أكدت صحيفة "غونش" التركية أن الثورة المصرية غيرت توازنات منطقة الشرق الأوسط .. مشيرة إلى ضرورة أن تغير أنقرة من سياستها مع دول الجوار خاصة سوريا وأن تعود إلى مفهوم السياسة الخارجية التقليدية القديمة. وذكرت الصحيفة أن المحور الرئيسي بمنطقة الشرق الأوسط بدأ في التحرك من مكانه بشكل سريع وخطير وأصبحت المملكة العربية السعودية هي العنصر الأكثر أهمية بالمنطقة وخاصة بعد تغيير سياساتها الخارجية مؤخرا بشكل سريع يتوازى مع التغيرات التي تشهدها المنطقة، مشيرة إلى أن تقديم دول الخليج وفي مقدمتها السعودية مساعدات مالية للإدارة الجديدة بمصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي أذهلت العالم. وأوضحت الصحيفة - التي تدعم حزب الحركة القومية المعارض بزعامة دولت بهتشلي - أن زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني بشكل مفاجئ للإدارة المصرية الجديدة تدفع تركيا لضرورة التوجه لإجراء تقييمات متعددة الأوجه لسياساتها. وأكد محللون للصحيفة أهمية ألا تبتعد تركيا عن دولها الصديقة مثل السعودية والإمارات والكويت خاصة في أعقاب بعض التطورات ومنها قيام السعودية بخفض حاد لأعداد الحجاج والمعتمرين الأتراك وهي إشارة سلبية موجهة من السعودية إلى تركيا. وأوضحت الصحيفة أن الثورة المصرية تسببت في خلط الأمور بمنطقة الشرق الأوسط حيث تقوم السعودية وإسرائيل باتخاذ خطوات متتالية ويتابع الجميع عن كثب وبقلق خطوات السياسة التركية المتذبذبة. وأكدت أنه لا يليق بمكانة تركيا أن تبتعد عن مصر الدولة الصديقة بالمنطقة في قفزات سياسية يومية من قبل الحكومة التركية وإلا فقد يتسبب المحور السوري-المصري-الفلسطيني-الإسرائيلي في تطورات وكوارث غير متوقعة لتركيا بالمنطقة.
