عاجل

زجاج السيارة... معايير صارمة تضمن سلامة الركاب

يعتقد كثيرون أنّ زجاج السيارات مثل أيّ نوع آخر من الزجاج المستخدم في المنازل، لكنه في الحقيقة ليس كذلك أبداً، إذ إنه يعمل بشكل مختلف، ويتمّ تصنيعه بطريقة تضمن عدم تطاير القطع الزجاجية الكبيرة منه أثناء الحادث.عند إختراع العربات التي تسير من دون أحصنة، بدأت شركات عدة إستخدام الزجاج لحماية السائقين من الرياح القاسية، لكنها كانت تستعمل الزجاج العادي القياسي الشبيه لزجاج المنازل، الذي لا يوفر حماية كافية للركاب بسبب الحطام المتطاير منه أثناء الحادث، والذي كان يشكل خطراً كبيراً على الركاب.

وبحلول عام 1960، بدأت الشركات المصنّعة للسيارات إدراك أنها تحتاج إلى زجاج، ليس لمجرد الرؤية فقط، بل لتوفير سلامة الركاب أيضاً، وبدأت تضع معايير واضحة لشفافية زجاج النوافذ، وللقوة التي يجب أن يتحمّلها للحفاظ على الركاب داخل السيارة أثناء الحوادث.

أنواع عدة

يتشابه الزجاج بين مختلف أنواع السيارات، ويدخل في تصميمه مع النوافذ المحيطة للركاب من ضمن إعتبارات السلامة. فهو مصمَّم ليس فقط لتوفير رؤية واضحة للسائق، لكنه يؤدي دوراً كبيراً في سلامة الركاب، كونه يتحمل الإجهادات التي يتعرّض لها من نزول السيارة في حفر أو صخور على الطريق، وهو مقاوم أيضاً للصدمات والإهتزازات ولجميع العوامل الطبيعية.

وللزجاج المستخدم في السيارات أنواع عدة، لكنّ هنالك نوعين هما الأكثر انتشاراً. النوع الأول يُعرف بالزجاج الرقائقي، وهو عبارة عن طبقة من مادة «بولي فينيل بوتيرال» أو ما يُعرف بالـ«PVB»، محصورة بين قسمَي الزجاج الداخلية والخارجية.

وهذه الطبقة تكون محكمة الإغلاق عن طريق الضغط والتسخين أثناء التصنيع، ما يعطي قوة للزجاج لمقاومة إختراقه من الأجسام الطائرة التي قد تقابله على الطريق، ويمنع دخول حوالى 95 في المئة من الأشعة ما فوق البنفسجية الى المقصورة.

ويُستخدم هذا النوع في السيارة عادة على الزجاج الأمامي، وفي بعض السيارات ذات الفئة العليا يُستخدم على النوافذ الجانبية والخلفية. وعند التعرّض لحادث، لا ينكسر هذا النوع من الزجاج بالكامل قطعاً صغيرة، بل يتغيّر شكله بحسب نوع الصدمة وقوتها، محافظاً على مكانه وعلى القسم السليم الباقي منه. من جهة أخرى، يقلّل الزجاج الرقائقي نسبة الضجيج التي تدخل الى المقصورة، ما يوفر راحة أكبر للركاب.

أما النوع الثاني ويُعرف بالزجاج المقسى، وله القدر نفسه من الأهمية في السلامة بالنسبة للسيارة مثل الزجاج الرقائقي، لكنه يختلف في الشكل والوظيفة. ويُستخدم هذا النوع عادة على النوافذ الجانبية والزجاج الخلفي وفتحة السقف.

ويتمّ تصنيع هذا النوع من الزجاج عبر تسخينه ثمّ تبريده بسرعة، ما يزيده قوة بنسبة 5 إلى 10 مرات أكثر. وعند وقوع حادث سير أو تعرّضه لصدمة قوية، يقع هذا الزجاج عند إنكساره على شكل حبيبات صغيرة مربّعة، ما يقلّل من إصابات الركاب.