عاجل

  • الرئيسية
  • اقتصاد
  • البنك الدولى: جهاز التكييف يجعلك أكثر برودة ويجعل العالم أكثر حرارة

البنك الدولى: جهاز التكييف يجعلك أكثر برودة ويجعل العالم أكثر حرارة


قالت كارين شابيردسون، مدير برامج فى البنك الدولى، إن التبريد والتجميد أساسيان لزيادة إنتاجية العامل وتحسين نتائج التعليم وحفظ الطعام والحد من الفاقد منه والارتقاء بالرعاية الصحية ودعم الطموحات الرقمية للدول (هذا الكمبيوتر الخاص بك يسخن بسرعة شديدة) كل هذا، من تحسين الإنتاجية إلى التعليم فالصحة، أمر حيوى للقضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك فى مختلف أنحاء العالم.

وأضافت شابيردسون فى مقال، نشر على موقع البنك الدولى، أنه تبين أن "الثلاجة لا تعمل فقط على إطالة عمر فواكهك وخضراواتك، بل تسهم أيضا فى رفع درجة حرارة الأرض، ومن المفارقات أن ندرك أنه بينما كنا نسعى إلى سد ثقب طبقة الأوزون خلال العقود الماضية برعاية بروتوكول مونتريال، كنا فى الواقع نزيد من الاحترار العالمى دون أن ندرى".

وتابعت: "لكن الخبر السار أننا نستطيع التحرك إزاء ذلك سريعا، والنتيجة (بالمعنى البيئى) فورية تقريبا، لكن إذا بقينا على ما كنا عليه، فقد نواجه مشاكل كبيرة".

وأكدت أن نجاح بروتوكول مونتريال، من دون شك، قد ساهم فى منع وقوع مشكلة بيئية عالمية وتآكل طبقة الأوزون، وساعد أيضا فى الكفاح ضد تغير المناخ، وبدون بروتوكول مونتريال الذى سيعمل على مدى 25 عاما لوقف إنتاج الكيماويات الضارة واستهلاكها، لكان تغير المناخ الذى يواجه العالم اليوم أسوأ كثيرا، وفقا للكاتبة.

وأضافت أنه بشكل عام، فإن الإنجازات المناخية فى التخلص التدريجى من الكلوروفلوروكربون CFC، وهو مركب عضوى يتألف حصريا من الكلور والفلور والكربون، تعادل ثمانية مليارات طن من ثانى أكسيد الكربون سنويا، لكننا بنظرة إلى الماضى، تعلمنا أن الهيدروفلوروكربون، وهى الكيماويات التى يستعان بها لتحل محل بعض مواد الكلوروفلوروكربون، هى غازات مسببة للاحتباس الحرارى بامتياز. والأسوأ، هو أن استعمالها فى تزايد على المستوى العالمى، نظرا لأنها تعتبر أفضل بديل للكيماويات المستخدمة فى أجهزة التكييف والثلاجات.

وقالت "إن أكثر مركبات الهيدروفلوروكربون إثارة للقلق أقوى بآلاف المرات من ثانى أكسيد الكربون، ولكن، وعلى النقيض من ثانى أكسيد الكربون، فإن مركبات الهيدروفلوروكربون تعلق فى الهواء لفترات أقصر، ما يجعل من الممكن أن نشهد – إذا أزيلت- تغيرا عكسيا فى آثار ارتفاع حرارة الأرض خلال عمر أطفالنا، وعلى العكس، كلما طال عمر ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، طال أمد الانتظار لرؤية آثار إزالة الغاز من الجو، ومن ثم فإن أطفالنا هم الذين سيشهدون النتائج الملموسة".

من دبى إلى فيينا ثم كيجالى وترى شابيردسون أنه مع هول تغير المناخ الذى يواجه العالم بالفعل، من الواضح أنه يتعين تسريع وتيرة العمل من أجل الحد من الهيدروفلوروكربون لتجنب الوصول إلى نقطة الذروة التى يصعب الرجوع عنها. وقد كان هذا محط اهتمام اجتماعات بروتوكول مونتريال التى عقدت مؤخرا فى فيينا بحضور وزراء من مختلف أنحاء العالم مع التركيز على التقليص المرحلى لمركبات الهيدروفلوروكربون.

وتنبأت إحدى الدراسات الأساسية بإمكانية تقليص درجات الحرارة العالمية بنحو نصف درجة مئوية إذا تسنى التخلص من مركبات الهيدروفلوروكربون ووقف الزيادة المرتقبة لها، فنحن نحتاج كل عُشْر درجة يمكن تقليصه.

وتروى الكاتبة أنها حضرت مع العديد من زملائها اجتماعات فيينا التى كانت جزءا من سلسلة بدأت فى نوفمبر الماضى، فى دبى، بهدف محدد يتمثل فى العمل نحو تعديل بروتوكول مونتريال بغية الحد من مركبات الهيدروفلوروكربون.

والتعديل مهم لأنه سيرسل إشارة عالمية واضحة للتحرك، ونظرا لأنها وضعت فى إطار عمل بروتوكول مونتريال، فإنها ستدخل حيز التنفيذ القانونى سريعا.

وقد سلطت المناقشات الضوء على الحاجة إلى المرونة من أجل التصدى لمختلف مواقف الدول، فى الوقت الذى شهدت فيه توافقا قويا بين مختلف الأطراف على التحرك بحسم. سيتخذ القرار الحاسم فى أكتوبر بالعاصمة الرواندية كيجالى.

نعمل بالفعل من أجل هذا ولكن مع ارتفاع تنبؤات الزيادة المتوقعة للهيدروفلوروكربون إلى أعلى مستوياتها فى البلدان النامية (لا عجب، نظرا لأن هذا يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية الاقتصادية)، تؤكد "شابيردسون" أن مجموعة البنك الدولى ليست فى حاجة إلى الانتظار لاتفاق عالمى لكى تبدأ فى تسريع وتيرة العمل على تخفيض معدلات الهيدروفلوروكربون.

وتابعت: "نحن نعمل بالفعل مع بعض الدول من خلال مشاريعنا فى إطار بروتوكول مونتريال لكى نجد المواطن التى يمكن تحقيق التخفيضات فيها والحد من انبعاثات الهيدروفلوروكربون مع إتاحة التكنولوجيا بتكلفة معقولة وبطريقة آمنة.

على سبيل المثال، نعمل مع المصنّعين فى تايلاند لإنتاج أجهزة التكييف الصديقة لطبقة الأوزون فى الوقت الذى نخفض فيه معدلات الهيدروفلوروكربون ونوفر استهلاك الطاقة."

وعلاوة على ذلك، نوهت شابيردسون إلى أن البنك الدولى وبدعم من حكومة كندا، يعكف على تطوير أدوات تستطيع من خلالها فرق البنك أن تحدد وتتعامل مع الفرص الكفيلة بتحقيق "نصر ثلاثى" لتقليص الأوزون، والحد من مركبات الهيدروفلوروكربون، وزيادة كفاءة الطاقة، حيث يشكل التكييف والتبريد جزءا من استثمارات البنك.

واختتمت قائلة: "نحن نعلم أن بروتوكول مونتريال أثمر بالفعل عن نتائج، وقد تلقينا تقارير خلال هذا العام تفيد بأن ثقب طبقة الأوزون قد تقلص بمسطح يعادل مساحة الهند، ومن المتوقع أن يلتئم تماما قبل منتصف القرن، لكن الاحتفال الآن سابق لأوانه: فالتحدى لا يزال هائلا، وسيشهد شهر أكتوبر قرارا سيكون له أثره على مدى أجيال قادمة".