عاش عبد الله محمد، عامل بأحد المصانع، وأحد أهالي مركز الصف بمحافظة الجيزة، حياة مليئة بالمتاعب وسط عمله الشاق، حتى أصيب بمرض الفشل الكلوي، وحدد له الاطباء ثلاث جلسات للغسيل الكلوي يجريها أسبوعيًا، ولم يجد عبدالله أمامه سوى مركز الغسيل الكلوي الوحيد الموجود، بمستشفى الصف المركزي.

فتوجه "عبد الله" إلى مركز الغسيل الكلوي الموجود بالمستشفى، آملاً -كأي مريض- في الشفاء، إلا أنه فوجئ بالوضع المذري لوحدة الغسيل الكلوي، حيث الأجهزة والمعدات الطبية قديمة جدًا، والمباني منهارة ومتهالكة، وهو ما تسبب في تأخر حالته الصحية لدرجة سيئة جدًا.

ومثل "عبد الله"، كباقي أهالي مركز ومدينة الصف الذين يعانون تدهور الخدمات الصحية وعدم نظاقة المستشفى وانتشار القطط والفئران في المستشفى، وهو ما يتسبب في تردي الحالة الصحية للمرضى الذي يراودون المستشفى العام الوحيد، ويدفعهم للجوء لاستغلال الأطباء في العيادات الخاصة، مع ارتفاع تكاليف العلاج.

ويعيش الأهالي هذه المأساة اليومية المتكررة، رُغم وجود مبنى جديد للمستشفى منذ عام 2005 تم الانتهاء منه بتكلفة استثمارات تصل إلى 55 مليون جنيه، إلا أن افتتاحه توقف على "150 متر صرف صحي"، وجدير بالذكر أن المستشفى العام تم انشاؤه منذ عام 1945، وهو ما يجعل مبانيه ضمن المباني "الأثرية"، التي يجب أن يتم تحويلها لمتحف يحكي معاناة المواطنين مع الخدمات السيئة التي لمسها المواطنون بين جنبات المستشفى.

وتتخذ مستشفى الصف المركزي أهميتها من كونها المستشفى العام الوحيد الذي يخدم أبناء مركز ومدينة الصف، ولقربها من طريق "القاهرة – أسيوط" السريع، وطريق "حلوان – الكريمات " الصحراوي، وهي تعتبر طرق موت، فيومياً عليها من الحوادث القاتلة، ولا تجد سيارات الإسعاف إلا هذا المستشفى لنقل المرضى إليه.

وناشد أهالي مركز ومدينة الصف، الدكتور خالد العادلي، محافظ الجيزة والدكتور عادل عدوى  وزير الصحة، بافتتاح المستشفى وتشغيل المبنى الجديد بعد تهالك المستشفى القديم وتحولها لخرابة وصدر لها ثلاث قرارت ازالة، والمستشفى الجديد متوقفة على الصرف الصحي فقط منذ عامين.  

ويضيف أحد أبناء المركز، أن المستشفى الجديد بدأت وزارة الصحة فى العمل به منذ ثمانية أعوام وذلك بعد ضغوط من الأهالي ومطالبات كثيرة، وتم الانتهاء من 95 % منه ولكنها تتوقف حاليًا على الصرف الصحي فقط والذي لن يتكلف سوى بيارة كبيرة تتكلف عشرات الآلاف بالإضافة إلى سيارة كسح لشفط مياه الصرف يوميًا.

 وتساءل "هل يعقل أن مركز به نصف مليون نسمة و400 حالة فشل كلوى ولا يوجد به مستشفى تعالج أهاليه؟!" ، مؤكدا أنهم تواصلوا مع المسؤولين بوزارة الصحة والذين أكدوا أن الأمر في يد إدارة المشروعات والدعم الفني بالوزارة دون تحديد أية مواعيد لإنهائها.