عاجل

النظام يؤسس كلية جوية مصغرة في أكثر مطاراته العسكرية أمناً

علمت "أورينت نت" من مصدر خاص أن سلاج الجو التابع لقوات الأسد ، أعاد انتاج نسخة مصغرة عن الكلية الجوية، وذلك في "مطار الشعيرات" في ريف حمص، والذي حولته إيران مؤخراً إلى قاعدة عسكرية مركزية لها في المنطقة الوسطى.

وتؤكد المصادر أن مطار الشعيرات يتضمن رقعة جغرافية كافية من ناحية المساحة، حيث يعمد النظام على استغلاله نظراً إلى بعده النسبي عن مناطق الاشتباك مع الفصائل الثورية وحتى مع تنظيم "الدولة الإسيلامية" ( داعش)، بهدف تنفيذ عملية التدريب الجوي، التي تحتاج إلى منطقة آمنة ومستقرة لتدريب الطيارين الجدد جواً.

وهنا ننشر خارطة الكليات الجوية الرئيسية التي كانت تتوزع في سوريا قبل الثورة.
 1- كلية "كويرس" (رسم العبود) أو قاعدة "جميل الزغبي" الجوية، وهي مركز الكلية الجوية وفيها قيادة الكلية والمعاهد الثلاث الجوي والملاحي والفني، بالإضافة إلى المدرسة الفنية الجوية، ومن هذا المطار كانت تتم حفلات تخريج دفعات الكلية الجوية، وكان مخصصاً للطيران النفاث وطائرات التدريب الصغيرة.
2- مطار الجراح /كشيش/ الذي يقع على الكتف الغربي لبحيرة سد الفرات، وإلى الشرق من مطار كويرس ب40كم، وكان مخصصاً للطيران النفاث.
3- مطار "منغ" شمال حلب بحدود 40 كم جنوب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، وهو مخصص للطائرات التدريبية الصغيرة والمروحيات.
4- مطار النيرب الذي كان قسم منه يتبع للكلية الجوية ومخصص للحوامات، وأيضاً للطيران النفاث عند الضرورة وأثناء تخريج دفعات الكلية الجوية.

مطارات الكلية الجوية أثناء الثورة

كانت مطارات الكلية الجوية في طليعة مطارات القوى الجوية في المشاركة بقمع ثورة الشعب السوري، بقيادة مدير الكلية الجوية السابق اللواء الطيار "مصطفى فارس"، ومن ثم  المدير الحالي اللواء الطيار "منذر زمام"، عبر عن إرسال الطائرات التي تقصف المناطق الثائرة بمختلف أنواع الأسلحة التي تستطيع حملها طائرات الكلية الجوية بمختلف أنواعها " ل39الباتروس/ من مطارات /كويرس+الجراح+النيرب/، وحوامات mi-8من مطاري /النيرب ومنغ/، والتي ارتكبت مجازر عديدة بهذه الطائرات في حلب وادلب وريف الرقة الغربي والشمالي، وكانت باكورة المجازر مجزرة صلاح الدين بتاريخ 28/7/2012 والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين ومئات الجرحى، إلى جانب أن عدة طائرات ومروحيات للنظام سقطت من الكلية الجوية في هذه الأرياف وقتل العديد من الطيارين المشاركين.

وكانت الكلية الجوية تمتلك حوالي 96 طائرة من طراز ل39، تم  اسقاط و تدمير ثلثها جواً وتدميرها على الأرض، نتيجة قصف الثوار لها، وخسارة قسم كبير منها في مطار الجراح أثناء سقوطه بيد الثوار بتاريخ 12/2/2013، بالإضافة إلى سربين حوامات طراز mi-8 تم إسقاط أو إعطاب أو تدمير معظمها وخاصة أثناء سقوط مطار منغ في 6/8/2013.

وقد انشق عدد كبير جداً من الطيارين "المدربين السنة"، وتم زج قسم منهم في المعتقلات فضلاً عن قتل عدد كبير من الطيارين المدربين  العلويين نتيجة اسقاطهم او اغتيالهم أو خلال سقوط  مطاري الجراح  و منغ.

وقد توقف التدريب الجوي و تخريج دفعات جديدة من الطيارين من مطارات الكلية الجوية خلال السنوات الأربع الأخيرة، أي منذ  ربيع عام 2013، وذلك بعد  أن سقط مطار الجراح العسكري التابع للكلية الجوية بتاريخ 12/2/2013 ، ومن ثم اطباق الثوار الحصار على مطار "كويرس"  بشكل شبه كامل، وأيضاً محاصرة مطار "النيرب" نارياً،وسقوط مطار منغ في 6 /8/2013، وبالتالي توقفت عملية  التدريب الجوي وتخريج دفعات جديدة من الطيارين الجدد لرفد أسراب القوى الجوية للنظام.

وخلال فترة حصار الكلية الجوية عمد النظام إلى تخريج دورات الطلاب الضباط الثلاث الذين كانوا متواجدين في الكلية الجوية على ثلاث دفعات، بين الدفعة والأخرى ستة أشهر، ومنحهم رتبة ملازم  طيار، دون أن يكونوا قد أكملو برامج تدريبهم الجوية، ليتم زجهم على جبهات مطارات الكلية الجوية وخاصة مطاري كويرس والنيرب من أجل الدفاع عن هذين المطارين، وقد قتل منهم  العشرات خلال السنوات الثلاث الماضية وخاصة عام 2015 أثناء محاولة اقتحام المطار من قبل تنظيم "الدولة" وأثناء فك الطوق عن المطار.

مطار كويرس

وبعد أن تم فك الحصار عن مطار كويرس بتاريخ10/11/2015  تم  إعطاء استراحات طويلة لجميع الضباط الطيارين الصغار الذين لم يكملوا برامجهم خلال السنوات الثلاث السابقة، ومن ثم  تم  إعادة تأهيلهم صحياً ونفسياً وبدنياً من خلال دورات خاصة ثم  تمت اعادة تأهيلهم علمياً واعادة الدورات النظرية لهم على الطائرة "ل39 " في مطار الشعيرات، ليتم بعد ذلك البدء بالتدريب الجوي لقسم صغير منهم ، وخلال الشهر تموز الماضي وبعد تأمين عدد جيد من الطيارين المدربين والطائرات انطلقت عملية تدريبية سريعة لتجهيز الطيارين على الطائرة نهاراً وليلاً.

وبالتزامن مع إعادة تأهيل الطيارين تم تشكيل فرق فنية من الضباط وصف الضباط لإعادة تجهيز الطائرات المخزنة في مطار كويرس، وتجهيز الطائرات المتضررة، ثم نقلها إلى مطار النيرب  وخلال النصف الاول من عام 2016 بدأت ثمار جهود النظام تأتي أكلها بإعادة تجهيز عدد كبير من طائرات الكلية الجوية حيث تم نقل الطائرات الجاهزة تباعاً إلى مطار الشعيرات ( كلما جهزت طائرة يتم نقلها ) دون الأفصاح عن المشروع الرئيسي ، وهو نقل المعهد الجوي من الكلية الجوية إلى مطار الشعيرات الذي يمكن فيه إلى حد ما إجراء عملية التدريب الجوي.

وبالرغم من الصعوبات اللوجستية انطلقت عملية التدريب الجوي لعدد من طياري النظام الجدد من ذوي الرتب الصغيرة، الذين كانوا محاصرين في كويرس، وقد علم أنه خلال الأيام السابقة تم تجهيز عدد من هؤلاء الطيارين وبات قسم منهم ينفذ الطلعات المنفردة.

والجدير بالذكر أن النظام سيعمد إلى تجهيز معظم هؤلاء الطيارين للطيران على نفس الطائرة (ل39) من أجل تنفيذ القصف الجوي من خلالها، وخاصة ليلاً،  وذلك لأن هذه الطائرة هي الأكثر جاهزية بين طائرات النظام وأن قسم آخر من هؤلاء سيتم فرزهم إلى باقي الأسراب الجوية التي هي بحاجة إلى طيارين جدد وجاهزية طائراتها مقبولة.