عاجل

أبحاث لتصنيع طائرات تعمل ببطاريات الهيدروجين

تسعى عدد من شركات صناعة الطائرات إلى تصنيع جيل جديد من الطائرات القادرة على التحليق والطيران لمسافات كبيرة باستخدام بطاريات تعمل على وقود الهيدروجين، وتعتبر شركة بوينغ العملاقة لصناعة الطائرات من أهم الشركات المهتمة بهذه التقنية، وقد أعلنت في وقت سابق عن تمكنها من تصنيع طائرة تعمل على خلايا الوقود الهيدروجينية ، ولتدشن بذلك عهدا جديدا من الطائرات الصديقة للبيئة .

هذا الإعلان الذي جاء من إسبانيا في أعقاب إطلاق أول طائرة تعمل على خلايا الوقود الهيدروجينية ، وشكل حسب رأي الخبراء نجاحا تاريخيا في مجال تكنولوجيا الطاقة البديلة ونقلة نوعية للحد من الاعتماد المطلق على الوقود الإحفوري في مجال النقل الجوي.

وبعد نجاح هذه التجربة الرائدة من نوعها ، أعلن الكثير من المهتمين بالبيئة عن سعادتهم بهذه الخطوة ، حيث إن مثل هذه التقنية لا يتخلف عنها أي آثار بيئية سلبية ، إذ ينتج عن مثل هذه الطائرات بخار ماء فقط هذا بالإضافة إلى كونها صامته ولا يصدر عنها أي ضجيج ، بعكس الطائرات التقليدية العاملة الآن والمتهمة بإصدار ضجيج هائل وكميات ضخمة من الغازات السامة والملوثة لكافة عناصر البيئة .

الطائرة التجريبية الجديد يبلغ طولها 6.5 متر واتساع جناحيها 16.3 متر ويبلغ وزنها 800 كلغ تقريبا وتتسع حاليا لشخصين فقط ، وقد حلقت على ارتفاع كيلومتر واحد ولمدة عشرين دقيقة مستعينة بمراوح مخصصة لهذه الغاية .

يقول الباحث فرنسيسكو اسكارت مدير مركز الأبحاث والتصنيع ، إن طائرتهم الجديدة قد أقلعت بنجاح مستعينة ببطارية ليثيوم ، وحال وصولها إلى الارتفاع المطلوب ، تم فصل هذه البطارية وتشغيل خلايا الوقود الهيدروجينية والتحليق في الأجواء لمدة 45 دقيقة.

الهيدروجين وقود المستقبل

مما لا شك فيه أن الأبحاث التي أجريت على خلايا الوقود الهيدروجينية ، أثبتت قدرتها على تلبية بعض احتياجات الإنسان اليومية من الطاقة ، وقد استغلت هذه الخلايا في العديد من المجالات والصناعات ، فتم استخدامها لتسير بعض أنواع السيارات ، ولتزويد بعض المجمعات السكنية بالطاقة الكهربائية ، لكن استخدامها في مجال النقل الجوي وتسير الطائرات ، ما زال أمرا يحتاج إلي مزيد من الأبحاث والدراسات ، يقول اسكارتي ( إن وقود خلايا الهيدروجين يمكن استخدامه حاليا في الطائرات الصغيرة ، لكن في الطائرات الكبيرة والعملاقة ، فإن الأمر يحتاج إلى أكثر من عشرين عاما ، وقد تستخدم كمصدر ثانوي للطاقة في مثل تلك الطائرات الكبيرة والعملاقة ).

من جهتهم فقد أعلنت شركة بوينغ أنهم سيواصلون إجراء أبحاثهم لتطوير خلايا الوقود الهيدروجينية ، يدفعهم في ذلك الحاجة إلى إيجاد مصادر متجددة من الطاقة وللحد من الإنبعاثات الغازية السامة الصادرة عن الطائرات المحلقة في طبقات الجو العليا .

يذكر هنا أن الهيدروجين يعتبر مصدر مثاليا للطاقة ، ويمكن الحصول عليه من العديد من الصناعات الكيميائية كناتج ثانوي ، كما يمكن الحصول عليه من التحليل الكهربائي للماء ، ومن بعض المواد العضوية ، وعلى العموم يمكن اعتبار الهيدروجين وسط ممتاز لتخزين الطاقة المتجددة ، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الناتجة عن المساقط المائية وغيرها الكثير من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة .