حذرت سلطات مكافحة الفيضان الصينية من احتمالات تعرض البلاد لفيضانات هذا الصيف خاصة وإن كل الظواهر بدءا من أحوال الطقس إلى العوامل الهيدرولوجية تشبه الى حد كبير العام 1998 عندما ادت شدة الفيضانات الناتجة عن ظاهرة النينو إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص على الاقل وتسببت فى اضرار لنحو 220 مليون آخرين فى أنحاء البلاد.
وحذر ليو نينغ نائب وزير الموارد المائية، في اجتماع عقد في مدينة ووهان بمقاطعة هوبى، أنه وبسبب ما تعانية المنطقة حاليا من حدة ظاهرة النينو فإن هناك احتمالا قويا بأن الفيضانات ستضرب الروافد الوسطى والسفلى من نهر اليانغتسى أطول انهار الصين وثالث أطول نهر فى العالم.
وقال نينغ إن ظاهرة النينو التى بدأت فى الظهور فى المنطقة مرة اخرى في شهر سبتمبر الماضى ومن المتوقع أن تنتهى في شهر مايو تعد الاطول والاكثر دواما والاقوى من ناحية التذبذب منذ العام 1951، مشيرا الى انها تضاهى إلى حد بعيد النينو الذي نتج عنه الفيضانات الكارثية فى العام 1998.
ووفقا لتقارير صادرة عن مكتب الإغاثة والسيطرة على الفيضانات والجفاف فى نهر اليانغتسى ونشرت اليوم السبت بصحيفة "تشاينا دايلى" الصينية، فإنه بسبب هطول كمية أكبر من الأمطار فى فصل الربيع هذا العام مقارنة مع الأعوام الاخرى السابقة فإن بعض المناطق على طول النهر قد دخلت موسم الفيضان في وقت مبكر مقارنة بالمواسم السابقة حيث إنه عادة ما يبدأ موسم الفيضان في الصين في شهر أبريل ويستمر حتى أكتوبر من كل عام.
وأشارت التقارير إلى أنه إضافة إلى هذا فإن مستوى المياه في بعض الأنهار المتفرعة من اليانغتسى - نهرا شيانغجيانغ وقانجيانغ على سبيل المثال - تجاوز المعدلات المعتادة وتخطى مستويات التحذير في شهر مارس الماضي.
وأظهرت التوقعات الصادرة عن مركز الارصاد الجوية لنهر اليانغتسى أنه مع الوجود القوى لظاهرة النينو فإن هطول الأمطار في الروافد الوسطى والسفلى من النهر ستزداد بنسبة 10 الى 50 % فى شهر مايو القادم كما انه وبدءا من شهر يونيو حتى أغسطس، وهى الشهور التي تعتبر موسما للفيضان في الصين، وسترتفع معدلات هطول الأمطار في أجزاء من المناطق الوسطى بنسب تتراوح ما بين 50 إلى 80 %.
وتحسبا من تلك الكارثة البيئية المحتملة فقد طلبت سلطات مكافحة الفيضانات من الجهات الحكومية وضع خطط تفصيلية للوقاية من الكوارث والإغاثة كما سيتم اتخاذ تدابير أخرى من ضمنها مراقبة درجة تشبع الأرض وتغيرات الطقس بشكل دقيق فضلا عن رفع حالة التأهب التام فى المقاطعات الصينية لاستقبال السيول والأعاصير المحتملة.
يذكر أن النينو هى ظاهرة مناخية تحدث بشكل دوري حيث ترتفع درجات حرارة المياه وسط المحيط الهادئ التي تمتد شرقا نحو أمريكا الشمالية والجنوبية، ثم ينتج عنها ارتفاع لدرجات الحرارة فى العالم.
