عاجل

الدكتور محمد سعد الأزهرى يكتب: واقعنا الأزرق!

كل من يتابع الصفحة الرئيسية الخاصة بحسابه على الفيس الآن، يُصاب بنوع من الإحباط الشديد بسبب ما يراه من الخوض فى كل ما هو متدنى سواء فى اللغة أو فى الأسلوب، وأصبحت السخرية والاستهزاء والسب واللعن فى كل الأشخاص سواء ساسة أو دُعاة أو مفكرين أو مهنيين أو غير ذلك هى النمط السائد فى الموضوعات، بل أصبح كثير من الذين يُفترض فيهم انهم من أهل الإصلاح لا يتكلمون إلا فيما هو سلبى فى المجتمع وإبراز كل شيء حقير حتى يدللون على صحة ما يذهبون إليه وهو أننا هالكون لا محالة!!

وأصبح الجميع إلا من رحم الله يلبسون ثياب الأستاذ المخضرم فى السياسة مع أن الغالبية تقول الشيىء وعكسه فى منشورين متتاليين!


أمّا حملات التشويه التى تنال الجميع فإنها على قدم وساق ولا تتوقف لحظة، فلم تعد الحكاية عبارة عن خلافٍ فى وجهات النظر وإنما قتل مع سبق الإصرار والترصد وكله لوجه الله الكريم!

وهذا التشويه لا يكتفون أن يكون خاصاً بالأفكار وإنما يُضاف إليه الذمم والأعراض!

مع سلسلة من البذاءات والتى تُلفّ فى حزام لغوى بديع من الألفاظ السوقية والميكرو سوقية!

حتى أصبحت القلوب المريضة تحوم بطبق طائر طوال الليل والنهار لتسقط على أماكن القاذورات لا لتأكل منها وإنما لتضع بيضها الفاسد هناك حتى تستمر الوجبة لأكبر قدر ممكن من الوقت!

وأصبح كل من له أكاونت داخل هذه البيئة يستطيع أن يستطيل على أى إنسان حى أو ميت بلمسة خبيثة فوق كيبورد سقيم!

وكثير من الشباب تضيع أخلاقه والتى كانت أفضل من ذلك بكثير بسبب تجوّله واسترساله مع هذا السقوط الكبير، فلقد عاش الشباب جو غير طبيعى من المزايدات والتلاسن وسمعوا من بعض ممن يثقون فيهم من أصحاب النفوس المريضة والخيالات الكاذبة مجموعة من الألفاظ الحقيرة لإسقاط كل شخص قد يكون له قيمة عند الناس حتى يتساوى الجميع فى استقرارهم فى الوحل!


وأصبحت اللجان الألكترونية هى التى ترفع شأن من لا شأن له وتخفض شأن من له شأن كبير!


هذا غير انشغال الكثير باللايكات والشير بل ووصل السقوط إلى أن بعضهم يعاير الآخر بأنه يغير منه لقلة لايكاته ونُدرة شيراته!!


الخلاصة : عندما تزداد الضحالة ويعلو الصّراخ وتكثُر اللطميات وتبرُز سنابك الدم فى كل مكان ويختفى الكبار ويتقمّص الصّغار دور ليس لهم ولو بعد مائة عام فإن النتيجة الطبيعية اختلاط المفاهيم ونشوء جيل جديد لا يعرف من هو؟ وأين هو؟ وماذا يريد؟


والنتيجة معلومة للجميع! 


والمطلوب : إمّا أن تظل صاحب قيمة لتُبرزها نظرياً وعملياً وإمّا أن تبتعد عن الخوض فيما يخوض فيه الخائضون بل وعدم النظر إلى القاذورات حتى لا تتعوّد عينك على ما يسلب النعمة من قلبك فإن كثرة المساس تُفقد الإحساس، وليس من السهل فى زمن بروز الشهوات وكثرة الشبهات أن يستقر إيمان العبد فترة من الزمن، بل إن ارتفاع المؤشر ونزوله فى سرعة عجيبة يدل على أننا فى زمن الفتن الخطّافة والتى تنزع من يتسوّر بابها لتلقيه فى مكان سحيق!

ملحوظة : هناك حسابات لا بأس بها، نافعة فى أغلبها، ولكننى ما تحدثت عنه أعلاه فشا وعمّ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.