دعا الكاتب الأمريكي فريد زكريا لاحتضان أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر بدلا من شن حملات اعتقال ضدهم وإظهارهم في صورة الضحية. ورأى الكاتب - في مقاله بمجلة "تايم "الأمريكية اليوم الجمعة, أن أحد أبرز المخاطر التي تحدق بمصر حاليا يكمن في إقصاء أعضاء الجماعة مرة أخرى واستحضار الصورة النمطية المأخوذة عنها بإنها "ضحية" يتعرض أعضاؤها للاضطهاد والاعتقال والاقصاء ما سيؤدي ببعضهم في النهاية إلى تقرير أن العملية الديمقراطية ليست سوى طريق مسدود . وأوضح أن أهم الهزائم التي منيت بها الجماعات الإرهابية حول العالم لم تكن بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بل جاءت من دول الربيع العربي حينما نزل ملايين العرب إلى الشوارع للتظاهر ضد أنظمتهم المستبدة مطالبين بإعلاء قيم الحرية والعدالة لا لتأسيس دول إسلامية . وقال " ثم أتت الضربة القاسمة للتيار الجهادي بنزول أعضاء جماعة الإخوان المسلمين -أكبر المنظمات الإسلامية في العالم - جنبا إلى جنب المتظاهرين بمصر، مطالبين بإجراء انتخابات لا تطبيق الشريعة ، ما دفع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لاستشعار خطر حقيقي واستنكار انضمام الإخوان للعملية الديقراطية". وأضاف "صحيح أن حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي كانت كارثية بكل المقاييس؛ حيث اعتمد حكم الجماعة على إقصاء شرائح عديدة من المجتمع المصري وراحت تطوع القانون وتتجاوز في استغلاله لخدمة مصالحها، فضلا عن غياب الكفاءات التي أودت بالاقتصاد الوطني إلى الهاوية" . وتابع: لذا كان سيلقى الإخوان لا محالة هزيمة ثقيلة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة مضيفة إلى هزائمهم على الصعيد السياسي والاقتصادي ما كان سيمنح قوى المعارضة الليبرالية والاصلاح في العالم العربي دفعة كبيرة ويبعث برسائل مفادها أن تيار الإسلام السياسي لا يعدو كونه "فكرة رومانسية و خيالية" لكنه بالتأكيد لا يصلح لتولي الحكم, حسبما قال الكاتب.