عاجل

مشيخة الأزهر حائرة بين اعتصام الأساتذة وإضراب الطلاب

الدكتور احمد الطيب

ما إن هدأت الأحداث الأخيرة التى وقعت بالمدينة الجامعية نتيجة إصابة العديد من طلاب المدينة الجامعية بحالات تسمم والتى قرر على إثرها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، إقالة رئيس الجامعة، الدكتور أسامة العبد، نزولا على رغبة طلاب الجامعة، إلى أن جاء لقاء اتحاد طلاب الجامعة برئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، والذى كشف من خلاله عدم وصول الرئاسة ما يفيد إقالة العبد، وهو ما أعاد حالة الغضب المكتوم لدى الطلاب مرة أخرى، للدرجة التى دفعت طلاب الأزهر إلى قرار التصعيد ضد المشيخة والجامعة ما لم يقوم الشيخ الطيب باتخاذ إجراءا فعليا بإقالة الدكتور أسامة العبد الذى مازال يمارس سلطاته داخل الجامعة وكأن شيئا لم يتغير، وهو ما دفع اتحاد طلاب الجامعة باتخاذ إجراءات تصعيدية تبدأ بالإضراب عن الطعام وتصل إلى تعليق الامتحانات المزمع إجراؤها الأيام القادمة، وهو ما سيعلن عنه حال فشل لقاء اتحاد طلاب الجامعة والدكتور إبراهيم هدد، نائب رئيس الجامعة المزمع عقده غدا. وفى السياق ذاته، وتضامنا مع مطالب طلاب الجامعة، دخل العشرات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر في اعتصام مفتوح بمقر مشيخة الأزهر للمطالبة بتنفيذ قرار المجلس الأعلى للأزهر، بإقالة الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة. وتوجه العشرات، ظهر أمس الثلاثاء، إلى مشيخة الأزهر، للقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عقب عودته من إجازة قضاها بمسقط رأسه بالأقصر، لتسجيل اعتراضهم على القواعد والضوابط التى وضعتها لجنة مشكلة بقرار من المجلس الأعلى للأزهر فى اجتماعه 3 أبريل الماضى، والتى يترأسها الدكتور عبد الفتاح الشيخ، رئيس الجامعة الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، وبعضوية الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف السابق، والدكتور حامد أبو طالب، وغيرهم. وتوجه وفد من اساتذة الجامعة، ضم كل من الدكتور محمد مرسى، أستاذ بكلية اللغة العربية، الدكتور الدسوقى العزب، أستاذ بكلية الزراعة، والدكتور أكرم العوضى، الأستاذ بكلية الطب، والدكتور أحمد زايد، الأستاذ بكلية أصول الدين، والدكتور عبد الباسط الطاهر، طب بنين، والدكتور مدحت رمضان، الأستاذ بكلية الطب. وقال الدكتور عبد الباسط صالح، أحد الأساتذة المعتصمين، إن الأساتذة قرروا الدخول في اعتصام احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطالبهم وإعلان المشيخة تنفيذ قرار إقالة الدكتور العبد، إضافة إلى الاستجابة لطلب أعضاء الهيئة بأن يكون "المجمع الانتخابي" للجامعة بالانتخاب، وعدم قصر المشاركة في الانتخابات على أعضاء الهيئة الحاصلين على درجة أستاذ وأستاذ متفرغ فقط من كل كلية. وعلى ضوء تلك الأحداث قرر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إحالة قواعد انتخاب رئيس الجامعة إلى مجلس الجامعة لإبداء الرأي فيها؛ تمهيدًا لإعادة عرضها على المجلس. وقال الدكتور جمال الخشن، أستاذ بكلية الطب، وعضو هيئة التدريس، إن جموع أساتذة جامعة الأزهر ترفض القواعد التى وضعتها المشيخة لانتخابات رئيس جامعة الأزهر، حيث إن القواعد التى وضعتها اللجنة، والتى تقضى بانتخاب رئيس الجامعة من قبل مجمع انتخابى، يتكون من ممثلين لكل كلية، إضافة إلى عميد الكلية أو القائم بأعمال العميد، إذا كان على درجة أستاذ "أى بالتعيين". وقال الخشن، إن مطلبهم الأساسى أن يكون أعضاء المجمع الانتخابى منتخبين من أعضاء هيئة التدريس بالكليات، ومعبرين عنهم وعن آرائهم، مشددا فى الوقت ذاته على أنه ليس لديهم خصومة مع الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة. وأضاف الخشن، إن المجلس الأعلى للأزهر هو الذى يسىء للأزهر، فمن يقول كلاما ثم يخالفه هو الذى يسىء لمؤسسة الأزهر، مضيفا: نريد لائحة للانتخابات أسوة بالجامعات الأخرى إذا أردنا رفعة الجامعة. وانتقد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الذين توجهوا إلى مشيخة الأزهر بعد ظهر اليوم، لتسجيل اعتراضهم على القواعد المنظمة لانتخابات رئيس جامعة الأزهر، المجلس الأعلى للأزهر، مشددين على أنهم ليسوا فى موقف خصومة مع الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة، مؤكدين أنه زميل وأستاذ له احترامه. وأشاروا إلى أن بيان المجلس الأعلى للأزهر الذى ذكر فيه إقالة رئيس الجامعة وأن المنصب خال، ثم يتضح أن الأمر غير صحيح، يعد استخفافا بعقول أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، مشيرين إلى أن ما يذكر عن وجود مؤامرة على الأزهر هو قمة الإساءة للأزهر. ومن جانبه، شرح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لأعضاء وفد أعضاء هيئة التدريس المعترضين على قواعد انتخاب رئيس الجامعة، كواليس اجتماع المجلس الأعلى للأزهر الذى اتخذ فيه قرارا بفتح باب الترشيح على منصب رئيس الجامعة، حيث قال لهم أن الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة، وعده بتقديم استقالته بعد وقوع حادثة التسمم لكنه فوجئ بتراجعه، بل ورفع دعوى فى مجلس الدولة لتمكنه من الاستمرار فى منصبه. ومن المنتظر أن تظهر الأيام القادمة ما قد يطرأ من مستجدات داخل مؤسسة الازهر الشريف، ولكن تبقى حقيقة واحدة راسخة هي أن الأزهر الشريف هوالقلعة الحصينة للإسلام التى لا يمكن أن تسقط أبدا.