حذر وزير البيئة اللبناني ناظم الخوري من مخاطر وصول بلاده الى مرحلة الفراغ القاتل ، مشدداعلى أنه لايمكن البقاء دون حكومة إلى مالا نهاية. ودعا الخوري الذي يعد أبرز مستشاري الرئيس اللبناني ميشال سليمان السياسيين جميع الفرقاء الى تقديم تنازلات والعودة إلى الثوابت وتحديد سقف يعمل الفرقاء تحته لمصلحة وطنهم ، لكنه لفت الى انه لا يرى ذلك لدى أي منهم. وأوضح أن المشكلة تكمن في الفرقاء السياسيين والشروط التعجيزية التي يضعونها ، وعدم نية التنازل عند أي فريق ، وكل واحد يريد ان يربح على الآخر ، وكل هذه الامور تجعل الطريق مسدوداً امام تشكيل حكومة تمثل الجميع. واعتبر في حديث لصحيفة "النهار" اللبنانية اليوم أن ما يحدث في بلاده يتنافى والاصول الديموقراطية وبما يؤكد وجود مأزق في النظام اللبناني يحتم إعادة النظر فيه وحتى الدستور بحاجة الى تعديل وتفسير تلافيا لعشرات الاجتهادات حوله في كل استحقاق تواجهه البلاد فضلا عن انه ليس هناك آلية لحل الازمات في لبنان. وحول علاقة الرئيس سليمان بحزب الله.. قال الخوري إن العلاقة قائمة ومستمرة وليست سيئة لكن الوضع حساس حيث يكرر الرئيس سليمان دعوة حزب الله الى الانسحاب من سوريا بشكل صريح لانه من دعاة سياسة النأي بالنفس ، والحكومة الحالية التي يشكل حزب الله مكونا أساسيا فيها تعتمد هذه السياسة. وطالب الخوري حزب الله بأن يحافظ على الاجماع على دوره كمقاومة وهو ما بدأت تتكون التساؤلات حوله لدى شريحة كبيرة من الشعب اللبناني لا يمكن التنكر لها ومن هنا الدعوة الضرورية لعودة الحزب الى الداخل اللبناني لانه اذا تمكن من ربح الحرب في سوريا والعراق والاردن وكان ضعيفا في لبنان فانه لن يستمر وسيفقد دوره كمقاومة ضد اسرائيل دفاعا عن الارض اللبنانية. ولفت الى أن المتغيرات في المنطقة فرضت أن يصبح لبنان ساحة داخلية للمشاكل العربية وفي السابق كان الخوف محصوراً بالعدو الاسرائيلي لاحداث تفجيرات ومحاولة النيل من حزب الله لكن بدأ الخطر بعد انخراط الحزب بشكل واضح في الصراع السوري الداخلي وفي ظل الانقسام الداخلي الحاد أخذ هذا الانقسام الطابع المذهبي السني الشيعي.