قفزت أسعار النفط العالمية 12 % فى ختام تعامات اليوم الأخير من الأسبوع الماضى فى بورصة نيويورك و 11 % أو ما يعادل 3.3 دولار فى فى بورصة لندن فى أعلى زيادة يومية منذ سبع سنوات بعد ظهور تقرير أكد أن منظمة أوبك قد توافق أخيرًا على خفض الإنتاج لتقليل تخمة الإمدادات العالمية مما يساعد على رفع الأسعار من جديد.

وذكرت وكالة رويترز، أن أسعار بترول خام برنت هبطت 2% كمتوسط لتعاملات أيام الأسبوع الماضى لتنزل إلى 33.36 دولار للبرميل وكذلك أسعار الخام الأمريكى تراجعت بأكثر من 4.7 % خلال نفس الأسبوع لتنخفض إلى 26.05 دولار للبرميل لتسجل أدنى مستوى منذ عام 2003.

وجاء فى تقرير لشركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، أن شركات الحفر أزالت 28 حفارًا نفطيًا فى الأسبوع المنتهى فى 12 فبراير لينخفض إجمالى عدد الحفارات إلى 439 للأسبوع الثامن على التوالى ليصل إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2010 مع مواصلة الشركات خفض الإنفاق بسبب انهيار أسعار النفط باستمرار ليصل عدد الحفارات النفطية قيد التشغيل 1056 حفارا .

وتعرضت أسعار البترول لخسائر حادة وهوت 75 % منذ منتصف 2014 وحنى الآن لتنزل إلى أدنى مستوياتها منذ 13 عاما لدرجة أنه بات من المتوقع أن تبدأ الاسعار فى الانتعاش عاجلا أو آجلا إذا فرضت قيود على الإنتاج أو نتعش الطلب ولاسيما من الدول الكبرى المستهلكة للطاقة مثل الصين.

ومع ذلك يشعر العديد من الهيئات الرسمية بالتشاؤم فقد خفض البنك المركزى الروسى مؤخرا توقعاته لمتوسط سعر النفط للعام الحالى إلى 35 دولارا للبرميل بالمقارنة مع 50 دولارا للبرميل فى توقعاته العام الماضى وإن كان كوميرتس بنك الذى مقره فرانكفورت يتوقع انخفاض إنتاج النفط الامريكى على وجه الخصوص مما سيدفع سعر النفط للصعود عائدا إلى 50 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الحالى . 

وإذا كانت أسعار خام برنت القياسى العالمى لم تتجاوز مستوى 39 دولارا للبرميل منذ بداية العام وحتى الآن وظلت إلى حد كبير أقل من 35 دولارا للبرميل فإن شركة البترول الكويتية العالمية أكد فى بداية هذا الأسبوع أن أسعار النفط قد تتراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل بمنتصف عام 2017 وقد تتراوح بين 60 و80 دولارا للبرميل خلال ثلاث سنوات .

ومن ناحية أخرى، نقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن ركن الدين جوادى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية قوله "خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة سيجرى تحميل أربعة ملايين برميل من النفط الخام على ثلاث ناقلات متجهة إلى أوروبا منها مليونا برميل خاصة بشركة توتال الفرنسية ومليونا برميل ستشتريها شركتان فى روسيا واسبانيا وهذا يعنى أن المعروض من البترول سيظل فى ارتفاع مما سيقضى على آمال عودة الأسعار المرتفعة للبترول على الأجل القريب على الأقل.

وقال وزير النفط الفنزويلى إيولوخيو ديل بينو الذى زار روسيا والسعودية مؤخرا ضمن جولة شملت دولا أخرى لحشد الدعم من منتجين أعضاء فى منظمة أوبك وخارجه "نحن نسير فى مسار جيد جدا جدا جد إن بلاده تمضى فى المسار الصحيح إلى إجراء من جانب منتجى النفط لرفع أسعار الطاقة المنخفضة غير أنه لم يكشف عن تفاصيل." 

واقترح أيضا ديل بينو الذى يرأس شركة النفط الحكومية PDVSA تجميد الإنتاج عند المستويات الحالية وذلك أثناء جولته فى الدول المنتجة للبترول هذا الشهر فى محاولة منه لمعالجة المعروض الضخم من البترول على مستوى العالم والعمل على رفع الأسعار مرة أخرى.