رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إنه يتعين على شعوب دول الربيع العربي الأ تفقد إيمانها بثوراتها؛فالأعتقاد بأن التحول من عصور الاستبداد والفساد إلى الديمقراطية الحديثة سيكون يسيرا وسلسا ضرب من ضروب الحماقة حسب وصف المجلة. وذكرت المجلة- في مقال أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة: "من السهل أن تترك الشعوب أنفسها فريسة للاحباط وخيبة الامل حيال ثوراتها نظرا للأزمات المتواصلة التي عاصرتها خلال المراحل الانتقالية، غافلة أن التغيير يتطلب وقتا وأن الاستبداد أعمق من كونه نظام سياسي بل هو نظام اقتصادي واجتماعي وحياتي تمتد جذوره في مختلف مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية. وتابعت قائلة :- "ربما ما يحدث في سوريا ومصر، على وجه الخصوص، دفع بعض المشككين إلى الاعتقاد بإنه يجب أن يعاد النظر حيال الانظمة القديمة التي اسقطتها هذه الثورات، وإنها ربما لم تكن بهذا القدر من السوء كما صورها البعض" وأعتبرت المجلة الأمريكية أن هذا التصور أمر مغلوط ومضلل، فإن فساد هذه الانظمة حقيقة لا يمكن تزييفها، بل وأن توغل وتشعب هذا الفساد داخل أركان الدولة ، يشكل أحد الاسباب الرئيسية للمشاكل التي تواجهها الثورات العربية حاليا،لذا فاستئصاله ستكون عملية شاقة وطويلة تتطلب تضافر جهود الشعب بكافة أطيافه لمحاربته". و أختتمت المجلة مقالها قائلة :- يجب أن يعي ثوار الوطن العربي أن ثوراتهم حجرة الزاوية لعمليات التحول الديمقراطي المرجوة في هذه المنطقة ، وأن الديمقراطيات الأوروبية لم تكن وليدة اللحظة بل استغرقت شعوبها أعواما بل وقرون حتى تكون ما هى عليه الأن.
