عاجل

  • الرئيسية
  • صحافة وتوك شو
  • "نيو ريبابليك": على أمريكا والقوى الداعمة للمعارضة السورية تحديد هدف واضح لتغيير معادلة القوى على الأرض

"نيو ريبابليك": على أمريكا والقوى الداعمة للمعارضة السورية تحديد هدف واضح لتغيير معادلة القوى على الأرض

صورة أرشيفية

قالت مجلة "نيو ريبابليك" الأمريكية إنه يتعين على الولايات المتحدة والقوى الداعمة للمعارضة السورية تحديد هدف واضح لتغيير معادلة القوى على الأرض حتى يمكن الحديث عن عملية انتقال عبر تفاوض سياسي. ولفتت -في تعليق على موقعها الإلكتروني السبت- إلى أن ما كان يعتبره البعض "دور سوريا" في أدوار الربيع العربي، قد تطور إلى واحدة من أكبر تراجيديات القرن الحادي والعشرين، وأن المعارضة التي كانت ذات يوم سلمية في وجه نظام البعث في سوريا قد باتت مقاومة مسلحة منخرطة في حرب أهلية وحشية أزهقت أرواح نحو 100 ألف إنسان. وقالت إن هذا التصعيد يفرض تهديدا خطيرا ليس على الجوار السوري فقط، ولكن على المجتمع الدولي بفضل وجود السلاح الكيماوي. ورأت أن تردد الولايات المتحدة في التدخل المباشر له ما يبرره في ظل انقسام المعارضة على الأرض، ولكنها حذرت في الوقت ذاته من أن ثمن الإخفاق في تغيير معادلة القوى بين المعارضة والنظام في سوريا قد يكون باهظا؛ ليس فقط على صعيد أعداد الضحايا ولكن أيضا على صعيد الجوار السوري. وأشارت المجلة إلى استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في شن الحرب على شعبه مستعينا على ذلك بقواه العسكرية المدعومة من قبل إيران وحزب الله فيما بات الآن صراعا طائفيا صريحا. ورأت "نيو ريبابليك" أن الأوان قد فات فيما يبدو حتى تمارس الولايات المتحدة نفوذا على الأزمة السورية، مستبعدة أن يتمخض تزويد المعارضة ببعض الكميات الضئيلة من الأسلحة المدمرة عن تغيير كبير في الموقف، في ظل إصرار إيران و "حزب الله" على إبقاء الأسد في السلطة حتى ولو اضطرا في سبيل ذلك إلى استخدام قواتهما الخاصة. ورأت أيضا أن الولايات المتحدة في المقابل تحتاج إلى عمل المزيد للتأكد من أن التزويد بالأسحلة المدمرة قادر على تغيير معادلة القوى، وهو ما يتطلب الاضطلاع الفعلي بإدارة توجيه كافة المساعدات إلى المعارضة. وقالت إن هذه المهمة لن تكون سهلة؛ حيث إنها ستتطلب التنسيق بين كافة مصادر الدعم المتنوعة القادمة من كل من السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وضمان تقديم كافة الأموال و عمليات التدريب والأسلحة والمساعدات الإنسانية عبر طريقة تكاملية تعاونية. وأكدت أنه يجب القول بوضوح أن اضطلاع الإدارة الأمريكية بهذه المهمة، التي تستهدف تغيير الوضع القائم في سوريا عبر تغيير موازين القوى، يتطلب منها استثمارا جديا لوقتها و رصيدها السياسي، مشيرة إلى أن ذلك سيستغرق وقتا ليس محددا في الوقت الراهن. ولفتت "نيو ريبابليك"إلى بعض أوجه الصعوبة التي تكتنف هذه المهمة؛ مشيرة إلى تشرذم المعارضة السورية على الرغم من تشكيل ائتلافا وطنيا سوريا العام الماضي، والأنكى من ذلك، بحسب المجلة، أن اليد الطولى بين جماعات المعارضة هي للجهاديين الذين يتلقون معظم مساعدات الأموال والأسلحة، حتى اللحظة الراهنة على الأقل. في ظل هذه المعطيات، يتعين على الإدارة الأمريكية في مهمتها ضمان وصول كافة المساعدات إلى مجموعات المعارضة غير الطائفية والتي تمثل كافة أطياف المجتمع السوري، وللأسف هذه المجموعات في وضع سيء الآن على نحو يصعب معه تمكنها من استخدام الأسلحة المتطورة قبل مرور وقت طويل من تدريبها على استخدامها. المسألة الأهم هنا هي احتياج الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الداعمة للمعارضة السورية، إلى تحديد هدف واضح، مشيرة إلى أن دعم المعارضة بمساعدات مادية تشمل أسلحة بطريقة أكثر منهجية وتعاونية هو الوسيلة إلى تغيير معادلة القوى على الأرض وهو ما يمثل الطريق الوحيد لتمكين حدوث عملية انتقال عبر تفاوض سياسي. وتابعت المجلة بالقول إن هذا هو الأمل الذي لا يزال بعيدا في الوقت الراهن؛ إذ أن المسألة ليست في تشرذم المعارضة وعدم الوثوق بقدرتها ولكن أيضا الائتلاف الدولي الداعم لهذه المعارضة يجب أن يكون أكثر اتحادا وأن يظهر إصرارا واتساقا في دعم هؤلاء الذين يقاتلون نظام الأسد. وعلى صعيد الحل السياسي، رأت "نيو ريبابليك" أنه حتى حال إمكان الاتفاق على تسوية سلمية، فإنها ستحتاج إلى تنفيذها بالقوة عبر وجود قوى دولية لحفظ السلام. وتساءلت "إذا كان الحل السياسي للأزمة يبدو بعيد المنال، فكيف ستواجه الولايات المتحدة النتائج المرجحة حال سقوط سوريا؟"، قائلة إن الأسد، مهما كان ظنه بنفسه، لن يستمر في السيطرة، وإذا حدث ذلك فسيكون لفترة قصيرة وعلى مناطق محددة، أما الأمر المؤكد فهو أن تقسيم الدولة، وهو تدهور خطير من شأنه تهديد المجتمع الدولي بالكامل. وحذرت في ختام تعليقها من أن استمرار الوضع في التردي من شأنه القضاء على وجود سوريا التي نعرفها.