عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • المملكة تعظّم شعائر الله.. وتقف بالمرصاد أمام من يحاول المساس بأمن الحج

المملكة تعظّم شعائر الله.. وتقف بالمرصاد أمام من يحاول المساس بأمن الحج

الحجاج يتوجهون من جميع بقاع الأرض إلى المشاعر المقدسة تلبية لنداء الرحمن إلى العالمين، ليتواجد المؤمنون من كل حدب وصوب.. تهفو قلوبهم إلى البيت العتيق.

ومنذ ان أسندت خدمة البيتين للدولة السعودية كان همها الأول هو خدمة الحرمين الشريفين وتيسير رحلة الحج والعمرة، حتى أصبحت هذه الرحلة إلىوم من الرحلات الميسرة واصبح الحجاج يتنافسون في بلادهم للتسجيل ويقترعون في ذلك ويكون سعيدا من كانت له الفرصة. ومنذ تطأ أقدامهم ارض المملكة، وهم في عناية الرحمن، ثم عناية أبناء المملكة..

في مثل هذه الأيام، المملكة تستنفر جهودها، وتجهز الخطط لخدمة ضيوف الرحمن، تنظر إلى حجاج البيت الحرام نظرة واحدة، تقدم للجميع كل التسهيلات والرعاية ليؤدوا الفريضة في يسر وطمأنينة وأمن.

أعمال الخير وأصوات الشر

وأمام الجهود السعودية الكبيرة؛ تظهر أصوات ترغب في تعكير روحانية الحج بإحداث الفوضى بين الحجاج لتحقيق اهداف بعيدة عن الدين، سيئة ومسيئة للإسلام والمسلمين.. وقد اكتشف العالم، وبخاصة العالم الإسلامي، وعلى وجه التحديد جميع المسلمين ممن يزورون هذا البلد الحرام، يرون بأم أعينهم مباشرة ضخامة الخدمات وكبر الجهود، وفي المقابل، رأوا في سنين ماضيات ما الذي يفعله النظام الايراني الخميني وما يريده من أذى للمسلمين.

اكتشف العالم الإسلامي فساد إيران وتصرفاتها الحمقاء، وفي كل مرة تتعامل المملكة مع المواقف الايرانية السلبية بكل حكمة. لكن المملكة العربية السعودية وخلال العقود الزمنية الأربع الماضية كانت مدركة لمخاطر هذه التصرفات التي تهدف قلب الحج من رحلة ايمان وتضرع للرحمن إلى تجمعات غوغائية تهدف بعبارات سياسية جوفاء هدفها أولا وأخير الإساءة إلى شعائر الحج العظيمة، فكان التصميم على الحزم في التعامل مع هكذا مواقف.. رجال الامن السعودي كانوا على أهبة الاستعداد لحماية الحرمين، ورعاية ضيوف الرحمن وحمايتهم من زيغ الشياطين.. مع كل موسم حج تنطلق تهديدات إيرانية لزعزعة امن الحج واحداث الفوضى منها أو من أذناب لها؛ أعلنت وبشكل واضح ولايتها لمرشد ايران وأصبحت تكرر عباراته من خلال ابواقها الدعائية قبل موسم كل حج ونسوا وتناسوا أن للبيت ربا يحميه وان المولى عز وجل قيض من عبادة المخلصين ممن يعملون ليلا نهارا لخدمة ضيوف الرحمن وأصبح الحاج يلمسون كذب هذه الابواق المأجورة لنشر الباطل وتزوير الحقائق في اللحظة الاولى التي تطأ فيها اقدامهم أرض هذه البلاد ليجدوا انفسهم محل الرعاية والاهتمام وما تعمله هذه البلاد سواء على مستوى القيادة او على المستوى الشعبي يعتبروه واجبا اتجاه حجاج البيت الحرام وزوار مسجد نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وذلك في أجواء تعظم فيها شعائر الله واحتفاء بضيوفه الذين جاءوا للبحث عن كرم المولي عز وجل ان يعودوا من رحلة العمر وقد غفر الله ذنوبهم كما يتخلص الثوب الأبيض من الدنس وان يعودوا إلى بلادهم مغفورا لهم؛ وحاملين أجمل الذكريات، مع أعظم هدية وهي نسخة من كتاب الله عز وجل (القران الكريم).

إيران.. تاريخ ملطخ بالعبث والفوضى في البلد الحرام في الزمان الحرام
أو -كما تريد إيران- يعودوا إلى بلادهم وقد تصارعوا وتشاتموا وتعاركوا وتسابوا وذلك لتحقيق اهواء من أراد ان يشيطن الحجاج في اطهر بقاع الأرض. وهذا ما لن تسمح به حكومة المملكة -كما يؤكد قادة المملكة دائماً-. محذرين من اللعب بالمسلمين أو التلاعب بمشاعرهم. وفي الوقت نفسة الدعوة إلى الحرص والانتباه من دعاة الضلال والفوضى، والتفرغ للعبادة. وستبقى رحلة الحج رحلة خير وتآلف وتجاب مادامت تسير وفق نهج الكتاب والسنة وترعاها هذه الايدي المخلصة التي تنتظر الثواب من المولى عز وجل. ويلتقى المسلمون فيها في صعيد واحد متآلفين ومتحابين بعضهم يساعد بعض والأمل يحذوهم في تحقيق المغفرة ورضوان الله وهم يمقتون كل عمل راد ان يفرق الامة وهم في أطهر مكان وأعظم زمان.

ونجد على الجهة الأخرى إن تاريخ إيران في انتهاك حرمة الحرمين الشريفين وإثارة الفوضى بين ضيوف الرحمن ملطخ بالكثير من الأحداث، بل يوجد سجل أسود ملطخ بالأحداث المؤسفة والمخزية التي تتنافى مع قدسية هذه الأماكن وحرمتها وتعظيمها كما اراد المولى عز وجل، والذى يتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية.

استعراض لأعمال إيران الإرهابية

وفيما يلي استعراض لبعض الانتهاكات الإيرانية التي تم رصدها والتعرف عليها.. ففي 21 ذي القعدة 1402 هـ، الموافق سبتمبر 1980 قال بيان صادر عن وزارة الداخلية السعودية: إن مجموعة من الحجاج الإيرانيين تظاهروا أمام المسجد النبوي الشريف ورددوا هتافات بعد صلاة عصر يوم 20/11/1402. وأضاف البيان أن المتظاهرين رفعوا صور الخميني، وتدخلت قوات الأمن ومنعت المسيرة. وفي الأيام التالية جرت محاولات أخرى للتظاهر بالمدينة فرقتها القوات الأمنية السعودية بالحسنى.

• في العام التالي وتحديداً في 7 شوال 1403 هـ الموافق يوليو 1983 زعمت إيران عدم استجابة المملكة للطلبات الإيرانية المتعلقة باتخاذ إجراءات لضمان راحة الحجاج الإيرانيين، وهو زعم كاذب، حيث إنه من المعروف أن المملكة تضع كل إمكانياتها من أجل راحة كل الحجاج.

وحاولت إيران تحويل أداء فريضة الحج إلى أهداف سياسية خاصة ودعائية غوغائية تتعارض مع التعاليم الإسلامية بشأن فريضة الحج، فقد وجد مع بعض الحجاج الإيرانيين أسلحة يدوية وسكاكين مع كميات من المنشورات والبيانات الدعائية للإمام الخميني وفيها مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة. وكذلك قيام بعض هؤلاء بالتظاهر وإطلاق الهتافات بكلمات تتنافى مع كلمات التوحيد ومحاولة دخول المسجد الحرام ببعض الأسلحة النارية الصغيرة وقد ضبطت سلطات الأمن هذه الأسلحة عشرات المرات.

• وفى نفس العام وتحديدا في 24 ذو القعدة 1403 هـ الموافق سبتمبر 1983 عثر مع 21 إيرانياً على منشورات دعائية وصور وشعارات، وتبين أن قدومهم لم يكن بغرض الحج بل لإثارة الشغب والفوضى، وقال بيان لوزارة الداخلية السعودية وقتها: إنه تم اعتقال هؤلاء الأشخاص وصودر ما في حوزتهم من منشورات وصور تمهيدا لإعادتهم إلى بلادهم. وأثبت هذا الحادث أن موسم الحج يشهد تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونها الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج وفعاليات ما يسمى «البراءة من المشركين»، فضلًا عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن.

القتلة حملوا السكاكين والمتفجرات وروعوا الآمنين بالمسيرات الصاخبة والغازات
• استغل النظام الإيراني موسم حج 1407 في توزيع منشورات دعائية في مصلحة طهران، وتشكيل مسيرة صاخبة أشاعت الفوضى والاضطراب بين الحجاج، واصطدمت مسيرة من الحجاج الإيرانيين برجال الأمن السعوديين، مما أسفر عن مصرع 85 سعوديا و275 إيرانيا. وقد قام أفراد من الحرس الثوري الإيراني وبالتنسيق مع الحجاج الإيرانيين بالقيام بمظاهرات في موسم الحج قصدوا منها قتل الحجاج وتدمير الممتلكات وإظهار الحكومة السعودية على أنها حكومة غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج.

في الخامس من ذي الحجة 1407 هـ الموافق 31 يوليو عام 1987 قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج، وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم، فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب، ثم توجهوا إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام آية الله الخميني. فتدخلت قوات الأمن السعودية لتهدئة الوضع، لكن تعنّت الغوغاء أدى إلى حصول مواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين ما أسفر عن مقتل 402 شخص (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجًا من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصًا (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاج من بلدان أخرى. أما الخسائر المادية فكانت عبارة عن إحراق ثلاث سيارات وثلاث دراجات تابعة لرجال الأمن، وتحطيم عشرات السيارات من سيارات الأمن والمواطنين والحجاج.

وقد حمل الحجاج الإيرانيون صور الخميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى كنوع من الخداع للتعمية على الهدف الأصلي، لكنهم هتفوا باسم الخميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي. وكان تحت ملابس الإحرام لحجاج إيران سكاكين وخناجر استعدادًا لاقتحام الحرم، ومبايعة الخميني.

وقد كانت قوات الأمن السعودية تراقب الموقف وتتحلى بضبط النفس وتقف على جانبي طريق المسيرة حاولت منع المواطنين وبقية الحجاج من الاصطدام بالإيرانيين المتظاهرين، حرصا على سلامتهم ودرءا للشرور، فما كان من المتظاهرين إلا أن هاجموا رجال الأمن بالعصي والمدي والحجارة واعتدوا عليهم، وعندها صدرت الأوامر لسلطات الأمن المختصة بالتصدي للمسيرة فورا ورفضها وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.

وقال الشهود وقتها: إن المسيرة الإيرانية كانت تهدف إلى الدخول إلى الحرم الشريف واحتلاله، ولكن المواطنين وقوات الأمن والحجاج منعوها من ذلك بسبب حرصهم على الحفاظ على الحرم وإحباط أي محاولة لتخريب موسم الحج. وامتدت عمليات الشغب الإيرانية من مكة المكرمة إلى السفارتين السعودية والكويتية في طهران، حيث قامت عناصر شغب إيرانية باقتحام السفارتين وخطف دبلوماسيين سعوديين وإحراق وثائق وأثاث في السفارتين. وقد أثار ما حدث في مكة المكرمة من جانب فئة من الحجاج الإيرانيين من أعمال تظاهر وعنف تسبب في وفاة عدد من الأشخاص استياء واستنكار زعماء العالم الإسلامي وشعوبه.

وإثر هذا الحادث قاطعت إيران مواسم الحج في الفترة ما بين1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء الحج.

• لم تمر ثلاث سنوات وتحديدا في 3 ذي الحجة 1406 هـ الموافق أغسطس 1986 حتى تم إيقاف مجموعة من الحجاج الإيرانيين كانت تحمل منشورات وكتبا وصورا دعائية، كما قامت بأعمال تظاهر، وتم التحقيق مع هذه المجموعة ومصادرة ما تحمله من كتب وشعارات ومنشورات وصور.

وبعد أن تم استقبال حجاج إيران من سلطات أمن المطار كما هي العادة بكلِّ عنايةٍ وترحاب بدأت حقائبهم تمرُّ على أجهزة التفتيش الروتينية، واشتبه ضباط الأمن في تلك الحقائب فبدؤوا بتفتيشها؛ ليكتشفوا أن أول حقيبة تناوَلها التفتيش كانت تحتوي على مخزن في أسفلها مليء بمادَّة شديدة الانفجار؛ مما اضطر المسؤولين عن الأمن إلى حجز جميع الحقائب التي بلغ عددها خمسًا وتسعين حقيبة، كلها ذات مخازن سفلية ملبَّسة بمادة التفجير التي بلغ وزنها واحدا وخمسين كيلو جرامًا.

• بعد فشل الخطة التخريبية الإيرانية كان على إيران الاستعانة بأذنابها المغرر بهم، وفي حج عام 1409 هـ الموافق عام 1989 أدى اعتداء إلى مقتل شخص وجرح 16 آخرين في عمل تخريبي قام به مجموعة من الكويتيين الذين كانوا متورطين مع إيران في تلك الحادثة وألقت الشرطة السعودية القبض على 20 من المهتمين وحكم عليهم في 21 سبتمبر 1989. وقد جندت القيادة الإيرانية خلية تعرف بـ «حزب الله الكويت» للقيام بأعمال تفجيرات عبر عدة طرق مؤدية إلى الحرم، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية في السعودية من إسقاطهم ومحاكمتهم بعد اعترافاتهم بضلوع إيران في ذلك.

وقد استخدم المتهمون متفجرات من نوع حربي تي إن تي، حيث قاموا بزرعها وتفجيرها، واتضح انهم قد تلقوا تعليمات من قبل محمد باقر المهدي وبالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية.

• في حج عام 1410هـ وبالتحديد فى التاسع من ذو الحجة عام 1410 هـ الموافق 2 يوليو عام 1990 قام أفراد من تنظيم يعرف بحزب الله الحجاز في الكويت بالتنسيق مع السلطات الإيرانية بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم فى مكة المكرمة وكان فيه الآلاف من الحجاج مما أدى إلى مقتل نحو 1420 من الحجاج وجرح وإصابة العديد من الحجاج في جريمة مرعبة تقشعر لها الأبدان وحصدت العدد الأكبر من الأرواح. معظم هؤلاء كانوا من الإندونيسيين والأتراك، وذلك نتيجة التدافع في النفق خوفا من الاختناق.

• في موسم حج 1436هـ حادث التدافع المفجع الذي أودى بحياة 717 شخصا وإصابة 863 وأفادت تقارير إعلامية بأن بعض الحجاج الإيرانيين هم وراء سبب التدافع، بسبب عدم التزام الحجاج الإيرانيين بتعليمات الأمن في المكان.

ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول أحد مجموعات الحج قوله الحجاج الإيرانيون لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع، ويثبت ذلك ان التجاوزات الإيرانية دائمًا ما تملأ موسم الحج بسبب الترويج لما يطلقون عليه شعارات الثورة الإيرانية الإسلامية.

وقد كشف مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران لإحدى الصحف العربية أن قرابة 300 حاج إيراني خالفوا تعليمات التفويج المحددة مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى، في أول أيام التشريق وقال المسؤول: إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204. وأن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية.

وتشكلت لجنة للتحقيق فى الحادث. غير أن إيران كعادتها حاولت التنصل من المسؤولية، ونظم الإيرانيون والحرس الثوري الإيراني «الباسيج» مظاهرات ادعت سوء إدارة السعودية للحج أمام السفارة السعودية فى طهران.