عاجل

مصر تشارك لأول مرة في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات


افتتح نائب رئيس الوزراء الصينى وانغ يانغ، في العاصمة الصينية بكين، اليوم السبت، الدورة الرابعة لمعرض الصين الدولى لتجارة الخدمات (سيفتيس) تحت عنوان "القمة العالمية لتجارة الخدمات"، وذلك بمشاركة مصرية متميزة حيث تمثل مصر فيه وزارة الثقافة وصندوق تنمية الثقافة التابع للوزارة ومركز الحرف التقليدية بالفسطاط والسفارة المصرية ببكين، وذلك في إطار الاحتفال بالعام الثقافى المصرى الصينى 2016.

وأشار وزير التجارة الصينى قاو هو تشينغ في كلمته خلال منتدى لكبار الضيوف وممثلى الحكومات والشركات المشاركة بالمعرض، إلى أن معرض هذا العام يتمحور حول الانفتاح والابتكار والابداع والاندماج، مؤكدا على أن الحكومة الصينية تولى أهمية كبيرة لتجارة الخدمات التي ترى انها تستطيع أن تكون القوة الدافعة للاقتصاد خاصة مع ما تعانيه تجارة السلع من تباطوء بسبب انكماش الاقتصاد العالمى، كما تحدث عن سعى البلاد لتحسين بيئة التجارة الخارجية وتحرير التجارة وتنمية تجارة الخدمات والتجارة الإلكترونية بشكل أكبر مع الاستمرار في برامج الإصلاحات.

ونوه كذلك إلى أن تجارة الخدمات الصينية بلغ حجمها نحو 713 مليار دولار أمريكي في عام 2015 لتصبح بذلك الصين ثانى أكبر دولة في العالم في هذه التجارة بعد الولايات المتحدة.

وتحتل المنتجات المصرية الفنية الجميلة من أعمال الفضة والحلى والمنقوشات على النحاس والمشغولات الخشبية وأعمال الارابيسك والخيامية والزجاج المعشق ومنتجات الخزف جناحا كبيرا في المعرض تبلغ مساحته نحو 50 مترا مربعا.. كما يستضيف الجناح المصرى ثلاثة من الخبراء في صناعة الحلى والمشغولات الخشبية والخيامية حيث يقومون بعقد ورشة عمل يومية طوال فترة المعرض - الذي يمتد حتى يوم الأربعاء القادم- لتعريف الزائرين من الصينيين على طريقة صنع هذه المنتجات التراثية المصرية.

وأكد مجدى عامر سفير مصر لدى الصين في تصريحات ادلى بها إلى مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالصين عقب انتهاء مراسم افتتاح المعرض والمنتدى المقام على هامشه، على أهمية مشاركة مصر في هذا المعرض الخاص بتجارة الخدمات والتي تضم من ضمن مجالاتها المتعددة تجارة الثقافة، حيث أنه يعد أكبر معرض من نوعه ليس فقط في الصين ولكن في العالم اجمع.

وقال أنه بالرغم من أن هذه تعد أول مرة على الإطلاق تشارك فيها مصر في هذا المعرض الضخم إلا إن مصر معتادة على المشاركة من وقت إلى آخر في معرض آخر يقتصر فقط على تجارة الثقافة وذلك في مدينة شينزين في جنوب الصين، مشيرا إلى أن مصر شاركت بالفعل في فعاليات معرض شينزين لهذا العام والتي اقيمت منذ نحو اسبوعين حيث حصل الجناح المصرى فيه على جائزة للتميز.

ونوه السفير المصرى بأهمية معرض اليوم في بكين حيث يوجد به مشاركة محلية ودولية على نطاق أوسع من معرض شينزين، خاصة وانه يتم تنظيمه بالتعاون بين الحكومة الصينية ومنظمة التجارة العالمية.

وأكد على أن مصر تستطيع من خلال مشاركتها في هذا الحدث أن تتعلم كيف يمكن تحويل الثقافة إلى صناعة تدر دخل كبير يمكن أن يسهم في تطوير ونهضة القطاع الثقافى المصرى.. وقال أنه للاسف اننا في مصر حتى الآن مازلنا متمسكين بمفهوم أن الثقافة هي خدمة لا تدر الربح بينما نجد أن هذا المفهوم تغير تماما بالنسبة لاغلب دول العالم فالثقافة حاليا اصبحت صناعة مربحة إلى حد بعيد. 

وأشار في هذا الصدد إلى تجربة الصين التي وصفها بأنها تجربة جديرة بأن نتعلم منها ونحتذى بها.. ففى الصين صناعة الخدمات تشكل نحو 50 في المائة من الدخل القومى، وصناعة الثقافة وحدها تشكل من 15 إلى 20 في المائة من الدخل القومى، وهذا يعنى انها تحولت إلى مصدر دخل كبير للدولة الصينية.. وهو الأمر الذي انعكس بالطبع على التطور الصناعى وزيادة فرص العمل وبالتالى على اقتصاد البلاد.

وأعرب السفير عامرعن امله في أن تشارك مصر في هذا المعرض باستمرار مستقبلا لأنه سيفتح لها سبلا جديدة للتعاون مع الصين.. وقال أنه نظرا لأن هذه هي أول مرة تشارك مصر فيها في المعرض فالمشاركة فقط من الجانب الحكومى ولكن في السنوات القادمة فإنه يعتقد أنه ستكون هناك فرصة لمشاركة القطاع الخاص المصرى كما أن مشاركة الجانب الحكومى لن تقتصر فقط على وزارة الثقافة بل ستمتد لتشمل كذلك وزارات التجارة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة..نظرا لأن صناعة الخدمات مجال واسع ورحب يشمل الكثير من القطاعات.

ومن جانبه أشار مدير مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية المستشار الثقافى للسفارة المصرية لدى الصين الدكتور حسين إبراهيم في تصريحات ل أ.ش.أ، إلى أن مصر حرصت على الاشتراك في المعرض لأنه يقدم فكرة جديدة للثقافة وهى فكرة تجارة الثقافة والتي تدور حول تحويل الثقافة إلى منتج يباع ويشترى.

وقال أن المسئول عن هذا المعرض ليس وزارة الثقافة الصينية ولكن وزارة التجارة ولهذا فإن مشاركة مصر به تعد خطوة جديدة للتعاون بين وزارة الثقافة المصرية وهيئة دعم الثقافة التابعة لوزارة التجارة الصينية حيث يأمل الجانبان أن يكون هذا التعاون هو بداية لمشروعات مستقبلية واعدة بين البلدين في قطاع تجارة الثقافة.

وتحدث حول السرعة التي تمت بها جميع الترتيبات الخاصة بالمشاركة المصرية في المعرض والتي قال انها انجزت في زمن قياسى بفضل التعاون والتنسيق بين جميع الاطراف سواء وزارة الثقافة وصندوق الثقافة في مصر أو السفارة المصرية لدى الصين أو وزارة التجارة الصينية.

وتقدم بالشكر للوزارة الصينية التي قامت بتخفيض كبير في رسوم مشاركة مصر في المعرض حيث تم استثناءها من دفع رسوم حجز الجناح المخصص للعرض وتم الاكتفاء فقط بدفع مصر للرسوم الخاصة بتنظيم الجناح.

كما نوهت المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية هدى جاد الله بأهمية هذا الحدث الثقافى التجارى الخدمى الذي تنظمه وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية بكين بدعم من منظمة التجارة العالمية والاونكتاد ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية وبمشاركة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) ومركز التجارة الدولى التابع للامم المتحدة وغيرها من المنظمات المحلية والاقليمية والدولية.

جدير بالذكر أن المعرض الذي يستضيفه مركز الصين الوطنى للمؤتمرات يقام على مساحة إجمالية تبلغ 50 ألف متر مربع ويشارك فيه الآلاف من العارضين من نحو مائة دولة ومنطقة حول العالم.. والمعرض يعد منصة دولية للتبادلات في تجارة الخدمات بقطاعاتها المختلفة والتي تتضمن الخدمات في قطاع الأعمال وخدمات قطاع الاتصالات وقطاع البناء والهندسة والقطاع المالى وخدمات السياحة والسفر وقطاع الترفيه والثقافة والرياضة وخدمات النقل وقطاع الصحة والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية وقطاع التوزيع والخدمات البيئية وغيرها.


واجتذب هذا المعرض منذ أن عقدت أول دورة له في عام 2012 نحو 391 ألف عميل من نحو 154 دولة ومنطقة من شتى أنحاء العالم، ووصل الحجم الإجمالي للصفقات التي تمت خلال دوراته الثلاث الماضية 220.63 مليار دولار.