، وصف الرئيس السادات احتجاجات 18 و19 يناير بثورة «الحرامية»، وذلك في أعقاب انتهاءها.