حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئنين أنطونيو جوتيريز من أن دولا غربية تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا ربما يتم الطلب منها قبول عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين نظرا لأن النزوح الناتج عن الحرب يغمر دول المنطقة. وقال جوتيريز – في مقابلة أجرتها معه صحيفة "جارديان" البريطانية ونشرتها اليوم الخميس على موقعها الإلكترني – إن الموقف أصبح بالفعل أكثر بكثير من مجرد أزمة إنسانية. وأضاف جوتيريز "إذا لم يتم إيجاد حل خلال أشهر فإن الأمم المتحدة ستنظر في إعادة توطين عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في دول أفضل قدرة على تحمل استضافتهم ومن بينها بريطانيا". وأشار رئيس مفوضية شئون اللاجئين إلى أن ألمانيا عرضت بالفعل استضافة 5 آلاف لاجئ، بيد أن العروض محدودة. وتابع "إننا نواجه في الشرق الأوسط ما هو أكثر من أزمة إنسانية أو أزمة إقليمية، فقد أصبح الأمر يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين". وأضاف جوتيريز "نرى بالفعل تعددا في حوادث الأمن في العراق ولبنان وتواجه الأردن موقفا اقتصاديا صعبا للغاية". وأوضح أن تركيا والأردن أصبحتا مغمورتين للغاية باللاجئين وأنه في نفس الوقت توجد بعض العواقب التي تبعث بشدة على القلق بشأن وجهة النظر الأمنية - في ظل تسلل أشخاص مسلحين - والتي تقول إن الحدود يجب أن تخضع لسيطرة أكثر. ولفتت الصحيفة إلى أنه حاليا أصبح شخص من بين كل ستة أشخاص في لبنان لاجئا سوريا، وأن أكبر المخيمات في الأردن أصبح رابع أكبر مدينة في البلاد. ونوهت الصحيفة إلى أنه بالإضافة لمن عبروا الحدود، من المعتقد أن هناك أربعة ملايين سوري على الأقل نزحوا داخل بلادهم مما يعني أن أكثر من ربع السكان أجبروا على ترك بيوتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن نزوح السوريين تخطى تقريبا كل أزمة لاجئين أخرى تعاملت معها المنظمات الدولية في الأعوام ال40 الماضية.