عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • الدكتور محمد سعد الأزهري يكتب: عن التحرش الجنسى بالأطفال أتحدّث (1)

الدكتور محمد سعد الأزهري يكتب: عن التحرش الجنسى بالأطفال أتحدّث (1)

الشيخ محمد سعد الأزهري

صيحة نذير

الذى يتعرض للتحرش وهو صغير يصاب بما يُسمى بالإفاقة الجنسية المبكّرة ويصل به الحال لكى يكون لديه نشاط جنسى زائد عن سنّه، ويتبع ذلك ظهور سلوكيات سيئة منه لا حباً فى الجنس وإنما محاكاة لما تم معه وقد يتحوّل هو بنفسه لمتحرّش صغير، وتظهر عليه بعض الأعراض والتى تعتبر اضطرابات ناتجة عما حدث معه ومنها التبول اللإرادى أكل الأظافر، الشرود، اضطراب النوم، التراجع الدراسى الشديد، كثرة الكوابيس والقيام مفزوعاً من النوم، وهذه الأعراض قد يصاب بها الطفل كلها أو بواحد منها، ومطالب من الأسرة أن تنتبه جيداً لأولادها فلا تتركهم مع الغرباء ولا العاملين كسائق البيت أو الخادمة لفترات طويلة، بل لا مع الأقارب سواء كانوا صغاراً أو كباراً إلا إذا كان معروفاً عن هذا القريب حُسن سيرته واستقامته، فقد يُصاب أحد الأقارب مثلاً بانحراف سلوكى دون أن تدرى العائلة بذلك فيحمل الأطفال على فخذه ثم يضعهم على حجره ويمارس معهم الجنس بطريقة غير مباشرة وأحياناً الطفل يشعر بلذة - غير جنسية - ويريد أن يجربها مرات أخرى، المقصود هو الانتباه الشديد لذلك.

وأحياناً عندما ينفرد المتحرش بالطفل فإنه يستخدم عدة طرق للإغواء أو الايقاع للطفل فى هذا السلوك الشاذ منها التخويف والتهديد بالضرب أو القتل أو وضع شيء حاد فى الأُذن مثلاً أو يستخدم الحلوى ومشاهدة الصور والإنترنت عن طريق الموبايل أو ما شابه ذلك، وأحياناً الطفل بنفسه يكون من هواة التجربة لكل جديد!
وأغلب الذين يقومون بالتحرّش من الكبار قد مروا بتجربة قاسية عليهم وهم صغار ولم يجدوا من يخفف عنهم أثرها فظلت مكبوتة داخله حتى حولته إلى إنسان مضطرب فى هذا الباب.

ونصيحتى لكل أب أو أم ، لابد من وجود علاقة حميمية بينكم وبين الأولاد ، ومن أهمها جعل الأطفال يحكون عن تجاربهم اليومية ومشاكلهم وأوقات سعادتهم وهم يجلسون مثلاً على الغداء أو فى جلسة خاصة بين الطفل وأحد أبويه دون أن يكون ذلك عن طريق إلزام الطفل بالكلام وإنما عن طريق ملاعبته وملاطفته وإشعاره بالأمان، وعندما يخبر الطفل أبويه بخطأ وقع فيه فلا ينبغى لهما أن يتعاملان معه بقسوة أو الرد عليه بطريقة منفرة لأنه قد لا يخبركما مرة أخرى بما يحدث له وبالتالى إذا مر بتجربة التحرش سيخشى الإخبار بها لئلا يُعاقب أو يُعنّف من أحد أبويه أو كلاهما.

ومن المهم كذلك التأكيد على الأطفال بعدم اقتراب الغرباء ولا الأقارب من منطقة العورات ولا القريب منها ويتم إخبارهم بشكل لطيف والتنبيه الأشد يكون للبنات خصوصاً أصحاب الأجسام الأكبر فى السن الصغير.

ومن المهم كذلك التعامل مع هذا الموضوع بعناية فائقة لأنه من أهم الأسباب التى تصيب الأطفال فى المستقبل بالخلل السلوكى والاضطراب النفسى مما ينتج عنه شاب أو شابة منكسرة ومحطّمة فى المستقبل دون أن نعرف سبب ذلك!

وأنا على سبيل المثال فى الأيام السابقة أرسل لى عدد -يخوّف- من الشباب والفتيات حوادث متنوعة قد حدثت لهم فى صغرهم سواء من الأقارب أو أو غيرهم تركت فيهم ندوباً وشروخاً لم يفلح طول الوقت فى علاجها ولا فى تقليل آثارها خصوصاً بعد ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها الضخم ووجود أسباب الوقوع فى المحرمات مع قلة المعين على الاستقامة، وبعض هؤلاء يرفض الزواج بالكلية وبعضهم ما زال يمارس التحرش وبعضهم واقع فى عمل آل لوط وأمّا البنات فحكايتهم حكاية فعلاً ويحتاجون إلى علاج سلوكى ونفسى سريع .

هذه صيحة نذير أحببت أن أختصر قدر الإمكان فى بيانها لكم حتى يصير الجميع على بينة من أمره فأطفالنا أمانة فى أعناقنا ، تابعوهم جيداً ولكن دون ضغط وجالسوهم واسمعوهم وافهموهم ولا تحولوهم إلي كائنات تسمع وتطيع وإلا فالعقوبات جاهزة!!

ولا تكن علاقتكم بهم طعام وشراب وملابس وتعليم وصحة، فهذه مع أهميتها لا تساوى شيئاً أمام غرس القيم فيهم وتذكيرهم بالله وبث روح الثقة وتحميلهم بعض المسئوليات الصغيرة والتعامل معهم برفق والصبر على تصرفاتهم الخرقاء ، فإن من يزرع إهمالاً سيجنى ضياعاً، ومن يزرع شوكاً سيجنى خدوشاً مدى الحياة ، فلينظر كل منا ماذا يزرع؟