أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جوده مجددا أهمية الإسراع في التوصل إلى حل سياسي يضمن وقف نزيف الدماء ، ويحافظ على أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية ، وكرامة شعبها بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري. وأشار جوده ، خلال لقائه اليوم الاثنين مع وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس، إلى الانعكاسات الانسانية للأزمة السورية على الأردن من خلال استقباله حوالي 550 ألف سوري على أراضيه وتقديم الخدمات لهم والعبء الكبير الذي يتحمله في هذا الإطار خاصة في ظل محدودية موارده ، معربا عن تقديره لهولندا وللاتحاد الاوروبي على دعمه للأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء دوره الإنساني. وبحث الجانبان جهود إحياء مفاوضات السلام خاصة الجهود والزيارات المستمرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتي يدعمها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وجميع الشركاء. وعرض جوده التحركات الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني لإعادة إحياء مفاوضات جادة وفاعلة ومحددة بسقف زمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تفضي إلى تجسيد حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة لعملية السلام ، معربا عن تقديره لجهود هولندا والاتحاد الأوروبي المبذولة في هذا الإطار. ومن جهته، أكد تيمرمانس دعم هولندا وتقديرها للجهود التي يقودها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والحرص على استمرار التنسيق والتشاور مع الأردن حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد بالدور الإنساني المهم الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم وتحمل الأعباء الكبيرة المترتبة على ذلك وجهود الملك عبدالله الثاني للتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية. وقال جوده ، في تصريح صحفي عقب اللقاء ، "إننا أجرينا مباحثات مثمرة وناجحة اليوم مبنية على العلاقات الممتازة بين الأردن وهولندا" ..مشيرا إلى أن اللقاء يأتي في اطار التشاور السياسي المستمر والمتفق عليه بين البلدين منذ عدة سنوات ،ودائما ندعم بعضنا البعض في المنتديات والمنظمات الدولية. وبدوره ، اعتبر تيمرمانس أن الأردن يعتبر مثالا ونموذجا على مستوى المنطقة في إدارته للتغيير والحفاظ على استقراره في بيئة غير مستقرة .. داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته في مساعدة الأردن للاستمرار بأداء دوره الانساني المتمثل باستضافة اللاجئين السوريين. وأكد الجانبان أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وتشجيع فرص التعاون بين رجال الاعمال في كلا البلدين بما في ذلك عقد لقاءات مشتركة لهم في لاهاي وعمان وتشجيع السياحة البينية. وجرى خلال اللقاء التطرق إلى برامج التعاون الفني والتقني بين البلدين والخبرات التي يمكن لبرامج التعاون الهولندية تقديمها للأردن في مختلف المجالات خاصة في قطاعات المياه والطاقة المتجددة ، إضافة إلى دور هولندا في دعم مفاوضات الأردن مع الاتحاد الأوروبي حول قضايا تسهيل الحركة واقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين. كما تم بحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الاقليمية في المنطقة وعلى رأسها جهود احياء مفاوضات السلام والأزمة السورية.