يعاني أهالي قرى "العشرة آلاف"، التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة من مشكلة التلوث الناتجة عن مخلفات إحدى الشركات الخاصة بإنتاج الدواجن؛ والتي تؤدي إلى تحول الهواء المحيط بالقرى إلى غازات ملوثة؛ مما يهدد حياة الأهالي بالخطر، وخاصة الأطفال نتيجة الأمراض الصدرية التي فتكت بحياة البعض منهم وفقًا لتقارير الوفاة.
قال مستور القطعاني، المقيم بقرية "الكيلو 59 - نجع الدواجن): إن الحياة أصبحت مستحيلة في هذه القرية بسبب وجود ”الكوكر”، التابع للشركة، وهو عبارة عن مجمع للحيوانات والطيور النافقة ومخلفات الطيور من ريش وأمعاء وأرجل، وبعد تجميع هذه الأشياء تبدأ المعاناة؛ حيث يتم وضعها في غليات ضخمة، والتعامل معها كميائيًا؛ لاستخلاص البروتين اللازم لصناعة الأعلاف عالية التركيز.
وأضاف "القطعاني"، وعند تشغيل الغلاية تتصاعد الأدخنة والأبخرة من المياه (العطنة)، والمخلفات (المتعفنة)؛ ليتحول هواء المنطقة إلى غازات ملوثة، لا يطيق المرء أن يعيش فيها، موضحًا أن هذه الروائح تسببت في التهابات صدرية لحالات عدة، وتوفى بسبب الأمراض الصدرية بالقرية عدد من الأطفال.
وأكد "القطعاني" أن هذا مسجل بتقارير الوفاة، مضيفًا "أنه على الرغم من تقدمهم بشكاوى للبيئة والصحة، فإنه لم تتخذ إجراءات تجاه هذا ”الكوكر”، بل أحيانا كثيرة يعمل بأعلى من طاقته التشغيلية؛ مما يزيد من تصاعد الأبخرة فيحول المنطقة إلى جحيم".
وأعرب "القطعاني" عن بالغ أسفه لما وصل إليه الوضع في المنطقة، مشيرًا إلى أن الشركة توفر فرص عمل لأهالي المنطقة، بل والمراكز المجاورة، وهذا شيء جيد، لكن صحة المواطنين أهم لذلك يقترح نقل "الكوكر" لمكان بعيد لا يضر بالتجمعات السكانية، أو يتم تطويره؛ بحيث يعمل بطريقة تحافظ على البيئة.
وبالتواصل مع إدارة البيئة بمركز أبو المطامير، وجد أن للـ ”كوكر” تصريحًا رسميًا، لكن المشكلة تكمن في العمل بأكثر من الطاقة التشغيلية المصرح بها، وهذا ما رصده تقرير وزارة الصحة الذي صدر بعد التصريح، يفيد بانبعاث روائح وغازات ومواد خطرة، لكن التصريح قد صدر تقرير وزارة الصحة.
ومن جانبه، استعرض خالد أبو خطيب، نائب حزب النور عن دائرة "أبو المطامير وحوش عيسى" بمحافظة البحيرة، مشكلة التلوث بمنطقة "العشرة آلاف"؛ حيث ناقش المشكلة - خلال لقاءه - مستور عبد الحميد فرج، رئيس مجلس محلي قرية "متولي الشعراوي"، التابع لها قرى "العشرة ألاف"؛ حيث تقوم الشركة بعمل مجمع للحيوانات والطيور النافقة ومخلفات الطيور من ريش وأمعاء وأرجل؛ لتبدأ معاناة الأهالي عند عملية استخلاص البروتين اللازم لصناعة الأعلاف عالية التركيز من تلك المخلفات.
وتوصل نائب "النور" مع رئيس مجلس محلي قرية "متولي الشعرواي" إلى السعي لتشكيل لجنة مختصة من البيئة والصحة؛ لدراسة الـ "الكوكر"، والوقوف على أبعاد المشكلة، وإعادة فحص التصاريح الخاصة به.
